ترامب يحسم موقفه من المناظرة الثانية مع هاريس.. ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
فيما دعت حملة المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، منافسها الرئيس السابق المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، إلى عقد مناظرة ثانية فور انتهاء مناظرة الثلاثاء. أعلن ترامب الخميس رفضه إجراء مناظرة جديدة مع منافسته، في منشور على منصته "تروث سوشال".
وقال الرئيس الأميركي السابق "لن تكون هناك مناظرة ثالثة"، مشيرا إلى مناظرته المتلفزة مع الرئيس جو بايدن في حزيران/يونيو ومناظرته الثلاثاء مع نائبة الرئيس. معتبرا نفسه فائزا في المواجهة الأولى مع هاريس. وأضاف "عندما يخسر ملاكم محترف مباراة، فإن الكلمات الأولى التي تخرج من فمه هي ‘أريد مباراة إعادة‘ ".
ورأى ترامب أن هاريس تريد الحصول على فرصة ثانية للتدارك. لكن استطلاعا أجرته شبكة "سي إن إن" بين المشاهدين أظهر أن أداء هاريس كان أفضل من ترامب بنسبة 63% مقابل 37%".
بينما ردت هاريس على تعليق ترامب في لقاء مع أنصارها بتجمع انتخابي في نورث كارولينا، الخميس، بالقول إنها تؤمن أن "المصوّتين الأمريكيين من حقهم أن يحصلوا على مناظرة أخرى".
وقد وضعت هاريس المرشح الجمهوري في موقف دفاعي خلال المواجهة التي استضافتها قناة "إيه بي سي نيوز" وشاهدها 67 مليون شخص. ولم تتأخر حملتها في الدعوة إلى مناظرة ثانية في تشرين الأول/أكتوبر.
اذ قالت رئيسة حملة هاريس، جين أومالي ديلون، إن المرشحين يجب أن يعقدوا مناظرة أخرى في أكتوبر.
وفي اليوم التالي للمناظرة، قال ترامب إنه "مستعد (لمبارزة) عبر شبكة إن بي سي ومستعد عبر شبكة فوكس أيضا"، قبل أن يعلن في منشوره تراجعه، معتبرا أن هاريس تريد الحصول على فرصة ثانية للتدارك.
ومن المقرر أن تستضيف قناة "سي بي إس نيوز" مناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز، والسيناتور الجمهوري من ولاية أوهايو جاي دي فانس، في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
المناظرة
وكانت قد عرضت كل من كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديموقراطي ودونالد ترامب المرشح الجمهوري، خلال المناظرة سجل كل منهما وكذلك مشاريعهما المستقبلية إذا خرجا منتصرين بعد انتخابات 5 اوكتوبر.
في ما يلي نتيجة تحقيق وكالة فرانس برس في صحة ما قاله كل منهما بشأن القضايا الرئيسية:
- الاقتصاد –
عندما سُئلت عما إذا كان الأميركيون أفضل حالا مما كانوا عليه قبل أربع سنوات، لم تعط هاريس إجابة مباشرة. واتهمت ترامب بأنه ترك للديموقراطيين "أسوأ مستوى بطالة منذ الكساد الكبير". هذه مزاعم مضللة. ارتفعت البطالة إلى 14,8 % في نيسان 2020 مع الإغلاق الذي فرضته جائحة كوفيد-19. وفي الوقت الذي غادر فيه ترامب منصبه، كانت البطالة 6,4 %.
قالت هاريس إنها ستقدم للعائلات تخفيضا ضريبيا يصل إلى 6000 دولار عن كل طفل تنطبق عليه المواصفات، بالإضافة إلى خصم ضريبي بقيمة 50 ألف دولار للشركات الصغيرة، إذا انتُخبت رئيسة. وأضافت أن ترامب سيغلِّب مصلحة أصحاب المليارات والشركات على أي شخص آخر وأنه خطط لفرض ضريبة مبيعات من شأنها أن تضر بالأميركيين العاديين.
