تصريحات تصعيدية لقيادي إخواني سوداني تستهدف الإدارة الأميركية
صعدت قيادات في تنظيم الإخوان من لهجتها التهديدية ضد السودانيين ودول المنطقة، وسط غضب شعبي واسع واتهامات متزايدة للتنظيم بتعميق أزمة السودان ومحاولة فتحه مجددا أمام الأنشطة الإرهابية التي مارسها بعد استيلائه على السلطة في العام 1989، والتي أدت إلى عزل البلاد لأكثر من 27 عاما.
وبعد أيام من تهديد ضابط متقاعد موال للتنظيم بضرب ست دول في المنطقة، هدد القيادي الإخواني الناجي عبد الله بضرب البيت الأبيض، فيما توعّد القيادي ياسر عبيد الله المدنيين الذين قادوا الحراك الشعبي الذي أسقط النظام في أبريل 2019 بـ"الموت" إذا خرجوا إلى الشوارع مجددا، ملمحا إلى اعتماد التنظيم الكامل على الجيش.
وتزامنت هذه التهديدات مع مناقشات في الكونغرس الأميركي اعتبر خلالها متحدثون أن أزمة السودان ترتبط أساسا بوجود تنظيم الإخوان.
وفي مقطع فيديو واسع الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناجي عبد الله، المعروف بـ"أمير الدبابين" خلال حرب الجنوب في التسعينات: "أمنيتنا أن نفتح زخيرة في البيت الأبيض.. كما يتربص بنا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأجهزة استخباراته فإننا سنقاتله ومخابراته داخل البيت الأبيض".
وفي سياق متصل، أقر الضابط السابق في جهاز الأمن السوداني اللواء عبد الهادي عبد الباسط، ضمن تسجيل آخر، بدور التنظيم في تنفيذ عمليات استهداف خارجي، مؤكداً أن لديهم "قدرات" لإلحاق الأذى بعدد من دول المنطقة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، حذر مراقبون من ارتباط مجموعات إخوانية متحالفة مع الجيش بتنظيمات إرهابية خارجية.
ولتنظيم الإخوان سجل طويل في دعم الإرهاب، إذ استضاف السودان زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1991، وقد منحت عناصر متطرفة جوازات سودانية، ونفذت عمليات إرهابية عابرة للحدود شملت محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، وتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، واستهداف المدمرة "يو إس إس كول" عام 2000.
كما هاجم ياسر عبيد الله في تسجيل صوتي المدنيين ومجموعة الرباعية واتهمهم بـ"العمالة للخارج"، قائلاً: "خيارنا الموت الأحمر.. لا رباعية ولا خماسية ستأتي بكم".
وجاءت هذه التهديدات بعد تصريحات لقيادي أهلي في شرق السودان هدّد فيها بفتح موانئ البحر الأحمر أمام روسيا لضرب الولايات المتحدة.
وفي جلسة استماع بالكونغرس الأميركي عقدت الجمعة الماضية، اعتبر كين إزاك، المرشح السابق للرئاسة الأميركية والمدير الأسبق لمنظمة الهجرة الدولية، أن "علة السودان الرئيسية عبر السنين ترجع إلى التطرف الإسلامي الذي سيطر على الدولة منذ 1989".
وقال إزاك إن تنظيم الإخوان وجناحه السياسي حزب المؤتمر الوطني مسؤولان عن الحروب والأعمال الإرهابية التي شهدها السودان خلال التسعينات، مضيفاً أن "هذا التطرف هو ذاته الذي نراه في حزب الله والقاعدة".
ودعا إزاك الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى تكثيف الجهود لإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية.