عرض الفيلم السعودي "نورة" في مهرجان "كان".. حفاوة وتصفيق ودموع
على وقع التصفيق الحار والحفاوة البالغة ودموع الفخر، أسدل "مهرجان كان السينمائي" الستار عن "نورة"، الحكاية السعودية التي وصلت إلى العالمية، وعُرضت اليوم الخميس ضمن مسابقة "نظرة ما" في الدورة الـ77 من المهرجان التاريخي العريق، ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يتمكن من الوصول إلى القائمة الرسمية لمهرجان "كان"، محققاً بذلك إنجاز غير مسبوق للسينما السعودية، على يد مخرج الفيلم توفيق الزايدي، وبطولة كل من ماريا بحراوي، ويعقوب الفرحان وعبدالله السدحان.
تصفيق وترحيب وحفاوة بالغة من الجمهور في مهرجان كان السينمائي بصناع فيلم #نورة بعد العرض الرسمي لأول فيلم سعودي تم ترشيحه لمسابقة "نظرة ما".. عدسة سيدتي رصدت تفاعل الجمهور مع فريق عمل الفيلم من داخل قاعة العرض.@Tawfikalzaidi@YagoubAlfarhan @Abdulsadhan @RedSeaFilm@FilmMOC… pic.twitter.com/ks7I3J9G7d
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 23, 2024
حظي فيلم "نورة" بدعم من قِبل صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، وصوِّر بالكامل في مدينة الفن والتاريخ "العُلا" الواقعة شمال غربي المملكة العربية السعودية، وتكوّن طاقم العمل بنسبة "40%" من السعوديين، في إشارة واضحة للدعم الكبير الذي تحظى به الصناعة السينمائية في السعودية.
ومن المقرّر أن يُعرض الفيلم الذي حصل على توزيع عالمي، في صالات العرض السعودية والعالمية بتاريخ 20 يونيو 2024.
وفي لحظة تاريخية كانت منتَظرة، مثَّل الفرحان والسدحان والبحراوي فيلمهم على السجادة الحمراء لـ "مهرجان كان السينمائي" يوم أمس الأربعاء، واستُقبلوا بحفاوة بالغة.
وشهد عرض الفيلم، حضور جمانا الراشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومحمد التركي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، فضلاً عن عددٍ كبير من السينمائيين السعوديين والعرب.
وحرص المخرج توفيق الزايدي، قبيل عرض "نورة" الذي استقبله الحضور بموجة حارة من التصفيق، على توجيه الشكر إلى إدارة مهرجان كان السينمائي، لإتاحة الفرصة بعرض حكاية وقصة سعودية، لجمهور الدورة 77.
وحظي عرض الفيلم، بإقبالٍ جماهيري كبير، حيث نفذت تذاكر الحجز، بعد ساعاتٍ قليلة من فتح باب الحجز، ومن المُقرر عرضه مرة أخرى يومي 24 و25 مايو الجاري، ليكون هناك فرصة أكبر أمام الجمهور لمُشاهدته.
"نورة" هو أول فيلم روائي سعودي طويل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا، وهي منطقة استثنائية ذات جمال طبيعي وتراث ساحر، وفي ديسمبر الماضي، خلال الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فاز بجائزة "فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي"، والتي تأتي بهدف الاحتفاء بالمواهب وصُنّاع الأفلام في المملكة، ودعم صناعة السينما المحلية وزيادة الوعي بمحافظة العلا، كوجهة سينمائية ومركز لصناعة الأفلام المحتضنة للمواهب الإبداعية.
كما فاز بالجائزة الأولى في مسابقة ضوء للأفلام، التي نظمتها لجنة الأفلام، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة خلال سبتمبر 2019، لدعم إنتاج الأفلام السعودية.
وفي جلسة حوارية، نظمتها هيئة الأفلام السعودية، على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، تحت عنوان "صُوّر في المملكة العربية السعودية: نورة"، كشف الفنان عبد الله السدحان، أنه تحمس للمشاركة في هذا الفيلم، لإعجابه الشديد بالشخصية، التي وصفها بـ"المركبة، وبها أداء تمثيلي عالٍ".
ومن جانبها، أكدت الفنانة ماريا بحراوي، أنّ طبيعة شخصيتها تشبه شخصية "نورة" داخل الفيلم بشكلٍ كبير، وهناك عناصر مشتركة بينهما، قائلة: "نورة تحب الحياة، والفن، والعالم المنفتح، وأن تحلم أيضاً، وأنا في الواقع نفس الشيء منذ طفولتي، لذلك شعرت بتلك القواسم المشتركة داخل البلاتوه".
أما الفنان يعقوب الفرحان، أبدى حماسه الشديد، كون الفيلم يواصل رحلته في العرض على شريحة أوسع من الجمهور، فيما وجه المخرج توفيق الزايدي، الشكر إلى مسابقة "ضوء لدعم الأفلام"، لأنها تُمثل نقطة البداية في دعم "نورة".
في كلماتٍ قصيرة عن رحلة فيلم طويلة ابتدأت بحلم طموح على أرض العُلا في المملكة، إلى ترشيح غير مسبوق في قلب كان الفرنسية، عبّر المشاركون في جلستهم النقاشية عن قصة وكواليس فيلم "نورة" في #مهرجان_كان_السينمائي#هيئة_الأفلام pic.twitter.com/m5nLCmNx8o
— هيئة الأفلام (@FilmMOC) May 22, 2024
قصة فيلم "نورة"
تدور أحداث فيلم "نورة" في قرية بعيدة في المملكة العربية السعودية، في التسعينيات من القرن الماضي، حيث تقضي "نورة" معظم وقتها بعيداً عن عالم القرية، فيما يصل"نادر"، المعلم الجديد، إلى قرية نائية ويلتقيها، الشابة الشجاعة، التي تلهمه وتوقظ موهبته وشغفه بالفن، بالمقابل يقدم لها عالماً أوسع من الاحتمالات خارج القرية، وتدرك أنه عليها الآن أن تترك عالمها بعدما تكتشف أن "نادر" ليس فقط مدرس جديد في القرية، لتجد مكاناً تحقق فيه ما تريد.