ترامب وهاريس يحاولان كسب أصوات العرب في ميشيغان
نقل دونالد ترامب وكامالا هاريس مبارزتهما إلى ميشيغان، أمس الجمعة، التي تعد إحدى الولايات الأكثر تنافسا في السباق الانتخابي المحموم إلى البيت الأبيض، خصوصا في ظل النقاش الذي تشهده بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل.
وأثار مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار تفاؤل نائبة الرئيس الأميركي المرشحة عن الحزب الديمقراطي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بينما أكدت إسرائيل أن اغتياله لا يعني نهاية الحرب المستمرّة منذ أكثر من عام.
ويقيم عدد كبير من الأميركيين العرب في ولاية ميشيغان الواقعة في شمال البلاد على الحدود مع كندا.
دعم "لديمقراطية"
ويميل ناخبو هذه الولاية تقليديا إلى دعم المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، غير أنّهم يوجّهون انتقادات حادة هذا العام إلى إدارة الرئيس جو بايدن مرتبطة بالحرب في قطاع غزة ولبنان. في ديربورن، ضاحية مدينة ديترويت، تبرز الحرب في الشرق الأوسط في جميع النقاشات.
دعم غير مشروط
ورغم أنّ هاريس لم تتخذ موقفاً متمايزاً عن جو بايدن الذي قدّم لإسرائيل دعماً غير مشروط تقريباً، إلا أنّها تدرك جيداً أنّ هذا الخط قد يكلّفها أصواتاً في الانتخابات المتقاربة جداً.
لذلك، تلعب نائبة الرئيس التي حلّت محل بايدن مرشحة عن الحزب الديمقراطي قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية، لعبة حساسة جداً في ولاية البحيرات العظمى.
"وضع حد" للحرب
واعتبرت المرشحة البالغة 59 عاما أن قتل زعيم حركة حماس يمثل "فرصة لوضع حدّ أخيرا للحرب في غزة".
وقالت "هذه الحرب يجب أن تنتهي حتى تكون إسرائيل آمنة وحتى يتمّ تحرير الرهائن وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقّه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".
طريق إلى السلام
من جهته، اعتبر ترامب أن مقتل السنوار يجعل السلام في الشرق الأوسط "أكثر سهولة".
وتوجّه ترامب أيضاً إلى ميشيغان للمشاركة في تجمّع كبير في ديترويت التي تعدّ مركزاً سابقاً لصناعة السيارات الأميركية.
ووفق فريق حملته، يشكّل هذا التجمّع فرصة لشرح كيف "سحق التضخّم عائلات مشيغان في ظل قيادة كامالا الفاشلة".
وقال ترامب: "سنجعل ديترويت عظيمة مجدداً"، وذلك في ختام يوم تحدث فيه كثيراً عن صناعة السيارات التي ينوي حمايتها وإنعاشها من خلال فرض ضرائب على السيارات المصنوعة في الخارج.
"يوم التحرير"
كما وعد الرئيس السابق بأن "الخامس من نوفمبر سيكون يوم التحرير"، في إشارة إلى موعد الانتخابات، متعهدا بإطلاق أكبر عملية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة.
كما كانت لهاريس محطات عدة في ميشيغان، ولا سيما في عاصمة الولاية، لانسينغ. وهناك دافعت عن حماية دور قوي للنقابات ونددت بـ"الوعود الفارغة" لمنافسها.
وعادت المرشحة الديمقراطية مجدداً إلى موضوع عمر منافسها. وقالت "إذا كنت منهكا في حملتك الانتخابية، فهذا يثير تساؤلات حول قدرتك على تولي أصعب وظيفة في العالم".
وردّ ترامب نافيا تقارير أفادت بأنه ألغى مقابلات. وقال غاضباً إن هاريس "خاسرة ولديها طاقة أقل من طاقة أرنب".
ويعدّ الاقتصاد والهجرة والإجهاض من المواضيع الأكثر إثارة للجدل في هذه الانتخابات المتوترة والتي يتوقّع أن تحصد نتائج متقاربة بشكل كبير.
وخلال عشاء خيري مع زوجته ميلانيا في نيويورك، الخميس الماضي، هاجم ترامب منافسته في كلّ الاتجاهات، واصفاً إياها بأنّها غير قادرة على "نطق جملتين متماسكتين" وبأنّها تملك "قدرات عقلية لطفل".
وقبل 17 يوماً من موعد الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة لكلا المرشحين في "الولايات المتأرجحة" الشهيرة.
ويبرز هذا التقارب على الرغم من التقلّبات غير المسبوقة التي شهدتها الحملة الانتخابية، خصوصا إدانة ترامب جنائيا ومحاولتي اغتياله وسحب ترشيح بايدن.