تظاهرة بروكسل: أصوات الإيرانيين والأحرار السوريين تتوحّد ضد نظام الملالي

في مشهد لافت كشف عن وحدة مصير شعوب المنطقة، شهدت التظاهرة الكبرى التي نظمها عشرات الآلاف من أبناء الجالية الإيرانية في بروكسل مشاركة بارزة لوفود من الأحرار السوريين. هذا الحضور العربي، إلى جانب أصوات المقاومة الإيرانية، أضاف بُعداً إقليمياً للحدث وأثار ذعر النظام الإيراني الذي سارع إلى إطلاق حملة تشويه هستيرية وصلت حدّ ربط هؤلاء الناشطين بـ«هيئة تحرير الشام».
لقد تحولت ساحة الأتوميوم في بروكسل إلى منبر عالمي رُفعت فيه شعارات تطالب بإسقاط نظام الملالي، وإنهاء أربعة عقود من القمع وتصدير الإرهاب. وبحسب المراقبين، كان حضور شخصيات دولية بارزة مثل نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق غاي فيرهوفستات، ورئيس مجلس العموم البريطاني الأسبق جون بيركو، دليلاً على مكانة هذا الحراك وعمقه الدولي.
الرسالة الأبرز التي بعثتها التظاهرة هي أنّ الشعب الإيراني ليس وحده في مواجهة الاستبداد الديني، بل تقف إلى جانبه أصوات الشعوب العربية الحرة، وعلى رأسها الشعب السوري الذي دفع ثمناً باهظاً نتيجة التدخلات الإيرانية في بلاده عبر الحرس الثوري وميليشيات حزب الله والحوثيين.
رد فعل النظام الإيراني كان فاضحاً؛ إذ لجأ إلى بروباغندا مكررة تربط كل من يعارضه بـ«الإرهاب»، فوصل به الأمر إلى اتهام الأحرار السوريين المشاركين في تظاهرة بروكسل بأنهم منتمون إلى «هيئة تحرير الشام». هذا الهذيان الإعلامي يعكس حجم الخوف الذي يسكن أركان النظام من أي تضامن شعبي عابر للحدود.
المحللون أشاروا إلى أنّ مثل هذه التظاهرات، المقترنة بحراك شعبي داخل إيران وبتنامي نشاط وحدات المقاومة، تمثل كابوساً حقيقياً لولاية الفقيه. فهي تكشف وجود بديل ديمقراطي منظم ومشروع واضح يقوده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بزعامة السيدة مريم رجوي، وهو البديل الذي يحظى باعتراف سياسي وشعبي متزايد.
إنّ مشاركة السوريين وغيرهم من الجاليات العربية في هذا الحدث الكبير تعني أنّ معركة الحرية ليست شأناً إيرانياً فحسب، بل هي قضية مشتركة لكل شعوب المنطقة التي عانت من سياسات النظام الإيراني التخريبية. لذلك