هدّد الاتحاد العام التونسي للشغل، الخميس، بتنفيذ إضراب عام في بلدتي جبنيانة والعامرة من محافظة صفاقس جنوب شرقي البلاد، احتجاجا على تصاعد اعتداءات المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء ضد السكان المحليين، وللضغط على السلطات لإيجاد حل لهذه الأزمة.
وتنتشر مخيمات المهاجرين غير الشرعيين في الحقول ومزارع الزيتون بمنطقتي جبنيانة والعامرة، بينما يستمر تدفق آخرين إلى المكان، على أمل الهجرة نحو السواحل الإيطالية.
وفي الساعات الأخيرة، خرج سكان من بلدتي جبنيانة والعامرة، في احتجاجات، للتنديد بعمليات سرقة وسطو على منازلهم واعتداء على ممتلكاتهم نفذها عدد من المهاجرين، مطالبين بإيجاد حلول سريعة لهذه التجاوزات.
وهدّد اتحاد الشغل بتنفيذ إضراب عام، في حال عدم تجاوب السلطات مع مطالب الأهالي، معتبرا أن الوضع الحالي يدعو إلى الخوف، بعد ارتفاع الاعتداءات التي ينفذّها المهاجرون غير الشرعيين.
وأمس الأربعاء، دعا الرئيس قيس سعيد، خلال لقائه مع وزير الداخلية خالد النوري، إلى تعزيز الأمن في المدينتين، مؤكدّا أنّ بلاده "لا يمكن أن تسمح لأي كان بترويع المواطنين تحت أي ذريعة كانت"، مشيرا إلى أنّ "تونس تُعامل المهاجرين غير النظاميين معاملة تقوم، في المقام الأول، على القيم الإنسانية".
ويتواجد المهاجرون بكثافة في المنطقة، رغم التسهيلات التي تقدمّها تونس لكافة الراغبين في العودة الطوعية لبلدانهم، ضمن برنامج يستهدف الحد من تواجد المهاجرين غير الشرعيين من دول إفريقيا جنوب الصحراء على أراضيها.
وبحسب إحصائيات وزارة الداخلية، يتواجد في تونس أكثر من 32 ألف مهاجر في البلاد، من بينهم 23 ألفا يتواجدون بصفة غير قانونية وينتظرون فرصة للعبور إلى السواحل الأوروبية، وهو أمر يثير قلق سلطات وسكان البلاد.
وفي أكثر من مرة، شدد الرئيس قيس سعيد على رفضه أن تكون بلاده أرضا لتوطين المهاجرين أو معبرا لهم.