تحذيرات لإيران من "مجازفة الحرب"

تحذيرات لإيران من "مجازفة الحرب"

أطلق مسؤولون غربيون تحذيرات جديدة من أن إيران ستتعرض إلى ضربات قوية في حال رفضت عرض التفاوض الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين هدد «الحرس الثوري» الإيراني بـ«إغلاق مضيق هرمز» ودعا دولاً في المنطقة إلى «مناورات مشتركة».

وقال زلماي خليل زاده، وهو سفير أميركي سابق في العراق، في منشور على منصة «إكس»، إنه «ينصح إيران بعدم المجازفة بالحرب». وأضاف: «التفاوض، كما طرحه ترمب، خيار أكثر حكمة».

وعلق خليل زاده على نشر السلطات الإيرانية فيلماً أظهر قاعدة صواريخ كبيرة تحت الأرض، وقال إن الهدف منه هو «إقناع ترمب بأن الحرب مع إيران ستكون محفوفة بالمخاطر نظراً لقدرتها على الصمود في وجه هجوم أولي، مع قدرتها على ضرب أهداف قريبة وبعيدة».
ومضى قائلاً: «هل يمكن لقيادة إيران وسيطرتها الصمود في وجه هجوم، ثم اتخاذ قرارات بشأن الأهداف التي ستُضرب رداً على ذلك، وتنفيذ تلك القرارات بنجاح، وإلحاق أضرار جسيمة؟ هذا الأمر محل شك كبير».
وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن «المخططين الأميركيين يُقيّمون هذا السيناريو وغيره ويضعونه في الاعتبار».

مفترق طرق
إلى ذلك، قالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، إن تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن أظهر أن كلا الجانبين «يُقيّم كل منهما الآخر ويجد قنوات مختلفة، بعضها عام وكثير منها خاص، لتحديد ما يُمكنهما تحقيقه».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن وكيل أن «تبادل الرسائل فرصة لكلا الجانبين، لكنه يأتي مع آلاف المخاطر والتحديات».
وقالت وكيل: «إيران على مفترق طرق، بين خيارين: إما الانسحاب أو التعرّض لضربة عسكرية». وأضافت: «إنه عامٌ حافلٌ بالقرارات الحاسمة، وكيفية استغلالها قد تمنحها طوق نجاة أو تؤدي إلى مزيد من الضربات وإضعاف الحكومة».
وصرح ترمب بأن «أموراً سيئة» ستحدث لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، وذلك غداة إعلان طهران أنها ردّت رسمياً على رسالته التي دعا فيها إلى مفاوضات.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، الجمعة: «أفضّل إلى حد بعيد أن نتوصل إلى حل مع إيران. لكن إن لم نتوصل إلى حل، فإن أموراً سيئة ستحصل لإيران»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ومن الواضح أن رسالة ترمب كانت قد تطرقت إلى إنهاء أي شكوك بشأن البرنامج النووي ومعالجة المخاوف من المنشآت الصاروخية ورفع اليد عن الجماعات المسلحة الموالية في منطقة الشرق الأوسط.
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد نقل عن وزير الخارجية، عباس عراقجي، قوله إن إيران أرسلت ردَّها على رسالة ترمب عبر سلطنة عُمان. وأضاف الوزير أن السياسة الإيرانية هي عدم الانخراط في مفاوضات مباشرة مع أميركا.
ولم تكشف إيران عن مضمون ردها، لكن مسؤولين إيرانيين أكدوا أنهم بعثوا رسالة «متزنة»، رافضين تهديدات بشن ضربات على بلادهم. وقال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: «في حال نفذت الولايات المتحدة تهديدها العسكري بسبب عدم التوصل إلى اتفاق جديد، فإن القواعد الأميركية في المنطقة (لن تكون في مأمن)». وأضاف: «أي اعتداء سيعني انفجار كل المنطقة».

إغلاق مضيق هرمز
بدوره، حذّر قائد القوة البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنكسيري، من وصفها بـ«الأطراف الخارجية» من المسّ بالمصالح الإيرانية.وقال تنكسيري: «إذا أراد الأجانب الاعتداء علينا، أو ممارسة الضغوط علينا، أو تعريض مصالحنا للخطر، فسنقف في وجوههم بقوة».
وأكد العسكري الإيراني، وفقاً لوكالة «تسنيم»، أن «إيران ليست داعية حرب، لكنها سترد بحزم على أي اعتداء».
أوضح تنكسيري أن «اتخاذ قرار بإغلاق مضيق هرمز في يد القيادة العليا (المرشد علي خامنئي)، لكن تنفيذه يقع ضمن مسؤوليته»، واستدرك بالقول: «إذا حُرمنا من حقوقنا، فإن قرار الإغلاق سيُتخذ، وسنقوم بتنفيذه».
وقال تنكسيري إن «إيران وجهت دعوات إلى دول عربية من أجل المشاركة في مناورات عسكرية»، منها «الإمارات وقطر والعراق والكويت».مع ذلك، رأت فرناز فصيحي، رئيسة مكتب الأمم المتحدة في «نيويورك تايمز»، أن «إيران تتخذ موقفاً وسطاً، فلا ترفض المفاوضات مع الولايات المتحدة ولا تقبل المحادثات المباشرة مع ترمب».

قراءة المزيد

زيلينسكي يزور واشنطن لبحث تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك

زيلينسكي يزور واشنطن لبحث تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك

يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن اعتباراً من اليوم الخميس، ومن المقرر أن يجري محادثات مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، بشأن احتمال تسليم بلاده صواريخ توماهوك، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوكراني كبير. وسيصل زيلينسكي إلى العاصمة الأميركية، الخميس، للقاء ممثلين عن قطاع الصناعات الدفاعية، وفق

نتنياهو: المعركة لم تنته في غزة والمنطقة

نتنياهو: المعركة لم تنته في غزة والمنطقة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن "المعركة لم تنته" بالنسبة إلى بلاده، متعهداً بتأمين عودة رفات جميع الرهائن الذين ما زالوا في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو في مراسم رسمية أقيمت، اليوم الخميس، في مقبرة جبل هرتزل في القدس "المعركة لم تنته بعد، لكن هناك أمر

إيران: الغرب تجاوز الملف النووي ويسعى لفرض قيود جديدة

إيران: الغرب تجاوز الملف النووي ويسعى لفرض قيود جديدة

أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني ووزير الخارجية الأسبق كمال خرازي أن نتائج المفاوضات الأخيرة أظهرت أن الطرف الآخر لا يؤمن بحوار منطقي، مشيراً إلى أن المفاوضات تجاوزت الملف النووي لتشمل محاولة فرض قيود إضافية على إيران. وأوضح خرازي في حوار مع موقع المرشد الإيراني KHAMENEI.IR، أن ملفي

بعد سحب جنسية رئيس بلديتها.. زيلينسكي يخضع أوديسا لإدارة عسكرية

بعد سحب جنسية رئيس بلديتها.. زيلينسكي يخضع أوديسا لإدارة عسكرية

وضع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود تحت إدارة عسكرية، في خضم خلاف مع رئيس بلديتها. وبموجب مرسوم أصدره الأربعاء، أنشأ زيلينسكي إدارة عسكرية جديدة في المدينة وعين الجنرال سيرهي ليساك، أحد قادة أجهزة الاستخبارات، على رأسها. بالتزامن، تم إعفاء ليساك كحاكم عسكري لمنطقة دنيبروبتروفسك، وهو