إيران وأوروبا في محادثات دقيقة لتفادي إعادة فرض العقوبات الأممية

تجري إيران والقوى الأوروبية مفاوضات مكثفة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في محاولة لتفادي إعادة تفعيل العقوبات الأممية على طهران بسبب انتهاكات محتملة للاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ونقلت وكالة "رويترز"، يوم الثلاثاء، عن مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين غربيين أن المحادثات تُوصف بأنها "جهود اللحظة الأخيرة"، وسط تحذيرات من أن فرص نجاحها لا تزال محدودة للغاية.
وبحسب المصادر، من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية إيران، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، اليوم الثلاثاء، لبحث مستقبل الاتفاق النووي المثير للجدل، في ظل تهديدات أوروبية بإعادة فرض العقوبات.
وكانت دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) قد أطلقت في 28 أغسطس الماضي عملية مدتها 30 يوماً قد تفضي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، متهمة طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، الذي يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي.
في المقابل، تؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية بحتة.
وقال مسؤول إيراني رفيع إن بلاده أجرت اتصالات مكثفة منذ صباح الاثنين مع ممثلين عن الدول الأوروبية الثلاث، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، مشيراً إلى أنه تم طرح "أفكار متعددة" قيد النقاش.
وأضاف المسؤول أن وزير الخارجية الإيراني سيجتمع مع نظرائه الأوروبيين، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لمواصلة المحادثات.
بدورهم، أكد دبلوماسيان أوروبيان انعقاد الاجتماع، لكنهما أشارا إلى أن إيران لم تلبِّ حتى الآن الشروط التي وضعتها الترويكا الأوروبية.
وقال أحد الدبلوماسيين: "الكرة الآن في ملعب إيران. عليها اتخاذ خطوات ملموسة خلال الأيام القليلة المقبلة لتجنب إعادة فرض العقوبات. وإذا لم تفعل، فإن العقوبات ستعود حتماً".
وبحسب دبلوماسي أوروبي آخر، فإن الحد الأدنى المطلوب من طهران هو تقديم تقرير خاص والسماح بزيارة رمزية للمفتشين لبعض المواقع النووية، لكنه أشار إلى أن ذلك "قد لا يكون كافياً"، مضيفاً أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
من جهته، دعا نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الدول الأوروبية إلى الاختيار بين "التعاون أو المواجهة"، قائلاً في تصريحات للتلفزيون الإيراني: "لقد اختبروا إيران من قبل ويعلمون أننا لا نخضع للضغوط أو التهديدات. نأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي، وإلا فإن طهران سترد بخياراتها الخاصة".
وأكد عراقجي أنه موجود في نيويورك "لاستغلال ما تبقى من وقت للمشاورات الدبلوماسية التي قد تؤدي إلى حل"، مضيفاً: "سنواصل طريقنا إذا لم يتحقق ذلك".
وفي محاولة لإنقاذ الاتفاق ومنح المسار الدبلوماسي فرصة إضافية، عرضت الدول الأوروبية تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر، شريطة أن تسمح إيران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعها، وتعالج المخاوف المرتبطة بمخزونها من اليورانيوم المخصب، إضافة إلى استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.
لكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل حلول 27 سبتمبر، فإن جميع العقوبات الأممية ضد إيران ستُعاد تلقائياً.