تصعيد النظام الإيراني في سوريا بعد سقوط الأسد: دعم الفوضى وإشعال الحرب ضد الحكومة الجديدة

تصعيد النظام الإيراني في سوريا بعد سقوط الأسد: دعم الفوضى وإشعال الحرب ضد الحكومة الجديدة

في الأشهر الأخيرة، ومع تولي حكومة أحمد الشرع السلطة في سوريا، كثّف النظام الإيراني من تحركاته التخريبية والحربية بهدف زعزعة استقرار البلاد وإضعاف الحكومة الجديدة. فبعد سقوط بشار الأسد وفقدان طهران جزءاً كبيراً من نفوذها الاستراتيجي في سوريا، تسعى إيران اليوم إلى إعادة ترسيخ حضورها عبر تنظيم ودعم فلول النظام السابق والميليشيات التابعة لها، في محاولة لإضعاف الحكومة الحالية وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
تشير التقارير والمصادر الرسمية السورية إلى أن النظام الإيراني يموّل ويدرّب ويوجّه بشكل مباشر بقايا القوات الموالية للأسد في المحافظات الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس. وتقوم هذه المجموعات، بدعم من عناصر مرتبطة بالحرس الثوري، بشن هجمات عنيفة ضد القوات الأمنية والمراكز الحكومية الجديدة. ووفقاً لمسؤولين في وزارة الإعلام السورية، فإن هذه الاضطرابات تُدار بشكل منهجي وبإشراف مباشر من عملاء إيرانيين، ورغم استعادة الحكومة السيطرة على معظم المناطق الساحلية، لا تزال عمليات ملاحقة الخلايا المرتبطة بإيران مستمرة.
من ناحية أخرى، أكدت الأجهزة الأمنية السورية أن العديد من الضباط العسكريين والأمنيين التابعين للأسد، والذين فروا إلى الخارج بعد سقوطه، يلعبون دوراً مباشراً في تنظيم وتنفيذ الهجمات الأخيرة بدعم مالي ولوجستي من طهران. هؤلاء الأشخاص، الموجودون حالياً خارج سوريا، ينسقون مع عناصر إيرانية لتنفيذ عمليات تستهدف مؤسسات الدولة الجديدة بشكل دقيق.
كما يستغل النظام الإيراني وسائل الإعلام التابعة له لتشويه الحقائق وتقديم فلول الأسد كـ"مقاومة شعبية" ضد الحكومة الجديدة. وتأتي هذه الحملة الإعلامية بهدف خلق البلبلة ومنح الشرعية للأعمال العنيفة التي تُرتكب على الأرض.
إلى جانب ذلك، لا تزال شبكات تهريب الأسلحة المرتبطة بإيران نشطة، حيث يتم نقل الأسلحة والمعدات المتطورة إلى الميليشيات عبر موانئ مثل اللاذقية والمعابر الحدودية غير الرسمية. وقد ضبطت الحكومة السورية مؤخراً عدة شحنات من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي دخلت البلاد تحت غطاء شركات تجارية إيرانية.
ورغم كل هذه التحركات، تتزايد المعارضة الشعبية الواسعة للتدخل الإيراني في سوريا. فقد شهدت مدن دمشق وحلب ودير الزور في الأشهر الأخيرة مظاهرات كبيرة تطالب بخروج جميع القوات الأجنبية، وعلى رأسها الميليشيات المدعومة من إيران.
إقليمياً، وبعد تراجع نفوذ إيران في العراق ولبنان واليمن، باتت سوريا تمثل آخر معاقلها الاستراتيجية، وتسعى طهران للحفاظ على هذا الموقع بأي وسيلة كانت. ومع ذلك، يبدو أن هذه السياسات لم تؤدِّ إلى استعادة النفوذ الإيراني، بل زادت من عزلة النظام الإيراني وأثارت ردود فعل أكثر حدة من المجتمع السوري.
في المجمل، فإن التحركات التخريبية والحربية للنظام الإيراني في الأشهر الأخيرة وضعت سوريا أمام مخاطر جديدة تهدد مسار بناء الدولة وتزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.

قراءة المزيد

نتنياهو يأمل إبرام اتفاق بشأن الرهائن خلال "أيام قليلة"

نتنياهو يأمل إبرام اتفاق بشأن الرهائن خلال "أيام قليلة"

عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في إبرام اتفاق خلال أيام قليلة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال مقابلة مع برنامج «ذا ريكورد ويذ جريتا فان ساسترين» على قناة نيوزماكس بثت يوم الخميس. وقال نتنياهو إن

ترمب سيصدر "إعلانا مهما" بشأن روسيا يوم الاثنين

ترمب سيصدر "إعلانا مهما" بشأن روسيا يوم الاثنين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشبكة «إن.بي.سي نيوز» يوم الخميس إنه سيصدر «إعلانا مهما» بشأن روسيا يوم الاثنين المقبل، من دون توضيح ما الذي سيتضمنه. وفي الأيام القليلة الماضية، عبر ترمب عن استيائه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا. وقال ترمب لإن.

تتجاوز 116 ألف دولار... "بتكوين" تسجل مستوى قياسياً جديداً

تتجاوز 116 ألف دولار... "بتكوين" تسجل مستوى قياسياً جديداً

صعدت عملة «بتكوين» اليوم الجمعة لأعلى مستوى على الإطلاق بدفعة من الطلب من مؤسسات استثمارية ومن السياسات الداعمة للعملات المشفرة التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لوكالة «رويترز». وارتفعت أكبر عملة مشفرة في العالم إلى ذروة بلغت 116 ألفا و781.10 دولار في التعاملات الآسيوية اليوم الجمعة لتصل

حزب العمال الكردستاني يبدأ اليوم نزع سلاحه رسميًا

حزب العمال الكردستاني يبدأ اليوم نزع سلاحه رسميًا

في تحول تاريخي، وبعد نحو 40 عاما من النزاع المسلح، من المقرر أن يبدأ حزب العمال الكردستاني عملية نزع سلاحه رسميا، اليوم الجمعة، من خلال مراسم ستُقام في شمال العراق. وتأتي هذه العملية في إطار مبادرة "تركيا خالية من الإرهاب"، والتي أُطلقت بعد إعلان حزب العمال