تقرير استخباراتي متفجر يزيد الضغوط على ضرورة رقابة صارمة في محادثات الملف النووي الإيراني

في ظل استمرار المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، تصاعدت الدعوات إلى فرض رقابة صارمة وشفافة على البرنامج النووي الإيراني، بعد كشف تقرير استخباراتي أوروبي جديد يشير إلى تقدم ملحوظ في برنامج الأسلحة النووية لطهران.
رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد في تصريحات صحفية يوم الأربعاء أن أي اتفاق نووي مستقبلي يجب أن يرتكز على آليات تفتيش "شديدة الصرامة" وقابلة للتحقق، مشدداً على أن الثقة وحدها لا تكفي لضمان التزام إيران.
جاءت تصريحات غروسي عقب تقرير حصري نشرته شبكة فوكس نيوز الرقمية، كشف عن تقييم أجهزة الاستخبارات النمساوية التي ترى أن برنامج الأسلحة النووية الإيراني متقدم جداً، وأن طهران طورت صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية لمسافات طويلة. ويأتي هذا التقييم في تناقض واضح مع تصريحات المخابرات الأمريكية التي أكدت في مارس أن إيران لا تبني سلاحاً نووياً حالياً.
وأشار التقرير النمساوي إلى أن النظام الإيراني يسعى لتعزيز قدراته العسكرية النووية لضمان "حصانته من الهجوم" وتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط وخارجه، كما كشف عن وجود شبكة معقدة لتجاوز العقوبات تخدم طموحات إيران وأيضاً مصالح روسيا.
من جانبه، اعتبر الخبير النووي ديفيد ألبرايت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتمد على تقييمات قديمة لا تعكس الواقع الحالي، مشيراً إلى أن تقييمات ألمانية وبريطانية تتفق مع النمساويين أكثر من الأمريكيين.
التقرير النمساوي أكد كذلك دور إيران كداعم رئيسي للإرهاب، حيث تزود جماعات مثل حماس وحزب الله وميليشيات سورية بالأسلحة، كما كشف عن نشاطات تجسس إيرانية في فيينا، حيث تستخدم السفارة الإيرانية كواجهة لأعمال استخباراتية.
في إشارة إلى مدى خطورة هذه الأنشطة، ذكر التقرير قضية الدبلوماسي الإيراني السابق أسد الله أسدي، المدان بمحاولة تفجير تجمع معارضين في باريس عام 2018، وهو الحدث الذي أظهر مدى التهديد الذي يشكله النظام على الأمن الأوروبي.
على الرغم من هذه المعلومات، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أو مجلس الأمن القومي أي تعليق رسمي على التقرير النمساوي، مكتفية بتأكيد التزام الرئيس ترامب بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
في ظل هذه التباينات في التقييمات الاستخباراتية، ومع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم دون رقابة فعالة، يبدو أن دعوة غروسي لفرض تفتيشات صارمة وغير محدودة هي السبيل الوحيد لتجنب أزمة نووية محتملة.
تأتي هذه التطورات في وقت حرج تشهد فيه المفاوضات النووية تعقيدات كبيرة، وسط مخاوف دولية من أن يؤدي استمرار غياب الشفافية إلى تصعيد التوترات في المنطقة والعالم.