معاناة إسبانيا من عدد السياح المفرط
أظهرت بيانات رسمية أن إسبانيا استقبلت 16.1 مليون سائح دولي في الربع الأول من العام الجاري، ما يمثل نموا بنسبة 17.7 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حيث وصل عدد السياح في إسبانيا إلى 85 مليون شخص عام 2023 وانتشرت حركات مناهضة للسياحة في إسبانيا بسبب الزيادة المفرطة للزوار. حيث تظاهر أكثر من 3000 شخص في برشلونة صارخين “اذهبو إلى بيوتكم” معبرين عن غضبهم وبدأوا برش السياح بالماء وأيضا اعتدوا على بعض السياح بالضرب في المقاهي.
أدت زيادة عدد السياح في إسبانيا إلى زيادة الضغط على البعض من الخدمات الصحية, إدارة المخلفات, وإمدادات المياه. وأيضا عبر الكثير عن غضبهم بسبب ارتفاع الإيجارات في المدينة بنسبة 68% خلال العقد الماضي, قائلين “برشلونة ليست للبيع”. وقال معهد الإحصاء الوطني إن دخل إسبانيا من السياح الأجانب وصل إلى 108.7 مليار يورو (117 مليار دولار) في عام 2023، بزيادة قدرها 25% عن العام السابق. وتمثل السياحة 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
أحد التأثيرات الأكثر إلحاحًا للسياحة المفرطة في إسبانيا الآن هو نقص المساكن وارتفاع أسعار الإيجارات للمقيمين. أعرب سكان مالقة المحليون عن إحباطهم في وقت سابق من هذا العام من خلال لصق ملصقات على الجدران والأبواب في وسط المدينة الإسبانية، لإخبار الزوار برأي السكان فيهم. ومحتوى الافتات كان “اذهبوا إلى بيوتكم” و “هذا كان بيتي”.
وبسبب زيادة أسعار العقارات والإيجارات زاد الطلب المرتفع على الشقق والمنازل السياحية الذي أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات في المناطق السياحية مثل برشلونة, مدريد, والأندلس. مما جعل سكان هذه المناطق يواجهون صعوبة في العثور على مساكن بأسعار معقولة بسبب ارتفاع الإيجارات الناتج عن تفضيل أصحاب العقارات تأجيرها للسياح لفترات قصيرة بدلاً من تأجيرها للمقيمين لفترات طويلة.
وعبر الكثير من السكان غضبهم أيضاً بسبب زيادة التلوث البيئي وضجيج السياح, حيث أصدرت بعض المدن قرار عدم تخطي عدد الزوار ضمن المجموعات السياحية 25 شخص. وتعهد عمدة برشلونة للأمم المتحدة بوضع سياسات عامة للحد من الأعداد المتزايدة للزوار وتنظيم العروض والبرامج المرتبطة بالسياحة.
أيضاً من ضمن الإجراءات التي ستتخذها برشلونة هي رفع الضريبة السياحية على ركاب الرحلات البحرية الذين يزورون المدينة لمدة تقل عن 12 ساعة بحسب ما قال رئيس بلدية برشلونة جاومي كولبوني.