قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستضرب إيران مجدداً «بقوة أشد» إذا تعرضت لتهديد منها.
ونقل عنه بيان صادر عن مكتبه القول: «ستصل إليكم يد إسرائيل الطويلة في طهران وتبريز وأصفهان، وفي أي مكان تحاولون فيه تهديد إسرائيل أو الإضرار بها. لا مكان للاختباء. إذا اضطررنا للعودة، فسنعود وبقوة أكبر».
وكان كاتس يدلي بخطاب في حفل تخريج دورة طياري سلاح الجو الإسرائيلي في قاعدة حتسريم الجوية، وفقاً لموقع «إسرائيل أوف تايمز» الإخباري.
وذكر أن كاتس وجه تهديداً مباشراً للقيادة الإيرانية، قائلاً: «حفل التخرج هذا رسالة واضحة إلى الديكتاتور علي خامنئي وعصبة الملالي في إيران: يد إسرائيل الطويلة ستصل إليكم في طهران وتبريز وأصفهان، وفي أي مكان تحاولون منه تهديد إسرائيل أو إيذاءها».
وأضاف: «لا يوجد مكان يمكنكم الاختباء فيه. وإذا اضطررنا للعودة، فسنعود بقوة أكبر».
وفي المناسبة نفسها، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، إن الحرب الأخيرة مع إيران كانت «لحظة أثبتنا فيها لأنفسنا وللعالم أننا حين نُهدد، نعرف كيف نتوحد، ونتحرك، ونضرب بدقة وقوة ومسؤولية».
وشنت إسرائيل حرباً جوية استمرت 12 يوماً على إيران في يونيو (حزيران)، مما أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة. واتفق الجانبان على وقف إطلاق نار بوساطة أميركية، أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 23 يونيو (حزيران). وهاجمت إسرائيل مواقع نووية إيرانية خلال الحملة بحجة وجود مخاوف من اقتراب طهران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران. وانضمت الولايات المتحدة إلى الحملة بشن ضربات على مواقع نووية إيرانية.
وقال زامير إن العملية العسكرية الأخيرة «أحدثت تأثيراً إقليمياً كبيراً وغيّرت موازين الشرق الأوسط». وتابع: «ضرباتنا الدقيقة في العمق الإيراني بالتنسيق مع القوات الأميركية أثبتت أننا نعرف كيف نضرب، بدقة وقوة، عندما تُهدد إسرائيل».
وقال إن العملية العسكرية «جسدت المبادئ الأساسية لمفهوم الأمن القومي الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن سلاح الجوي الإسرائيلي «شق ممراً جوياً إلى طهران، ونفذ هجمات دقيقة على أهداف نووية وصاروخية ودفاعات جوية، مع الحفاظ على التفوق الجوي».
وأضاف أن القوات الأميركية استهدفت لاحقاً منشآت نووية إيرانية تحت الأرض باستخدام قدراتها الاستراتيجية، ورأى أن «التكامل بين العمليتين ساهم في تحقيق أهداف الحرب، وعزز الأمن الإقليمي، وأبرز أهمية التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة».
وقال زامير إن «التحولات الجيوسياسية في المنطقة تحمل فرصاً استراتيجية لإسرائيل من جهة، وتفرض تحديات تتطلب استعداداً متزايداً من جهة أخرى»، مشدداً على «ضرورة دراسة كل جبهة بشكل منفصل، مع فهم سياقها الإقليمي ضمن المشهد الأوسع للشرق الأوسط».
من جانبه، قال قائد سلاح الجو اللواء تومر بار: «تغلبنا على تحدي مسافة 1800 كيلومتر، وحولنا إيران من دولة في الدائرة الثالثة إلى دولة في الدائرة الأولى. المعركة لم تنتهِ، ونحن مستعدون للتحرك عندما تستدعي الحاجة».
وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤول إسرائيلي إن معلومات المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن اليورانيوم الإيراني المخصَّب لا يزال موجوداً في «فوردو» و«نطنز» و«أصفهان»، وهي المواقع التي ضربتها الولايات المتحدة، الشهر الماضي، ولم يتم نقله، حسب ما أوردته «رويترز».
وذكر المسؤول الذي تحدث لصحافيين في واشنطن أن الإيرانيين قد يكونون قادرين على الوصول إلى أصفهان، إلا أنه أوضح أنه سيكون من الصعب نقل أي مواد من هناك.
والأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع «فوكس بيزنس» خلال زيارته لواشنطن، إن إسرائيل لا تزال قلقة بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، مشيراً إلى أن المواد «مدفونة تحت الأرض»، ولا توجد معلومات تناقض ذلك.
وأضاف نتنياهو أن إيران «لن تحصل على هذا اليورانيوم، يجب أن يكون الأمر واضحاً بالنسبة لهم»، مشدداً على أن المادة المخصبة ضرورية لصنع قنبلة نووية لكنها غير كافية وحدها، وقال إن إسرائيل تريد بقاء هذا العنصر «تحت السيطرة».
وأكد أن طهران «تفهم أن ما فعلته إسرائيل والولايات المتحدة مرة يمكن أن يتكرر». ورداً على سؤال بشأن سبب التراجع الإيراني عن السعي النووي، أجاب: «لأنهم خائفون».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال بدوره إن إيران لم تتمكن من نقل مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربات الأميركية، مشيراً إلى أنها كانت «مدفونة تحت الجبال».