الإيبوغا.. العلاج الأفريقي الطبيعي للقلق دون إشراف رسمي

يشهد استخدام نبات الإيبوغا في الغابون إقبالًا متزايدًا كعلاج تقليدي للقلق والإدمان، حيث يعتبره السكان المحليون نباتًا مباركًا ذا تأثير نفسي مهدئ، يُستخدم منذ مئات السنين ويحظى بشعبية واسعة في وصفات وعلاجات تقليدية متعددة. بالنسبة لهم، الإيبوغا دواء لا يمكن الاستغناء عنه أو تعويضه، ويُنظر إليه كهدية مقدسة من الأجداد، نتاج خبرة طويلة في استكشاف الغابات الاستوائية والبراري الأفريقية الغنية بالنباتات الفريدة.
ورغم احتواء الإيبوغا على مواد فعالة شديدة التركيز وظهور بدائل علاجية أخرى، إلا أنه لم يفقد مكانته بين السكان المحليين ولم تُسجَّل له آثار جانبية تُذكر، مما يعزز اعتقادهم بقداسته.
ويشير المعالج التقليدي موسى ساري إلى أن الإيبوغا كان علاجًا قديمًا انتشر بين قبائل حوض الكونغو، وأصبح جزءًا من الثقافة الشعبية لعلاج القلق والاضطرابات السلوكية، إضافة إلى استخدامه لتخفيف الإدمان وإضفاء شعور بالسرور.
ويضيف أن هناك طقوسًا خاصة بحصاد النبات تؤمن بقدرتها على اختيار أجود الثمار التي تملك فعالية علاجية عالية للمشاكل النفسية. ويشرح أن الإيبوغا يحتوي على مركب “إيبوجايين” الذي يمكن تناوله بمضغ الجذور أو الأوراق، كما يدخل في تركيبات علاجية متفرّدة ضمن الطب الأفريقي التقليدي.
وعلى الرغم من شعور معظم المستخدمين بالراحة من أول تجربة، تؤكد الدراسات العلمية حتى الآن بشكل محدود فقط فعالية الإيبوغا في علاج إدمان المخدرات وبعض الأمراض العصبية.
ويشير المختصون إلى أن غياب تنظيم رسمي في الغابون، التي ينتشر فيها النبات بكثرة وبجودة عالية مقارنة بالدول المجاورة مثل الكونغو والكاميرون، حال دون تصدير منتجات عالية الجودة للأسواق الخارجية، مما يعرض نبات الإيبوغا في الغابات الاستوائية للتغيرات المناخية والاستخدام غير المنظم دون رقابة.