وزراء مال مجموعة العشرين يجتمعون في البرازيل ولولا يحشد لمكافحة الجوع
يعتزم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إشراك دول مجموعة العشرين، الأربعاء، في ريو دي جانيرو في مكافحة الجوع في العالم، قبل اجتماع لوزراء مال المجموعة يُتوقّع أن يشهد مناقشات صعبة تتعلّق بفرض ضرائب على أصحاب المليارات.
يبدو التحدي كبيراً، إذ عانى 733 مليون شخص من الجوع في عام 2023، أي 9% من سكان العالم، بحسب تقرير نشرته الأربعاء منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ووكالات أممية أخرى، وتم عرضه في ريو لهذه المناسبة.
سيكون اجتماع وزراء مال مجموعة العشرين الخميس والجمعة احدى المراحل الرئيسية الأخيرة قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاقتصادات العالمية الكبرى يومي 18 تشرين الثاني و19 منه في ريو أيضا.
وقد حدد لولا طموحاته الاثنين في مقابلة مع عدد من وكالات الأنباء العالمية، بما فيها وكالة فرانس برس، قائلا إن "مكافحة أوجه انعدام المساواة والجوع والفقر لا يمكن أن تخوضها دولة بمفردها. يجب أن تقودها كل البلدان المستعدة لتحمل هذه المسؤولية التاريخية".
وتحقيقا لهذه الغاية، يُطلق الزعيم اليساري الأربعاء "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر"، وهو من أولويات الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين. ويتمتع لولا بصدقية في هذا المجال، فقد أتاحت برامجه الاجتماعية انتشال ملايين البرازيليين من الفقر خلال أول فترتين رئاسيتين له في الحكم (2003-2010).
ويهدف "التحالف" إلى إيجاد موارد مالية مشتركة لمكافحة الجوع أو لتكرار المبادرات الناجحة محليا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة عبر الفيديو خلال عرض التقرير "بإمكاننا حل هذه الأزمة. والتمويل هو الحل".
واضاف "لامكان للجوع في القرن الحادي والعشرين"، داعيا إلى "الانصاف"، في وقت اعتمدت الأمم المتحدة في عام 2015 الهدف المتمثل في عالم خال من الجوع بحلول عام 2030.
- ضرائب على اصحاب المليارات -
وبعد اجتماع أول عُقد في ساو باولو في شباط، من المقرر أن يحاول وزراء مال مجموعة العشرين أيضا إحراز تقدم في ما يتعلق بفكرة فرض ضرائب على "أثرى الأثرياء"، وهو هدف ثان حددته برازيليا.
وتهدف المبادرة التي تدعمها فرنسا وإسبانيا وجنوب إفريقيا وكولومبيا والاتحاد الإفريقي إلى فرض ضرائب على الثروات الكبرى، بالاستناد إلى أبحاث الخبير الفرنسي في انعدام المساواة غابريال زوكمان الذي أعد تقريرا في حزيران بناء على طلب البرازيل.
لكن إحراز التقدم غير مضمون حاليا. وأشارت وزارة المال الألمانية الثلثاء إلى أنه "لا إجماع في الوقت الراهن".
وتُعارض الولايات المتحدة إجراء مفاوضات دولية بشأن هذا الموضوع، وفق ما سبق لوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن أوضحت خلال اجتماع مالي لمجموعة السبع في إيطاليا في أيار.
ووفقا لمسؤول كبير في إدارتها، فإن أي ضرائب من هذا النوع "ستختلف بالتأكيد بشكل كبير" من بلد إلى آخر.
أما فرنسا فترى أنه "يمكن اتخاذ خطوة أولى بسرعة" عبر تبادل المعلومات بين الدول.
- ثلاثة نصوص -
وفي ظل الانقسامات بين الدول الغربية وروسيا التي تعرقل جهود مجموعة العشرين منذ بداية الحرب في أوكرانيا، فإن اصدار بيان مشترك يبدو قضية شائكة.
في شباط، وصل وزراء المال في ساو باولو إلى "طريق مسدود"، على ما أقر وزير الاقتصاد البرازيلي فرناندو حداد.
ومساء الثلثاء، قالت تاتيانا روزيتو، المسؤولة في الوزارة، إن الحل الذي تفكر فيه البرازيل هو التوصل هذه المرة إلى ثلاثة نصوص.
وأوضحت أنه من ناحية سيكون هناك وثيقة مخصصة لـ"التعاون الدولي في المسائل الضريبية"، تتضمن مسألة فرض الضرائب على "أثرى الأثرياء"، ومن ناحية أخرى بيان ختامي أوسع، وأخيرا "إعلان" منفصل تنشره الرئاسة البرازيلية يتطرق وحده إلى الأزمات الجيوسياسية.
واشارت روزيتو إلى ان "المفاوضات تسير بشكل جيد".
وتضم مجموعة العشرين التي تأسست في العام 1999، كبرى القوى الاقتصادية في العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وكانت مهمتها تقتصر في البداية على القضايا الاقتصادية، لكنها اصبحت تتناول بشكل متزايد القضايا الملحة على مستوى العالم.