تقارير: إيران تستعد لضرب قواعد أميركية حال انضمام واشنطن للحرب

تقارير: إيران تستعد لضرب قواعد أميركية حال انضمام واشنطن للحرب

كشفت تقارير استخباراتية أميركية أن إيران أعدّت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لشن هجمات محتملة على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، في حال قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد طهران، وفقا لمسؤولين أميركيين اطّلعوا على هذه التقارير.وتزامن ذلك مع إرسال الولايات المتحدة نحو ثلاثين طائرة تزود بالوقود إلى أوروبا، بهدف دعم المقاتلات الأميركية في حماية القواعد أو إطالة مدى القاذفات الاستراتيجية التي قد تشارك في ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

قلق أميركي من اتساع رقعة الحرب
تزايدت المخاوف داخل الإدارة الأميركية من اندلاع حرب إقليمية أوسع، في وقت تمارس فيه إسرائيل ضغوطا متزايدة على البيت الأبيض للمشاركة في القتال. وقال مسؤولون إن انضمام الولايات المتحدة للهجوم، خاصة في حال استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية المحصنة، سيؤدي على الأرجح إلى استئناف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لهجماتها ضد السفن في البحر الأحمر، فيما ستشن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجمات على القواعد الأميركية هناك.وبحسب المسؤولين، فإن إيران قد تلجأ أيضا إلى زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز، في محاولة لحصار السفن الحربية الأميركية في الخليج.
الولايات المتحدة ترفع حالة التأهب
رفعت القيادة الأميركية حالة التأهب القصوى للقوات المنتشرة في قواعدها بالمنطقة، حيث يوجد أكثر من 40 ألف جندي أميركي.وأكد مسؤولان إيرانيان أن طهران ستبدأ بمهاجمة القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، بدءا من العراق، في حال تدخلت واشنطن بشكل مباشر في الحرب.وقال المسؤولان أيضا إن إيران ستستهدف أي قاعدة أميركية في دولة عربية تُشارك في الهجوم.

تحذيرات دبلوماسية إيرانية
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان الإثنين:"على أعدائنا أن يدركوا أنهم لن ينجحوا في فرض إرادتهم علينا من خلال الهجمات العسكرية، ولن يتمكنوا من كسر إرادة الشعب الإيراني".

وأشار خلال مكالمات هاتفية مع نظرائه الأوروبيين إلى أن أي تصعيد في الحرب سيكون "بسبب إسرائيل وداعميها الرئيسيين"، وفقاً لملخص صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية.وأكد مسؤولون أميركيون أن إيران لن تحتاج إلى استعداد طويل لتنفيذ هجمات على القواعد الأميركية في الخليج، إذ تمتلك قواعد صواريخ ضمن مدى قريب من البحرين، قطر، والإمارات.

الضربة على فوردو وخيارات أميركا
يتزايد احتمال تدخل أميركي مباشر مع تصاعد الحملة الإسرائيلية وردود إيران الصاروخية. لكن لا يزال غير واضح إلى أي مدى قد تؤثر ضربة على منشأة "فوردو" في قدرات إيران النووية أو تُبطئ تقدمها نحو إنتاج سلاح نووي، خاصة وأن مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني مخبأ في أنفاق تحت الأرض بمواقع مختلفة.ويرى بعض المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل لا تستطيع إحداث ضرر حقيقي في البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أميركية، والتي قد تشمل تغطية جوية لقوات كوماندوز إسرائيلية، أو توجيه ضربة جوية مباشرة باستخدام قاذفات "B-2" الشبحية المزودة بقنابل خارقة للتحصينات مثل "القنبلة العملاقة الخارقة للتحصينات" (MOP)، القادرة نظريا على اختراق الجبال التي تحمي منشأة فوردو.لكن مثل هذه الضربة، سواء كانت أميركية مباشرة أو بدعم أميركي، ستدفع إيران وحلفاءها إلى الرد بشكل واسع.

إيران قادرة على إلحاق الأذى
أظهرت إيران وحلفاؤها قدرتهم على إيذاء المصالح الأميركية في السابق. فبينما تراجعت هجمات الحوثيين بعد تصعيد إدارة ترمب ضدهم، إلا أنهم واصلوا محاولات استهداف السفن الأميركية. وفي يناير 2024، نفذت ميليشيا مدعومة من إيران هجوما بطائرة مسيّرة على قاعدة أميركية في الأردن قرب الحدود السورية، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.وترى وكالات الاستخبارات الأميركية منذ فترة طويلة أن إيران اقتربت من القدرة على إنتاج سلاح نووي، لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا بذلك. وفي حال قررت، فقد تحتاج أقل من عام لامتلاك سلاح نووي قابل للاستخدام، وربما وقتا أقصر لصناعة قنبلة بدائية.

