السيجارة "الإلكترونية" لا تقل ضرراَ عن "العادية"... إليك ما تفعله برأتيك
يتجه الكثير من الأشخاص إلى تدخين السجائر الإلكترونية باعتبار أنها أقل ضرراً على صحتهم من السجائر العادية، حيث زاد عدد مستخدميها خلال السنوات الأخيرة الماضية بشكل كبير، وبات آلاف الأشخاص يلجؤون إليها، خصوصاً أولئك الذين أقلعوا عن تدخين التبغ التقليدي، إلا أن دراسة جديدة أثبتت العكس حيث أظهرت أن تدخين السجائر الإلكترونية يضر رئات الشباب بمقدار الضرر نفسه الذي يتسبب فيه تدخين السجائر العادية.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة مانشستر متروبوليتان، وشملت 60 شخصاً في العشرينات من عمرهم، 20 منهم غير مدخنين، و20 آخرون من مدخني السجائر الإلكترونية، لمدة عامين على الأقل، و20 من مدخني التبغ التقليدي لمدة عامين أيضاً.
وقارنت الدراسة بين أداء المشاركين جميعاً في اختبار تمارين شاقة، ووجدت أن كلاً من مدخني السجائر الإلكترونية والعادية كانا أقل لياقة وأكثر معاناة من ضيق في التنفس من غير المدخنين.
ووفقاً للدراسة، كان مدخنو السجائر الإلكترونية والعادية أقل قدرة على استنشاق الأكسجين (2.7 لتر و2.6 لتر في الدقيقة على التوالي) من غير المدخنين (3 لترات).
بالإضافة إلى ذلك، أظهر مدخنو السجائر الإلكترونية والعادية علامات تشير إلى أن الأوعية الدموية لديهم لا تعمل بشكل جيد، على عكس غير المدخنين، وفقاً لفحوصات الدم والمسح بالموجات فوق الصوتية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور عزمي فيصل: «تضيف الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن الاستخدام طويل الأمد للسجائر الإلكترونية ضار، وأن هذا النوع من السجائر لا يمكن أن يكون بديلاً صحياً للتدخين العادي».
ماذا تحتوي السيجارة الإلكترونية؟
وتحتوي السجائر الإلكترونية على مادة "ثنائي الأسيتيل" (Diacetyl)، وهي مادة كيميائية تستخدم في بعض النكهات، ويسبب استنشاق هذه المادة مرض التهاب القصيبات المسدودة المعروف أيضا باسم "رئة الفشار"، وهو ما يشكل ندبات دائمة في القصيبات التي تعد أصغر الممرات الهوائية في الرئتين وهو ما يسبب تضييقها بشكل دائم.
وأظهرت التجارب السابقة أن بعض السجائر الإلكترونية بنكهات الفاكهة، مثل الفراولة والبطيخ والتوت، تنتج مركبات خطيرة تسمى الكربونيل المتطاير، بسبب عملية التسخين هذه.
ومن المعروف أن هذه المركبات لها آثار صحية خطيرة؛ حيث قد تتسبب في مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطانات.