واشنطن تحقق في احتجاز صحفي أميركي إيراني في طهران
تحقق الولايات المتحدة في قضية احتجاز صحفي أميركي من أصول إيرانية في طهران خلال زيارة أجراها مؤخرا لعائلته، وفقا لما أورد موقع "صوت أميركا"، الجمعة.
وبحسب الموقع فقد سافر رضا ولي زاده، الصحفي الذي عمل في "راديو فردا" التابع لصوت أميركا حتى عام 2022، إلى طهران في فبراير لزيارة عائلته بعد نحو 14 عاما قضاها خارج البلاد، كما جاء في آخر منشور له على منصة "إكس" في أغسطس.
وردا على استفسار من صوت أميركا، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنها "على علم بتقارير تفيد باعتقال مواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية في إيران."
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "نعمل مع شركائنا السويسريين الذين يمثلون المصالح الأميركية في إيران للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه القضية".
وأضاف المتحدث أن "إيران تقوم بشكل روتيني بسجن المواطنين الأميركيين وغيرهم من جنسيات أخرى لأغراض سياسية.. هذا النهج قاسٍ ويتعارض مع القانون الدولي".
وتعتبر إيران "راديو فردا" ووسائل الإعلام الغربية الناطقة بالفارسية الأخرى كيانات معادية، لأنها تبرز الاحتجاجات والمعارضة العامة ضد حكم رجال الدين في البلاد.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع داخل إيران، طلب عدم الكشف عن هويته، القول إن ولي زاده أعتقل في إيران أواخر سبتمبر الماضي بتهمة التعاون مع وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج البلاد.
وذكرت منظمات حقوقية إيرانية أن ولي زاده محتجز في سجن إيفين سيئ السمعة بطهران من دون السماح له بمقابلة محام منذ اعتقاله.
وفي منشور له على منصة "إكس" في أغسطس، ذكر ولي زاده أنه عاد إلى إيران في فبراير "بعد أن أجرى مفاوضات غير مكتملة مع الحرس الثوري الإيراني. وقال إنه "قرر العودة طوعا، حتى من دون الحصول على ضمانات أو تعهدات مسبقة تتعلق بسلامته".
كذلك كتب في منشور في فبراير، لدى وصوله إلى إيران، إن عملاء الاستخبارات الإيرانية استدعوا أفراد عائلته وضغطوا عليهم لإقناعه بالعودة.
وقال مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" جيسون برودسكي إن اعتقال ولي زاده يجب أن يكون تحذيرا للإيرانيين الحاملين لجنسيات مزدوجة بأن وعود طهران لا يمكن الوثوق بها.
وأضاف برودسكي أنه "على مر السنوات الماضية، كانت هناك حالات حصل فيها إيرانيون في الخارج على إذن من جهة حكومية للدخول، ثم قامت وكالة منافسة بالقبض عليهم واحتجازهم كرهائن."
وبحسب منظمات حقوقية إيرانية فمن المقرر أن يمثل ولي زاده أمام "محكمة الثورة" برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، الخاضع لعقوبات أميركية والمعروف عنه بإصدار أحكام الإعدام في محاكمة الناشطين والإعلاميين والمعارضين للنظام الإيراني، ويلقب في إيران بـ"قاضي الموت".
وتوقف السلطات الإيرانية عددا من الرعايا الأجانب، الكثير منهم مزدوجو الجنسية. وبينما تتهّم طهران هؤلاء بقضايا مرتبطة بالأمن أو التجسس، ترى دولهم وعائلاتهم أنهم "رهائن" لدى طهران التي تحتجزهم للحصول على تنازلات من دول غربية أو لمبادلتهم بعدد من رعاياها الموقوفين في الخارج.