المقاومة من أجل الحرية: الرهان على الشعب الإيراني والحل الثالث

في مواجهة نظام استبدادي ديني حكم إيران لأكثر من أربعة عقود، تتجلى المقاومة من أجل الحرية كخيار وحيد وشرعي للشعب الإيراني. هذه المقاومة ليست مجرد فعل تحدٍ، بل هي فخر واعتزاز لمناضلي الحرية في إيران الذين يواجهون آلة القمع الوحشية للنظام الحاكم.
لقد شهد العالم سياسة استرضاء مدمرة تجاه نظام الملالي، حيث عقدت دول وقوى سياسية صفقات مع هذا النظام مقابل مصالح اقتصادية هائلة، متجاهلة معاناة الشعب الإيراني ودماء الأبرياء في المنطقة. هذه السياسة، التي تشبه نظرية «تشامبرلين» في استرضاء هتلر، لم تمنع الحرب، بل زادت من أزمات المنطقة وأدت إلى مآسي إنسانية ضخمة. الشعب الإيراني دفع الثمن غالياً، بينما جنى بعض السياسيين أرباحاً من هذه الصفقات المشبوهة.
منذ عقود، حذرت المقاومة الإيرانية من أن نظام ولاية الفقيه هو رأس الأفعى في أزمات المنطقة، وأن تجاهل مواجهة هذا النظام يؤدي إلى تفاقم الأوضاع. ورغم ذلك، استمر بعض القوى الدولية في غض الطرف، مما سمح للنظام بالاستمرار في قمع الشعب وإشعال الحروب الطائفية في العراق وسوريا واليمن.
تاريخ إيران الحديث مليء بالمآسي التي بدأت باختطاف الثورة الوطنية من قبل قوى العميلة، وصولاً إلى فرض ديكتاتورية دينية دموية لا مثيل لها. هذا النظام الذي جاء بدعم أجنبي، أعدم مئات الآلاف من مناضلي الحرية، وقمع كل صوت معارض، ليبقى في السلطة عبر الإرهاب والقمع.
اليوم، وبعد سنوات من النضال المستمر، يقف الشعب الإيراني على مفترق طرق. هل ستكرر القوى العميلة سيناريو اختطاف الثورة؟ أم أن مستقبل إيران سيصنعه الشعب والمقاومة المنظمة؟ الجواب يكمن في وجود مقاومة منظمة وشاملة، هي المقاومة الإيرانية التي لم تلوث سجلها أبداً بالمساومة أو الخيانة، بل ظلت ثابتة في نضالها من أجل حرية الشعب الإيراني.
وحدات الانتفاضة المنتشرة في أنحاء إيران، رغم القمع والاعتقالات والإعدامات، تثبت أن إرادة الشعب لا تُقهر. هذه الوحدات هي رأس حربة المقاومة داخل الوطن، وتستهدف رموز القمع والديكتاتورية، وتعمل على بناء بديل ديمقراطي حقيقي.
المقاومة الإيرانية، بقيادة منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة، تقدم «الحل الثالث» كخيار استراتيجي وواقعي. هذا الحل لا يعتمد على الحرب الخارجية ولا على المساومة مع النظام، بل على التغيير الديمقراطي بقيادة الشعب والمقاومة المنظمة. برنامج هذا الحل يتضمن تشكيل حكومة مؤقتة لمدة ستة أشهر، تهيئ الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصياغة دستور جديد يقوم على فصل الدين عن الدولة، واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وإلغاء عقوبة الإعدام، وتحويل إيران إلى دولة سلمية وغير نووية.
هذا البرنامج هو ضمانة مستقبل إيران الحرّة والديمقراطية، وهو البديل الحقيقي والوحيد الذي يمكنه قيادة البلاد نحو السلام والازدهار. المقاومة لم تراهن يوماً على دعم القوى الأجنبية للنظام، بل اعتمدت على قوة الشعب وإرادته في إسقاط الديكتاتورية.
إن الرهان على الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة هو الخيار الوحيد الذي يضمن عدم تكرار مأساة الاسترضاء التي أدت إلى مزيد من الحروب والمعاناة. فالشعب الذي دفع دماءً ثمينة لن يسمح لأي يد ملوثة أو عميل مأجور أن يختطف مستقبله.
في الختام، المقاومة من أجل الحرية ليست مجرد شعار، بل هي استراتيجية نضالية متجددة، تستند إلى إرادة شعبية صلبة، وإلى برنامج واضح وعملي لبناء إيران جديدة حرة، ديمقراطية، ومستقلة. هذا هو الطريق الذي سيقود إلى نهاية حكم الديكتاتورية الدينية، وبداية عهد جديد من الحرية والكرامة لشعب إيران.