تسريب أجور نجوم "مهرجان قرطاج" الخيالية يغضب التونسيين
شنّ تونسيون هجوماً واسعاً ضد صنّاع "مهرجان قرطاج الدولي" ونجومه كاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي، بسبب شروطهم "المجحفة" وأجورهم الخيالية مقابل مشاركتهم في دورته الـ58 المقرر إقامتها هذا الصيف، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة في المالية العامة أوضاع اقتصادية واجتماعية غير مستقرة.
وكشف نقيب الفنانين ماهر الهمامي في تصريح إعلامي، أن الفنانة ماجدة الرومي طلبت 325 ألف دينار (في حدود 100 ألف دولار)، بينما اشترطت الفنانة المصرية شيرين مبلغ 400 ألف دينار (حوالي 125 ألف دولار)، في حين طلب كاظم الساهر مبلغ مليار و200 ألف دينار (ما يعادل 380 ألف دولار)، وذلك مقابل إحيائهم حفلات في مهرجان قرطاج الدولي هذا الصيف.
وأثارت هذه الأجور المتداولة حفيظة التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدين مغالاة الفنانين في أجورهم، ومحملين المسؤولية لمنظمي المهرجان دفع هذه الأموال الباهظة، في حين أن البلد يعاني من مشاكل ونقائص كبيرة، داعين إلى مقاطعة كل الأسماء التي تطلب أجوراً عالية لا تتناسب مع إمكانيات الدولة.
وفي هذا السياق، استنكر الناشط محمد سعايدية في تدوينة له، المبالغ المالية المقدمة لبعض الفنانين الأجانب بالدولار، في وقت تعاني فيه خزينة الدولة من نقص حاد في العملة الصعبة، معتبراً أنها إهدار للمال العام وأن الشعب أولى بهذه الأموال.
ومن جهته، اعتبر الإعلامي سمير الوافي، أن الأرقام المتداولة عن أجور النجوم العرب التي يشترطونها على مهرجان قرطاج "لا تعبّر عن سياسة الدولة التي تمنع إهدار العملة الصعبة في هذه الظروف الصعبة، بينما الفنان التونسي يعاني وهو ضحية التقشّف وفقر المهرجانات الداخلية".
وانتقد الوافي ما اعتبرها شروط مجحفة فرضها كاظم الساهر على مهرجان قرطاج، مشيراً إلى أنه بهذا الأجر الذي طلبه ستكون ثمن تذكرة الدخول لحفله مرتفعه وفي متناول الأغنياء فقط، أما البسطاء الذين صنعوا نجوميته فسيكونون ضحية جشعه، داعياً المسؤولين عن المهرجان إلى ضرورة رفض شروطه.
ورأت ناشطة أخرى أن الأموال التي ستدفع إلى الفنانين مقابل الغناء لمدة ساعة، قادرة على تمويل مشاريع لتشغيل الشباب وإنقاذهم من البطالة التي تدفعهم للمغامرة بحياتهم والهجرة بطرق غير قانونية، ويمكن استخدامها في استيراد الأدوية المفقودة بالصيدليات أو في تجهيز المستشفيات".
وتفاعلاً مع ذلك، نفت وزارة الثقافة على لسان الوزير المكلف المنصف بوكثير، الأخبار المتداولة حول تخصيص ميزانية ضخمة للمهرجانات لجلب فنانين بأجور قياسية، واعتبرت أنها ستواصل دعم المهرجانات لكن في حدود المعقول مع الحرص على ضمان التوازنات المالية.