تسريبات لمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان
وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين إلى بيروت أمس الثلاثاء، حاملاً معه خطة تهدف إلى تهدئة الأوضاع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبناني، حيث التقى بعدد من المسؤولين اللبنانيين، أبرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن أي نتائج بشكل رسمي، يمكن القول إن هوكشتاين حقق ما كان مطلوباً منه في بيروت، بالنسبة إلى مسار مفاوضات وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانيّة، لكن المهمة لم تنتهِ قبل الحصول على الأجوبة الإيجابية من تل أبيب، حيث من المفترض أن تظهر معالم ذلك من خلال الزيارة التي يقوم بها اليوم، لا سيما بعد لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
إلى ذلك، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقتطفات مسربة لمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوما لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان.
وكشفت "القناة 13" الإسرائيلية عن "بعض تفاصيل مسودة مسربة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوما لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ والتزام الطرفين بتنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701".
وأوضحت أن "الاتفاق يتضمن ملحقاً إضافياً بين إسرائيل والولايات المتحدة، يقدم ضمانات أميركية بشأن دعم حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان للرد على تهديدات فورية أو انتهاك للاتفاق، ويفتح الاتفاق وفقا للمسودة المسربة الباب أمام مفاوضات مستقبلية غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية".
منع تعزيز قدرات جماعة حزب الله
واعتبرت القناة أن "القرارين يهدفان إلى منع تعزيز قدرات جماعة حزب الله في لبنان، كما تنص المسودة على أنه مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، فإن جماعة حزب الله وجميع الفصائل المسلحة في لبنان لن تهاجم إسرائيل، في مقابل تعهد إسرائيل بعدم تنفيذ عمليات داخل لبنان، بما يشمل أهدافا مدنية وحكومية".
ويتيح الاتفاق للجيش الإسرائيلي، وفقا للمسودة، "البقاء في جنوب لبنان لمدة تصل إلى 60 يوماً بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعدها ستكون ملزمة بالانسحاب الكامل. كما يدعو الطرفان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تستند إلى الخط الأزرق".
وتشير المسودة إلى أن الجيش اللبناني "سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، مع إنشاء لجنة خاصة تحت قيادة الولايات المتحدة للإشراف على الانتهاكات المحتملة للاتفاق".
وتشمل مهام اللجنة "الإشراف على تفكيك مواقع الإرهاب وبناه التحتية فوق الأرض وتحتها".
وينص "ملحق الضمانات الأميركية" بين تل أبيب وواشنطن، بحسب "القناة 13"، على أن "لإسرائيل الحق في التحرك ضد التهديدات الفورية القادمة من لبنان، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية، تلتزم الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن أمنها".
نقاط خلافية
وأشارت القناة إلى "وجود نقاط خلافية في الاتفاق، أبرزها البند الذي يمنح إسرائيل حق التحرك ضد التهديدات الفورية من لبنان، بالإضافة إلى إشراف واشنطن على اللجنة المخصصة لمراقبة الانتهاكات"، وهو ما ترفضه لبنان في ظل انحياز الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل ودعمها المطلق لها.