مسؤول أميركي: التقارير عن اتفاق وشيك بين لبنان وإسرائيل كاذبة

مسؤول أميركي: التقارير عن اتفاق وشيك بين لبنان وإسرائيل كاذبة

تتكثف الجهود الدولية لمنع اندلاع صراع شامل بين لبنان وإسرائيل وترتيب الوضع الحدودي بينهما، بعدما بات مرتبطاً عضوياً بالحرب الدائرة في غزة.
وبعد التقارير الواردة عن اتفاق وشيك بين لبنان وإسرائيل، رد مسؤول أميركي بوصفها بالـ"كاذبة".
كما صرح لـAlArabiya English، الأربعاء، أن "كبار المسؤولين الأميركيين يواصلون قيادة الجهود الرامية إلى استعادة الهدوء على طول الحدود ويستكشفون جميع الخيارات الدبلوماسية للقيام بذلك".

سلسلة من الالتزامات؟
يذكر أن موقع "أكسيوس" كان نقل الثلاثاء عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع قولهم إن الولايات المتحدة و4 من حلفائها الأوروبيين هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، يأملون أن يعلنوا خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات بين إسرائيل وحزب الله لاستعادة الهدوء على الحدود.

وأضافت المصادر أن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين سيصدرون بياناً يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على القيام بها، لكن لن يتم التوقيع عليها بشكل رسمي.
كما من المتوقع أن تركز الالتزامات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لعام 2006. وستتضمن التزاماً من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود.

10 و12 ألف جندي لبناني
كذلك أردفت المصادر أنه من غير المتوقع أن يُطلب من حزب الله نقل كل عناصره شمال نهر الليطاني، بل على بعد مسافة تتراوح بين 8 إلى 10 كيلومترات فقط من الحدود. ولفتت إلى أن الجيش اللبناني سيرسل بين 10 و12 ألف جندي على طول الحدود مع إسرائيل.
وكشفت أيضاً أن أميركا طلبت وقف طلعات المقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، فيما لم ترفض تل أبيب الطلب.

المقترح الأساسي
يشار إلى أنه فيما تستمر المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، تتواصل المساعي الدبلوماسية لتجنيب لبنان أتون الحرب الدائرة في غزة من خلال تنفيذ القرار الدولي 1701، بما في ذلك تعزيز وجود وموارد الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.
وتقود الولايات المتحدة الحراك الدبلوماسي عبر مستشار الرئيس لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين الذي زار إسرائيل ويسعى لإبرام اتفاق حول الحدود البرية مع لبنان، بعدما نجح في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وبحسب معلومات مستقاة من مصادر عدة، فإن المقترح الأساسي الذي يطرحه هوكشتاين لإنهاء النزاع المسلح في الجنوب وقدمه أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته بيروت الأسبوع الماضي، يتضمن وقف إطلاق النار من قبل الطرفين، إسرائيل وحزب الله، وأن يسحب الحزب المظاهر العسكرية، لا سيما الثقيلة في جنوب الليطاني، ووقف نشاط جمعية "اخضر بلا حدود" في المنطقة، مقابل ضمان إسرائيل عدم القيام بأي خرق بري، بحري أو جوي للقرار 1701.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، بأن هوكشتاين "أعطى إشارات إيجابية لإمكانية الوصول لحل سياسي لتهدئة جبهة الجنوب اللبناني، فيما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن "مقترح أميركي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة النازحين"، مؤكدة وجود "بوادر إيجابية" لتهدئة بين إسرائيل و"حزب الله" بعد وساطة أميركية.
الحل الدبلوماسي
فيما أوضح مصدر لبناني رسمي لـ"العربية.نت" "أن لبنان مصر على الحل الدبلوماسي للجنوب والحدود البرية مع إسرائيل، وينتظر عودة الموفد الأميركي إلى بيروت قريباً (متوقع نهاية الأسبوع) وما يحمله من طروحات بعد زيارته تل أبيب".
وقال المصدر: "رغم كل التطمينات التي يحملها الموفدان الدوليان فإن القلق من انفلات الأوضاع الأمنية جنوباً لا يزال قائماً، لاسيما في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية".
رغم أنه أضاف "أن الأوضاع جنوباً لا تزال ضمن (قواعد الاشتباك) المقبولة".
إلى ذلك، أكد "أن حزب الله لا يعارض المفاوضات لحل الأزمة في الجنوب اللبناني".

تعزيز قدرات الجيش
وتتركز المشاورات الدبلوماسية على تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليطلع بدوره كاملاً في تطبيق القرار 1701، لاسيما في منطقة جنوب الليطاني.

فوفق المعلومات، ينتشر في جنوب الليطاني لواءان وفوج واحد للجيش اللبناني، وفي حال طُلب منه تعزيز وجوده هناك، فإن ذلك يستدعي مضاعفة عدد الجنود ليُصبح 4 ألوية وفوجين (قرابة 12 ألف جندي).
ما يعني إما فتح باب التطوع أي صرف اعتمادات جديدة في وقت يعاني لبنان أزمة اقتصادية خانقة، أو سحب ألوية وأفواج من مناطق لبنانية أخرى.
وفي الإطار، أشار المصدر الرسمي إلى أن "ترتيبات جنوب الليطاني تتضمن تعزيز انتشار الجيش عتاداً وعديداً"، قائلاً: "نعمل على تأمين الدعم اللازم للمؤسسة العسكرية من المجتمع الدولي والأمم المتحدة".
وقف حرب غزة أولاً
في المقابل، أوضح منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل، منير شحادة، لـ"العربية.نت"، "ألا حديث عن أي تدابير في جنوب الليطاني قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهذا ما أبلغه حزب الله إلى الموفدين الدوليين الذين يزورون بيروت آخرهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون".
كما اعتبر أن "الحل لجنوب الليطاني سيكون من ضمن package للخلاف حول الحدود البرية من بينها الانسحاب من الأراضي المحتلة، بما فيها مزارع شبعا التي يُصار إلى الاتفاق على من سينتشر فيها بعد الانسحاب، الجيش اللبناني أم اليونيفيل، ووقف الخروقات اليومية، بالإضافة إلى حسم الخلاف حول النقاط 13 منها B1". وأردف أنه "مجرد حل هذه الأمور فإن القرار 1701 يُطبق تلقائياً ومن الجهتين".

تخفيف التصعيد
كذلك، لفت إلى أن "هوكشتاين تبلغ بموقف حزب الله بألا حديث حول ترتيبات جنوب الليطاني قبل وقف الحرب في غرة، لذلك من المستبعد أن يحط في لبنان بعد زيارته إسرائيل".
غير أنه أوضح أن "الحركة الدبلوماسية نجحت حتى الآن بتخفيف التصعيد جنوب لبنان، قائلاً: "لمسنا ذلك من خلال تراجع العمليات العسكرية المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله".
يذكر أنه منذ تفجر الحرب في غزة، لم تهدأ المواجهات في الجنوب اللبناني، فيما نزح نحو 100 ألف لبناني من القرى الحدودية.
وأسفرت المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم نحو 100 عنصر من الحزب المدعوم إيرانياً.