ترمب: إيران ضعيفة للغاية حالياً وتقاتل "من أجل البقاء
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إيران «ضعيفة للغاية حالياً مختلفة تماماً ولم تعد تمثل تهديداً حقيقياً... وتقاتل من أجل البقاء وليس من أجل برنامج نووي»، وذلك بعد الهجوم على منشآتها النووية، متحدثاً عن «شرق أوسط جديد».
وأضاف ترمب، في مقابلة مع مجلة «تايم»، نُشرت اليوم الخميس، أنه يعتقد أن إيران حالياً «تقاتل من أجل البقاء»، وليس من أجل البرنامج النووي. وشدد على أنه يَعدّ أن التهديد النووي الإيراني لم يعد قائماً، واصفاً الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بأنه «كان مثالياً».
وعقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن الملف النووي، لكنها توقفت عند نشوب حرب جوية استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران) الماضي، قصفت خلالها إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية.
وقصفت الولايات المتحدة، في 22 يونيو، موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في جنوب طهران، إضافة إلى منشآت نووية في أصفهان ونطنز بوسط البلاد، في خضم حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
ولم تُعرف بعدُ حصيلة الأضرار بدقة، غير أن الرئيس الأميركي يكرر، منذ أشهر، أن هذه المواقع «دُمّرت بالكامل».
وقال ترمب، لمجلة «تايم»: «جرت بالفعل إزالة قدراتهم النووية بشكل كبير... كل قنبلة أصابت هدفها بدقة، وكانت العملية مثالية من البداية إلى النهاية، لم يتعطل مُحرك، ولم يُخطئ طيار، واستمرت العملية 37 ساعة، بمشاركة 52 طائرة تزويد بالوقود، و100 طائرة أخرى؛ مِن بينها مُقاتلات».
وأضاف ترمب: «كانت العملية العسكرية مُذهلة... لقد كانت عملية مثالية، قصفنا منشآتهم النووية بشدة، فلم يعد لديهم ذلك التهديد النووي، كما أنهم أُضعفوا عسكرياً على المستوى التقليدي، فأصبح لدينا شرق أوسط مختلف، دون متغطرس يهدد الآخرين».
وتابع، في السياق نفسه: «تخلصنا من قاسم سليماني، وهذه كانت نقطة تحول. قتلنا ثلاث طبقات من قادتهم العسكريين، واحداً تلو الآخر، فأصبحت إيران مختلفة تماماً، ولم تعد تمثل تهديداً حقيقياً. كانت عملية سليماني في غاية الأهمية؛ لأنها أحبطت هجوماً كان يخطط له على خمسة من قواعدنا العسكرية. لو بقيت إيران قوية ومهيمنة كما كانت، لَما أمكننا التوصل إلى أي اتفاق سلام؛ لأن تهديدها كان سيخيّم على الجميع. أما الآن فذلك الخطر لم يعد موجوداً».
واستطرد ترمب: «أضعفنا إيران، وفرضنا عليها العقوبات، أصبحت تحارب من أجل البقاء، لا من أجل صنع السلاح النووي. صدِّقني، إيران، الآن، ضعيفة جداً، لم تعد تمثل تهديداً. والآن؛ لأن هذا التهديد زالَ، صار الجميع منفتحين على السلام».
وأوضح ترمب، في جزء من تصريحاته: «لو استمر الاتفاق النووي الإيراني، لكانت إيران، اليوم، تملك سلاحاً نووياً ضخماً، لكنني انسحبت من ذلك الاتفاق، وأعدت فرض العقوبات، وبهذا أنهينا طريقهم نحو السلاح النووي».
يأتي ذلك بعدما رفض المرشد علي خامنئي، الاثنين، عرض ترمب لإجراء محادثات مرة أخرى، ونفى تصريحات لترمب أكد فيها أن الولايات المتحدة دمّرت قدرات إيران النووية.
وأضاف خامنئي: «يقول الرئيس الأميركي بفخر إنهم قصفوا القطاع النووي الإيراني ودمّروه. حسناً، استمروا في أحلامكم!». وتابع قائلاً: «ما علاقة أميركا بما إذا كانت إيران تمتلك منشآت نووية؟ هذه التدخلات غير لائقة وخاطئة وقسرية».
وقال خامنئي: «ترمب يقول إنه صانع صفقات، لكن إذا جاءت الصفقة مصحوبة بالإكراه ونتيجتها محددة مسبقاً، فهي ليست صفقة وإنما فرض واستقواء».
وفي الأسبوع الماضي، قال ترمب، أمام الكنيست الإسرائيلي، إنه سيكون من الرائع أن تتمكن واشنطن من التفاوض على «اتفاق سلام» مع طهران. وأضاف: «أسقطنا 14 قنبلة على المنشآت النووية الرئيسية. وكما قلت منذ البداية، لقد دُمرت بالكامل، وقد جرى تأكيد ذلك».
وأضاف ترمب، في مقابلةٍ بثّتها محطة «فوكس نيوز»، الأحد الماضي: «حين دمّرنا قدراتهم النووية، توقفوا عن التصرف برعونة في الشرق الأوسط».
وبعد معارضة خامنئي استئناف المفاوضات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، إن بلاده لن تعود إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة، ما دامت واشنطن تقدم «مطالب غير معقولة».