لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة للتوصل إلى حل لمشكلة أوكرانيا قبل الدخول في فصل العقوبات الاقتصادية على روسيا.
التلويح بالقوة
خلال الساعات الماضية أعلن ترامب عن إرسال غواصتين نوويتين إلى مكان "مناسب" رداً على كلام الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف حول استعمال القوات النووية. كما أشارت مصادر مختلفة إلى أن حاملة الطائرات الأميركية "جيرالد فورد" التي كانت في البحر الأدرياتيكي غيّرت وجهة إبحارها بسرعة في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة.
ويجب النظر إلى خطوات ترامب كإجراءات ضرورية يتسلّح بها المفاوض الأميركي قبل الجلوس إلى الطاولة مع الطرف الروسي. فالرئيس الأميركي أعلن أن الموفد الرئاسي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى روسيا بعد الشرق الأوسط، وهو عادة يتوجه للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
البحث عن وقف النار
خلال الحملة الرئاسية عام 2024 كان يقول ترامب إنه سيحل الخلاف الروسي الأوكراني خلال ساعات وهو وضع على الطاولة أقله حلاً واحداً، ويعترف فيه بسيطرة الروس على الأراضي التي احتلوها في أوكرانيا، على أن تتوقف الحرب وتبقى الجيوش حيث هي.
لكن الأمر لم يحدث، وأصر الرئيس الروسي على متابعة التقدم على الأرض وبدأ عدد الضحايا بالتصاعد خلال الأسابيع القليلة الماضية، وقد عبّر الرئيس الأميركي عن ألم شديد لموت سبعة آلاف جندي من الروس والأوكرانيين كل أسبوع.
انعطافة ترامب؟
لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي قام بـ"انعطافة" عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستعود إلى تزويد أوكرانيا بالأسلحة، لكن مسؤولاً أميركياً تحدث لـ"العربية/الحدث" قال إن "الإعلان يتطابق مع سياسة الإدارة المعلنة" أي أميركا أولاً ودعم الحرية.
كما أضاف المسؤول أن قرار ترامب "تسليح أوكرانيا ليس مفاجأة، لأن إدارته أساساً ليست ضد تسليح أوكراينا، بل لا تريد تحمل الأعباء المالية لهذا التسليح، وتريد أن يتحمل الأوروبيون مسؤولية الدفاع عن دولهم، بدفع المال وتدريب وتسليح الجنود، ورفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج القومي لكل دولة".
متابعة التسليح
يعتبر الأميركيون الآن أن ما فعلته إدارة الرئيس السابق جو بايدن من صرف أكثر من 65 مليار دولار لدعم أوكرانيا من حساب دافع الضرائب الأميركي ظالماً للميزانية الأميركية والأميركيين، وأن الولايات المتحدة لديها مسؤوليات في أماكن أخرى حول العالم وبعيداً عن المسرح الأوروبي ولا بديل عن الولايات المتحدة في مسرح مثل مسرح المحيط الهادئ "إذاً على الأوروبيين أن يتحملوا مسؤولية دولهم ويخففوا الأعباء عن الولايات المتحدة".
ومع متابعة الولايات المتحدة إرسال الأسلحة "من ميزانية بايدن" وإرسال المزيد قريباً عن طريق حلف شمال الأطلسي والأوروبيين، يكون الأميركيون في وضع أفضل بكثير من الطرفين المتحاربين خصوصاً روسيا.
الوضع القاتم
كذلك وصف مسؤول أميركي تحدث لـ"العربية/الحدث" الأوضاع الميدانية، خصوصاً بالنسبة لروسيا بشكل قاتم، لأن الجيش الروسي يرسل أعداداً من الجنود إلى ساحات المعركة لكنه يحقق تقدماً بطيئاً جداً على خطوط القتال ويعتبر الأميركيون هذه الخطوط لا تتحرك منذ أشهر طويلة.
وأردف المسؤول أن الأميركيين يعتبرون أيضاً أن روسيا غير قادرة على حشد ما يكفي من الجنود والعتاد لشن هجوم على الأوكرانيين بما يغيّر المعادلة الميدانية "ولو كان بإمكانهم ذلك، لفعلوا، لكنهم لم يفعلوا!".
التفاوض مستمر
أما الخطوة المقبلة بالنسبة للرئيس الأميركي فهي العقوبات، وقد تحاشى حتى الآن فرض عقوبات ضخمة على روسيا ومن يتعامل معها بما يعرف بـ"العقوبات الثانوية" أي فرض عقوبات على من يشتري الطاقة أو المواد التجارية من روسيا.
وكان ترامب يطمح لوقف الحرب وإبقاء روسيا إلى جانبه في المفاوضات مع الصين، التي تتقدم بسرعة اقتصادياً وعسكرياً، لكن الأمر لم يحدث. والآن يحاول ترامب مرة أخرى عن طريق التلويح بالقوة العسكرية والعقوبات والتفاوض، وسيحقق انتصاراً ضخماً لو قبلت روسيا وقف النار.