أنفلونزا أم كورونا؟ هكذا تفرّق بين الفيروسين عند الإصابة
مع دخول فصل الخريف وانخفاض درجات الحرارة في عدد من المناطق حول العالم، تتزايد الإصابات بفيروس الإنفلونزا ومتحورات كوفيد-19، في مشهد يعيد إلى الأذهان القلق من عودة مزدوجة لأوبئة تنفسية تضع الأنظمة الصحية أمام تحدٍ جديد.
ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، يشترك الفيروسان في أعراض متشابهة، ما يصعّب على الشخص العادي التمييز بينهما دون اللجوء للفحص الطبي، خاصة مع اعتماد الكثيرين على العلاجات المنزلية.
لكن الأطباء يشيرون إلى وجود فروقات مهمة في طريقة ظهور كل من الإنفلونزا وكوفيد-19، إضافة إلى اختلافات في شدة الأعراض والمخاطر المحتملة، ما يستدعي وعيًا أكبر لضمان التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
كيف تميّز أعراض الإنفلونزا؟
الإنفلونزا هي عدوى تنفسية حادة، غالبًا ما تنتشر بقوة خلال التغيرات الموسمية، وتتميز ببداية مفاجئة لأعراض مثل الحمى، آلام العضلات، الإرهاق الشديد، والسعال.
وعلى عكس الزكام العادي، الذي يتسبب بسيلان الأنف والعطاس وتهيج خفيف في الحلق، تميل الإنفلونزا إلى إضعاف الجسم بشكل واضح، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى كبار السن، الأطفال، المصابين بأمراض مزمنة، أو من يعانون من ضعف في المناعة.
ويؤكد الأطباء أن التطعيم ضد الإنفلونزا يظل الوسيلة الأنجع للوقاية، حيث أظهرت الدراسات قدرته على تقليل خطر الإصابة الشديدة والحاجة لدخول المستشفى.
وماذا عن كوفيد-19؟
رغم مرور أكثر من أربع سنوات على بداية الجائحة، لا تزال متحورات كوفيد-19 تُشكل خطرًا صحيًا، خاصة على الفئات الهشة.
ويتطور الفيروس باستمرار، وتظهر متحورات جديدة تنتشر بسهولة عبر الرذاذ التنفسي.
وقد تغيّرت الأعراض المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة بالمراحل الأولى للجائحة، حيث بات العديد من المرضى يعانون من أعراض خفيفة تُشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف، التهاب الحلق، وانسداد الجيوب الأنفية.
ومع ذلك، لا تزال بعض الحالات تسجل أعراضًا أكثر حدة مثل الحمى، السعال المستمر، الإرهاق، ضيق التنفس، الصداع، والغثيان.
من الأعراض الملفتة مؤخرًا بحة الصوت، التي ارتبطت بمتحور يُعرف باسم "ستراتوس" (Stratus)، ويشمل سلالتين فرعيتين هما XFG وXFG.3.
ورغم أن هذه المتحورات تمثل حصة كبيرة من الإصابات الجديدة، إلا أن الخبراء لا يرون فيها تهديدًا مقلقًا، مؤكدين أن تغير الفيروسات مع مرور الوقت أمر طبيعي ومتوقع.
وتنصح الجهات الصحية بالحصول على جرعة معززة من لقاح كوفيد-19 لمن تجاوزوا الـ65 عامًا، ونزلاء دور الرعاية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
فصل الشتاء: موسم الفيروسات
ومع اقتراب فصل الشتاء، يحذر الأطباء من ارتفاع متوقع في معدلات الإصابة بفيروسات تنفسية متعددة، من بينها الإنفلونزا، وكوفيد-19، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، بالإضافة إلى نوروفيروس الذي يسبب التهابات في المعدة والأمعاء.
في ظل هذه التهديدات المتزامنة، يشدد الخبراء على أهمية التوعية، والوقاية، واللجوء إلى اللقاحات المتاحة، لضمان موسم شتاء أكثر أمانًا للجميع.