تواصل الاشتباكات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل ونتنياهو: أسلحة روسية بحوزة "الحزب"
على وقع الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبناني، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 60 مدينة وبلدة في شمال إسرائيل، مشيرة إلى بعض المناطق التي شملت مدينة حيفا وعكا ومناطق واسعة بالجليل الأعلى. فيما أعلن حزب الله اللبناني في وقت متأخر من يوم أمس أنه دمر دبابتين إسرائيليتين قرب الحدود في جنوب لبنان تم استهداف أحدها بواسطة "صاروخ موجّه".
وقال حزب الله اللبناني في بيانين منفصلين إن مقاتليه استهدفوا "دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدى إلى احتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح"، في حين لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق على الحادث.
وقصف حزب الله اللبناني بلدة كريات شمونة ومحيطها شمال إسرائيل بعدة صواريخ، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية برصد إطلاق 10 صواريخ باتجاه كريات شمونة.
ودوت صفارات الإنذار في عدة مناطق بالجليل، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن "إسرائيلية أصيبت جراء الدفعة الصاروخية التي أُطلقت من لبنان واستهدفت مناطق في الجليل."
في سياق متصل، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، ليل أمس الأربعاء، بتسجيل سبع غارات إسرائيلية على بلدة الخيام جنوب لبنان، في أقل من عشر دقائق.
وأضافت الوكالة الوطنية أن "غارة إسرائيلية على أحد المنازل في حبوش جنوب لبنان أدت إلى مقتل 4 أشخاص وتدمير المنزل بالكامل".
وذكرت الوكالة أن "غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا جنوب لبنان أدت إلى مقتل 3 أشخاص".
وخلال الساعات الأخيرة، طالت أكثر من 15 غارة إسرائيلية بلدات شرق وجنوب لبنان، بينها طيردبا وزفتا وكفركلا وإيعات ومجدل زون وعيتا الشعب وفرون والغندورية، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
ووفق تقرير لجنة الطوارئ الحكومية، الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024، "تم تسجيل 138 غارة جوية إسرائيلية خلال 24 ساعة الماضية على مناطق مختلفة من لبنان معظمها في محافظتي الجنوب والنبطية".
مقتل قائد منطقة قانا
وأفاد بيان للمتحدث العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن الجيش الإسرائيلي "قضى في هجوم بطائرة مقاتلة في قانا جنوب لبنان، على جلال مصطفى حريري، قائد منطقة قانا في حزب الله".
وقال أدرعي إن حريري، "كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ مخططات عديدة نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل انطلاقاً من منطقة قانا".
وأضاف المتحدث العسكري الإسرائيلي أن الجيش "قضى، مع حريري، على مسؤولي المدفعية والقذائف المضادة للدروع لحزب الله في المنطقة".
أسلحة روسية حديثة
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة نشرتها صحيفة فرنسية أمس الأربعاء، أن قواته عثرت على أسلحة روسية "حديثة" خلال تفتيشها قواعد لجماعة حزب الله في جنوب لبنان.
وذكّر، في مقابلته مع "لو فيغارو"، بأن "القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2006 لا يسمح سوى للجيش اللبناني بحمل أسلحة في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني".
كما أضاف: "مع ذلك، في هذه المنطقة، حفر حزب الله مئات الأنفاق والمخابئ، حيث عثرنا للتو على كمية من الأسلحة الروسية الحديثة".
"اشتعال حرب أهلية"
من جهة ثانية قال إن "اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان سيشكل مأساة. من المؤكد أننا لا نهدف إلى إثارة مثل هذه الحرب، وإسرائيل لا تنوي التدخل في الشؤون الداخلية للبنان".
وتابع: "هدفنا الوحيد هو إتاحة العودة لمواطنينا الذين يعيشون على طول الحدود اللبنانية إلى ديارهم، والشعور بالأمان".
فيما لم يرد الجيش الإسرائيلي بشكل فوري على سؤال لوكالة فرانس برس حول تصريحات نتنياهو.
أتى ذلك بعد أن أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنه تم العثور على أسلحة روسية وصينية مضادة للدبابات خلال التوغلات الإسرائيلية داخل لبنان منذ تصعيد النزاع مع حزب الله المدعوم من إيران الشهر الماضي.
يشار إلى أن إسرائيل تقول إن هدف حملتها العسكرية ضد حزب الله اللبناني هو جعل مناطقها الشمالية آمنة حتى يتمكن نحو 60 ألف شخص أجبروا على النزوح من العودة إلى منازلهم.
وغادر سكان الشمال منازلهم بسبب القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد بدء حرب غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي.
يذكر أن حزب الله اللبناني وإسرائيل تبادلا إطلاق النار عبر الحدود بشكل تدريجي بعد أن أدت هجمات حركة حماس على إسرائيل إلى اندلاع حرب غزة.
ووفقاً لإحصاء أجرته فرانس برس استناداً إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية، قتل ما لا يقل عن 1373 شخصاً في لبنان منذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية ضد حزب الله اللبناني. في حين يرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك.