إيران في مأزق مزدوج: نظام الملالي يحتضر والمفاوضات تلفظ أنفاسها الأخيرة

صرّح وزير الأمن الداخلي الأمريكي أن أمام النظام الإيراني مهلة حتى يوم الأحد المقبل للتوصل إلى اتفاق، وأن باب المفاوضات سيُغلق بعد ذلك
في تطور جديد يعكس حالة الغليان الشعبي داخل إيران، شهدت منطقة "بونك" في العاصمة طهران مساء الاثنين انقطاعًا كاملاً للتيار الكهربائي، ما دفع السكان إلى النزول إلى الشوارع وإطلاق شعارات غاضبة من بينها «الموت للديكتاتور»، تعبيرًا عن سخطهم تجاه الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والأزمات الاقتصادية المتفاقمة، وسوء إدارة البلاد.
وفي تصريح يفتقر لأدنى درجات المسؤولية، قال شاه محمدي، عضو لجنة سوق الكهرباء في النظام الإيراني، إن "على المواطنين أن يعتادوا على انقطاع الكهرباء لأنه سيستمر لمدة أربع سنوات قادمة". تصريح يعكس غياب أي حلول واقعية لدى النظام، وإصراره على تحميل الشعب أعباء الفشل المزمن في إدارة شؤون البلاد.
في موازاة ذلك، يتواصل الإضراب العام لسائقي الشاحنات في يومه الخامس، وقد توسّع ليشمل أكثر من 110 مدينة، في مؤشر واضح على تصاعد الاحتجاجات المطلبية والاجتماعية في مختلف أنحاء البلاد.
دوليًا، صرّح وزير الأمن الداخلي الأمريكي أن أمام النظام الإيراني مهلة حتى يوم الأحد المقبل للتوصل إلى اتفاق، وأن باب المفاوضات سيُغلق بعد ذلك، في رسالة حازمة تشير إلى نفاد صبر واشنطن إزاء مماطلات طهران المستمرة.
وفي ضربة محرجة أخرى للنظام، أُعلن عن اعتقال رجل الدين الإيراني "الشيخ غلامرضا قاسميان"، أحد حكّام برنامج "المحفل" في السعودية، خلال أدائه مناسك الحج، في تطور قد يزيد من تعقيد علاقات طهران مع الدول الإسلامية.
أمام هذا المشهد المتأزم داخليًا وخارجيًا، يُطرح السؤال المحوري:
أليس النظام الإيراني ونظام ولاية الفقيه في مأزق شامل؟ إلى متى ستستمر سياسة المسايرة والتفاوض العبثي؟ ألا يجدر بالمجتمع الدولي، كما ورد في القرار 166 للكونغرس الأمريكي وغالبية مجلس العموم البريطاني، أن يعترف بحق الشعب الإيراني في التغيير وإنهاء هذا النظام القمعي؟