ضغوط داخلية وتحذيرات من التصعيد
كرر الرئيس السابق دونالد ترامب مرارًا أنه "لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، ودعا يوم الثلاثاء إلى "استسلام غير مشروط" لطهران.لكن يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن الهجمات الإسرائيلية قد تكون دفعت إيران لتغيير حساباتها، وأن السبيل الوحيد لحمايتها من هجمات مستقبلية هو امتلاك رادع نووي فعّال.وأشار بعضهم إلى أنه إذا قررت إيران تطوير سلاح نووي بغض النظر عن الموقف الدولي، فقد يزداد الضغط على إدارة ترمب لتوجيه ضربة استباقية.في المقابل، حذّر معارضو السياسات العسكرية المتشددة من أن الوقت لم يفت بعد لتجنّب التصعيد.وقالت روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز "ديفنس بريوريتيز" للدراسات: "لم يفت الأوان بعد لنتراجع عن الدخول في الحرب. لكن إذا انخرطنا فيها، سيكون من الصعب جدا التراجع".

وأضافت:"الهجوم الإسرائيلي منح إيران دافعا لتطوير سلاح نووي، لكن هذا الدافع سيتضاعف كثيرا إذا انضمت الولايات المتحدة للحرب".

تقديرات بدخول وشيك لأميركا في الحرب
وتشير تقديرات أمنية في إسرائيل إلى أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، تقترب من اتخاذ قرار استراتيجي بالانضمام الفعلي إلى حملة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. ووفقاً لمصادر رفيعة، فإن التحليل الذي يُجرى في أعلى المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل يعكس قناعة متزايدة بأن إدارة ترمب باتت مهيأة للمشاركة النشطة في ضرب إيران، بعد مشاورات سرّية ومكثّفة بين الجانبين في الأشهر الأخيرة.وفي هذا السياق، أفادت تقارير بأن الرئيس ترمب عقد مساء اليوم اجتماعاً طارئاً مع فريق مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، لمناقشة التطورات المحتملة في الملف الإيراني، ما يعزز التكهنات بشأن قرار وشيك بالتدخل.من جهته، من المقرر أن يجري وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي بيت هيغسيث للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، في إطار تنسيق أمني متواصل. ورغم التصعيد،

شدد مسؤولون إسرائيليون على أن القرار النهائي بشأن الانخراط العسكري يبقى بيد ترمب، الذي سيختار ما يخدم مصلحة بلاده.

محادثات سرّية وتحوّل في موقف ترمب
وكشفت مصادر دبلوماسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، رون ديرمر، أدارا خلال الأشهر الماضية حوارا سريا مع البيت الأبيض، لإقناع ترمب بأن الضربة ضد إيران تمثّل نهاية للمواجهة الإقليمية، وليست بداية لها.وقال مسؤول إسرائيلي بارز: "الضوء الأخضر الذي منحنا إيّاه ترمب غير مسبوق، لم نرَ مثله من قبل".

تصعيد في لهجة الرئيس الأميركي
وفي تصعيد غير مسبوق، طالب ترمب مساء اليوم بـ"استسلام إيراني غير مشروط"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تعرف مكان اختباء المرشد علي خامنئي، لكنها قررت في الوقت الحالي عدم استهدافه".وفي منشور لاحق، أكد ترمب: "لدينا سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية"، مضيفا أنه يسعى إلى "نهاية حقيقية ودائمة للبرنامج النووي الإيراني".وتزامن ذلك مع تحركات عسكرية لافتة، من بينها إرسال طائرات مقاتلة أميركية إلى الشرق الأوسط، ووصول حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة – في خطوات يُنظر إليها كإشارات واضحة على دعم أميركي متزايد لإسرائيل تمهيدا لعملية عسكرية محتملة.

قراءة المزيد

اتصال هاتفي بين محمد بن زايد وبوتين لبحث التطورات الإقليمية

اتصال هاتفي بين محمد بن زايد وبوتين لبحث التطورات الإقليمية

بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة إلى الجهود المبذولة لاحتواء الموقف ووضع حد للتصعيد. وأكد الجانبان خلال الاتصال ضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار

ترامب: إيران تريد التفاوض

ترامب: إيران تريد التفاوض

أحجم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن الإدلاء بإجابة حاسمة في ما يتعلق بانضمام الولايات المتحدة إلى الضربات التي توجهها إسرائيل إلى إيران، معلناً أن طهران تواصلت مع واشنطن من أجل التفاوض. وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا

إسرائيل تقضي على مقر جهاز الأمن الداخلي الإيراني

إسرائيل تقضي على مقر جهاز الأمن الداخلي الإيراني

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، تدمير مقر الأمن الداخلي الإيراني بغارات جوية. وقال كاتس: " يواصل الإعصار ضرب طهران". وأضاف: "دمرت طائرات سلاح الجو الآن مقر الأمن الداخلي للنظام الإيراني، الذراع القمعي الرئيسي للديكتاتور الإيراني". وتابع: "كما وعدنا، سنواصل تدمير رموز السلطة وضرب نظام

مسؤول إيراني يؤكد تسلل عملاء الموساد بين سائقي الشاحنات على مدار 3 سنوات

مسؤول إيراني يؤكد تسلل عملاء الموساد بين سائقي الشاحنات على مدار 3 سنوات

قال نائب رئيس جمعية سائقي الشاحنات الإيرانية، جلال موسوي، إن بعض عملاء إسرائيل الذين أوقفتهم طهران مؤخراً كانوا قد اندسوا بين سائقي شاحنات قبل 3 سنوات. جاء ذلك في تصريح أدلى به لوكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا"، اليوم الأربعاء، حول سائقي الشاحنات الذين أُلقي القبض عليهم مؤخراً