رد ترامب بالقول إن إدارة جو بايدن تسببت بأعلى معدل تضخم في تاريخ الولايات المتحدة، متحدثا عن زيادة بنسبة 21 % وحتى 60 % على بعض السلع. وهذا غير صحيح. يبلغ التضخم حاليا 2,9 %، بعدما بلغ ذروة من 9,1 % في عهد بايدن في العام 2022. لكن هذا كان أقل بكثير من أعلى مستوى تاريخي بلغ 23,7 % في العام 1920.
أنكر ترامب أنه سيفرض ضريبة مبيعات لكنه اعترف بأنه سيفرض رسوما جمركية على البضائع المستوردة بحد أدنى يبلغ 10 %.
يقول الخبراء إن الرسوم الجمركية تعادل فرض ضريبة على المستهلكين الذين ينتهي بهم الأمر إلى دفع مبالغ إضافية مع انتقال التكاليف إليهم.
- الهجرة و"جرائم المهاجرين" -
زعم ترامب كذبا أن "ملايين" الأشخاص من دول مثل فنزويلا "من مؤسسات الأمراض العقلية والمصحات النفسية" يدخلون الولايات المتحدة ويرتكبون جرائم. كما كرر ادعاء لا أساس له انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بأن المهاجرين يأكلون حيوانات أليفة بما في ذلك في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو.
قال ترامب "في سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب، هؤلاء الأشخاص الذين جاءوا إليها، ويأكلون القطط. يأكلون الحيوانات الأليفة التي يملكها السكان. هذا ما يحدث في بلدنا".
تقول الشرطة والسلطات المحلية إنه لا توجد تقارير موثوقة عن جرائم قتل للحيوانات.
وتفيد بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي لعام 2022، وهي أحدث البيانات المتوافرة، بأن الجرائم العنيفة وجرائم الاعتداء على الممتلكات في الولايات المتحدة تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقود.
وسجلت دراسة نُشرت في حزيران 2023 انخفاض معدلات الدخول إلى السجن بين المهاجرين من كل المناطق منذ العام 1960. ووجد بحث آخر أن المهاجرين يرتكبون جرائم عنيفة بمعدلات أقل من المواطنين الأميركيين.
كما تظهر أرقام مكتب التحقيقات الفدرالي للأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024 انخفاضا بنسبة 15 % في الجرائم العنيفة والتعدي على الممتلكات على أساس سنوي.
وكانت الهجرة غير القانونية خلال إدارة ترامب أعلى مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وفي وقت سابق من هذا العام، خلال إدارة بايدن، وصلت الهجرة غير النظامية إلى مستوى تاريخي مرتفع. لكنها انخفضت منذ صدور أمر تنفيذي يقيدها في حزيران/يونيو.
قالت هاريس إن ترامب وضع السياسة وحرصه على تحسين حظوظه بالفوز فوق السياسات العامة من خلال إصدار أمر للجمهوريين في شباط بإفشال مشروع قانون تقدم به مشرّعون من الحزبين وكان من شأنه أن يشدد السياسات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وهذا حرم الديموقراطيين فعليا من تسجيل انتصار في مسألة الهجرة في عام انتخابي.
- الإجهاض -
وصف ترامب الذي عيَّن ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا التي ألغت قضية "رو ضد وايد" وهي سابقة ضمنت الحق في الإجهاض، الديموقراطيين بأنهم "متطرفون" في هذه القضية، مدّعيا بأن المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز يؤيد "الإعدام بعد الولادة، إنه إعدام، وليس إجهاضا لأن المولود بحالة جيدة وهذا أمر لا استصوبه".
-هذا غير صحيح-
صححت لينسي ديفيس التي سهلت المناظرة ترامب بقولها "لا توجد ولاية في هذا البلد يُعد فيها قتل طفل بعد ولادته قانونيا". وأضافت هاريس "لا توجد في أي مكان في أميركا امرأة تصل إلى نهاية حملها وتطلب الإجهاض. هذا لا يحدث".
وقالت هاريس "إذا أعيد انتخاب دونالد ترامب، سيوقع حظر الإجهاض على المستوى الوطني". لكن الرئيس السابق رد فورا "لن أوقّع حظرا"، قائلا إن هذه المسألة متروكة للولايات لتقرر ما تراه مناسبا.