أيمن زيدان يروي مأساة عائلته والواقعة المحفورة في ذاكرته

أيمن زيدان يروي مأساة عائلته والواقعة المحفورة في ذاكرته

فتح الممثل السوري القدير أيمن زيدان قلبه للجمهور كاشفاً عن وجعه الأكبر وجرحه الذي لم يندمل، متحدثاً للمرة الأولى عن واقعة قديمة لا زالت ملامحها محفورة في ذاكرته.
ووصف زيدان فقدان نجله الأصغر نوّار وشقيقه الأصغر شادي زيدان، بأصعب تجارب حياته، لافتاً إلى أن تجاوز الألم تطلّب منه مجهوداً مضاعفاً من الطاقة والعمل، خصوصاً أن التجربتين ولّدتا لديه مشاعر متناقضة، مثل انعدام قيمة الحياة والشهرة والثروة. وقال: "فقدان موجع وصعب، فقانون الحياة عادةً يقول إنّ الأبناء يشيعون آباءهم، لكن المعادلة جاءت معي عكسية تماماً".

تعرّض لمفارقة غريبة أثناء إصابة ابنه بالسرطان
واستعرض زيدان فلسفته في تجاوز آلام الفقد، موضحاً في حوار مع الإعلامي عمرو أديب والفنانة أصالة، في بودكاست Big Time، أنه عاش مفارقة غريبة، أثناء إصابته ابنه بالسرطان، حيث كان يُصور عملاً كوميدياً آنذاك، وقال: "كنت أعالج ابني من هذا المرض، وأجلس معه ساعتين يومياً قبل الذهاب إلى التصوير، وبعدها أعود له مُجدداً لأمضي معه ساعات الليل"، وأضاف: "وقتها أدركت المعنى الحقيقي لقيمة الفنان، وأنه شخص نبيل جداً، كونه يُخفي جراحه ويتجاوز إخفاقات الحياة، ليظهر ويُفرح ويسعد الجمهور، وأعتقد أن هذه هي القيمة النبيلة لمهنة الفن، التي أتمنى أنّ أظل بها".

وتابع: "هذه التجربة تترك بداخل الشخص، إحساسين كل منهما عكس الآخر، الإحساس الأول يُقنع روحك بأنّ المتوفي ذهب لمكان أفضل وأجمل من الحياة الدنيا، مما تتناقص آلام الجرح نوعاً ما، وذلك يتوقف على حجم إيمان وثقافة الشخص ذاته"، متابعاً: "الإحساس الثاني، هو الإدراك بأن لا قيمة لشيء في هذه الحياة، وتسأل نفسك.. لماذا تتمسك بتفاصيل الحياة؟.. ماذا تعني الشهرة والثروة والنجومية؟ فجأة كل هذا الهوس والهاجس الذي يسكنك قبل أن تفقد أحد، تكتشف ألا معنى منه، وأن الأهم من كل ذلك، أنك تظل مع كل من تحبهم، ويكون ذلك هدفك الذي تسعى له".
وأوضح الفنان السوري القدير أنه عندما عاد لينهض ويلملم هذا الفقد والجرح الغائر، بذل الكثير من المجهود والطاقة، وشعر بأن لديَّ رغبة نبيلة لاغتيال الوجع للتخلّص من تلك المشاعر.

وكشف زيدان عن الواقعة القديمة التي لا زالت ملامحها محفورة في ذاكرته، ومشهد لم يفارق مخيلته تماماً، وهو إصابة جده بالشلل التام لمدة تجاوزت 11 عاماً تقريباً، مؤكداً أنه كان أقوى شخص في القرية ولديه بنيان قوي وطوله يتجاوز المترين، ويتناول الطعام بكميات ضخمة، وفجأة اختفى كل ذلك، بعد إصابته بالشلل.
وقال:"جدي كان لديه روح التحدي والعِناد، وذات مرة دخل في تحدٍّ، أن يحمل حجراً ضخماً جداً على ظهره، يتجاوز وزنه 600 كيلو جرام، وأنّ يسير به مسافة 20 خطوة كاملة، وبالفعل دخل هذا الرهان وسط حماس وتشجيع من قبل المحيطين به، وساعده حوالي 6 أشخاص في وضع الحجر على ظهره".
وأضاف زيدان: "جدي مشى بالحجر على ظهره، ولكن مع الخطوة العاشرة، سمع صوتٍ قوي في العمود الفقري، فقد تضررت إحدى الفقرات من عِناده، وجلس بعدها طريح الفراش مشلولاً لمدة 11 عاماً"، متابعاً "كنت أجلس معه في طفولتي واستمع له عندما يحكي لي حكاياته وبطولاته، وأساعده وأحبه حباً شديداً، خاصة وأنني كنت أراه النموذج الذي قست عليه الحياة".

وتابع "شاءت المصادفة، أنني أشارك في مسلسل "نهاية رجل شجاع" الذي عرض عام 1994، ولم تفارق صورته مخيلتي ولا لحظة، حتى القبعة البيضاء، هي نفسها، وفور جلوسي على الكرسي لم يفارقني إطلاقاً، وتوحّدت مع الشخصية، ربما اللحظة التي سقطت فيها، كانت تشبه اللحظات التي حمل فيها الصخرة الملعونة على ظهره، وأفقدته القوة في لحظة مجنونة".

وكشف أيمن زيدان عن الرسائل الذي يبعثها لأبنائه طوال الوقت، ويُشدد على أهميتها، لعل أبرزها "ضرورة التمسك بالشغف، تجاه أي مشروع أو فكرة تعمل عليها، علاوة على الدفاع عن الأحلام، وذلك بالتحدي والعناد والإصرار والتعلم، حيث إنّ الوصول للحلم طرق كثيرة وعرة ومليئة بالأشواك، فهي دوماً الطريق للأحلام النبيلة مليء بالصعاب، لذا دافعوا عن أحلامكم".