وفد "ليبيا 2030" يختتم زيارة استراتيجية إلى لندن

لندن، المملكة المتحدة – يوليو 2025
اختتم وفد رفيع من مبادرة "ليبيا 2030" السياسية زيارة مهمة إلى العاصمة البريطانية لندن، حاملاً رسالة واضحة ومستعجلة: ليبيا تقف عند مفترق طرق خطير، ولا سبيل لإنقاذها من الانهيار إلا عبر تشكيل حكومة موحّدة مدعومة بدعم دولي متماسك، تمهّد لمسار مستدام نحو السلام والاستقرار والتنمية.
ترأس الوفد علي بن يونس، رئيس المبادرة، يرافقه علي ساسي، نائب الرئيس، وزينب طربه، المتحدثة باسم المبادرة. وهدفت الزيارة إلى تسليط الضوء على التدهور السياسي والاقتصادي المتسارع في ليبيا، والدق ناقوس الخطر بشأن التوترات المتصاعدة في طرابلس، مع تحفيز الوعي الدولي والتحرّك العاجل—انطلاقًا من المملكة المتحدة.

جلسة مفصلية في البرلمان البريطاني
تخلّل الزيارة جلسة نقاش محورية في البرلمان البريطاني، حضرها نوّاب ومساعدون سياسيون وصحفيون، استمعوا خلالها لتقييم مباشر من الوفد الليبي حول مسار النزاع منذ التدخل البريطاني عام 2011، والإخفاقات المتكررة للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، لا سيما في ظل غياب نتائج ملموسة منذ أكثر من عقد.
وقال علي بن يونس خلال الجلسة:
"يجب أن تتكامل المبادرات المحلية الليبية مع دعم دولي فعّال لرسم طريق للخروج من الأزمة الحالية، التي تستنزف موارد البلاد وتزيد من خطر الانهيار الوطني."
وأضاف:
"من أبرز أسباب استمرار عدم الاستقرار في ليبيا هو غياب بيئة خارجية حاضنة وقادرة على دعم التحوّل السياسي. فقد انسحب كثير من الفاعلين الدوليين بسرعة بعد التدخل، تاركين البلاد في حالة من التفكك والفراغ المؤسسي."

الاقتصاد الليبي وشراكات المستقبل
من جانبه، قدّم علي ساسي قراءة استراتيجية للمشهد الاقتصادي الليبي، مشدداً على أن ليبيا ليست عبئاً على شركائها:
"لدينا موارد طبيعية وبشرية هائلة، فضلاً عن أصول مجمدة تُقدّر بنحو 50 مليار جنيه إسترليني، منها 13.4 مليار محفوظة في المملكة المتحدة."
وأوضح أن تفعيل هذه الإمكانات يرتبط بشكل مباشر بتحقيق وحدة سياسية:
"تشكيل حكومة موحّدة برؤية تنموية واضحة هو مفتاح التعافي الوطني، وبوابة الدخول في شراكات اقتصادية جادة—خصوصاً مع حلفاء مثل بريطانيا."
الإعلام في مرمى القمع: دعوة إلى صحافة أخلاقية
في مداخلتها حول واقع الإعلام وحرية التعبير، قدّمت الصحفية المستقلة والمتحدثة باسم المبادرة، زينب طربه، تقييماً حاداً للمشهد الإعلامي:
"ليبيا تمتلك من أعلى نسب الوصول الرقمي في المنطقة، حيث يعتمد أكثر من 97٪ من مستخدمي الإنترنت—أي نحو 6.4 مليون شخص—على وسائل التواصل، وخصوصاً فيسبوك، كمصدر رئيسي للأخبار. لكن هذا الفضاء يسيطر عليه المال السياسي والحملات الممنهجة المضلّلة."
وتابعت:
"الصحافة في ليبيا ليست فقط تحت الضغط، بل تتعرض للقمع المتعمد. واعتقال الصحفي أحمد السنوسي عام 2023 في طرابلس، عقب انتقاده لجهات نافذة، مثال مقلق على ذلك."
ودعت طربه بريطانيا إلى دعم بيئة إعلامية أكثر استقلالية وأخلاقية، من خلال:
• دعم بناء إعلام مستقل وأخلاقي
• تدريب الصحفيين وحمايتهم
• مساءلة شركات التكنولوجيا العالمية بشأن مسؤوليتها عن نشر المعلومات المضللة في ليبيا


لقاءات رفيعة مع مسؤولين بريطانيين
التقى الوفد بعدد من نواب البرلمان البريطاني، من بينهم جيك ريتشاردز، فريد توماس، بايو ألبا، بيكي غيتينز، سام راشورث، وكيت أوزبورن. كما اجتمع الوفد باللورد بيتر هاين، المعروف بدعمه للسلام في ليبيا، وتبادل الآراء مع وزير الدفاع البريطاني السابق الدكتور ليام فوكس.
تعكس هذه اللقاءات تزايد الإدراك لدى صانعي القرار في لندن بشأن هشاشة الوضع السياسي في ليبيا، وضرورة إيجاد صيغة انتقالية جديدة وشاملة.

حملة دولية أوسع
تندرج هذه الزيارة ضمن جولة دبلوماسية أوسع تقوم بها مبادرة "ليبيا 2030"، تشمل أوروبا وأمريكا الشمالية، سعياً لحشد دعم دولي عاجل ومتناغم يساهم في تشكيل حكومة موحدة قادرة على إدارة انتخابات شفافة، واعتماد دستور دائم، وقيادة البلاد نحو مستقبل ديمقراطي وسيادي.
وفي ظل تفاقم التوترات في طرابلس وتصاعد خطر العودة إلى الحرب الأهلية، تحث "ليبيا 2030" المجتمع الدولي على عدم تكرار أخطاء الماضي، بل الوقوف إلى جانب الشعب الليبي في معركته من أجل غدٍ أفضل.
