تبليط الهرم الأصغر «منكاورع» يثير جدلًا في البرلمان المصري
حالة من الجدل انتابت الشارع المصري، من المتخصصين وغيرهم، فور الإعلان عن منحة يابانية لـ تبليط الهرم الثالث «منكاورع» ضمن أهرامات الجيزة، وهو القرار الذي جعل أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، يشكل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وعدد من علماء مصر والعالم لمراجعة المشروع.
قالت النائبة ضحى عاصي، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن عمليات ترميم الآثار شيء مهم وضروري جدا، لأن عامل الزمن مؤثر وقوي جدًا، مضيفةً: فكرة الترميم فكرة جيدة ومهمة، لكن السؤال هنا كيف ستجرى عملية الترميم؟.
وتساءلت «عاصي»: هل سيتم استخدام مواد جديدة يمكن أن تؤثر سلبًا على الأثر الذي يتم ترميمه، أم سيتم إحضار بقايا آثار أخرى وإعادة تركيبها من جديد؟.
وتابعت النائبة ضحى عاصي لـ«المصري اليوم»: إنه في حالة الحفاظ على الآثار من الوقوع أو التلف عبر الزمن، فهنا يكون الترميم ذا جدوى، حيث يساعد بشكل كبير في الحفاظ على الأثر، وبالنسبة للعائد الاقتصادي فمن المؤكد استفادة مصر اقتصاديًا من المشروع، حيث إن تجديد الهرم وترميمه سيكون عاملًا جديدًا لجذب السُّياح مع العلم بأن فكرة المشروع وتمويله قائمة على منحة من اليابان، أي أن مصر ستستفيد من فكرة تكفل جهة ما بالحفاظ على الآثار المصرية لضرورة استمرار وجودها.
وأكدت النائبة ضحى عاصي أن وجود الأثر وتصليحه أو ترميمه له جدواه من كافة الجوانب، جدوى إنسانية وجدوى تاريخية وأخرى حضارية، فـمن الضروري أن يتم الترميم بشكل علمي وتقني صحيح، لأنه لو حدث عكس ذلك وحدث الترميم بشكل عشوائي سيفقد للأثر قيمته.
وقالت النائبة هند رشاد، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام، إن مصر تمتلك ثُلثي آثار العالم، مما يزيد ويُسمى من القيمة المُضافة بجانب المميزات والهبات الموجودة في مصر.
وأضافت: من المؤسف أن بلد مثل مصر يمتلك ثلث آثار العالم والعديد من المقومات السياحية ومع ذلك غير مُستغلة ولم نستطع الترويج بشكل أو بآخر لأهمية الآثار التي نمتلكها، على عكس الدول الأخرى التي لا تمتلك نصف ما يوجد في مصر من آثار وحضارة، ولكنها تستغل ذلك في تنمية الجانب السياحي لها.
وتابعت «رشاد» لـ«المصري اليوم»: من خلال متابعتي للموقف منذ البداية للمشروع، أنه تم الإعلان عن فكرة المشروع وفيما بعد أُقيمت لجنة لدراسة الموقف والموضوع، وأعتقد أنه كان من الأفضل أن يتم تكوين اللجنة أولًا، وبعدها يتم الإعلان عن فكرة المشروع، ولكن العكس هو الصحيح، كان من الضروري انعقاد اللجنة ودراسة حالة الهرم والوضع الأثري له والموقف من جميع الزوايا، لأن لدينا أفضل خبراء آثار وعلى أعلى مستوى في العالم، ولكن لا يصح أن يُترك الموضوع موضعًا للسخرية على مواقع الواصل الاجتماعي، حيث إن مضمون الموضوع هو فكرة ترميم أثر فرعوني، أي أنه قيمة غير قابلة للتعرض للسخرية، فهذه ليس قيمة مصر ولا قيمة الآثار المصرية، فهذا لا يصح أبدًا التعامل معها بهذا الشكل.
وقالت «رشاد»: كان يجب أن يتم الإعلان عن انعقاد اللجنة، ويتم الإعلان من خلال وسائل الإعلام الموجودة والمتوفرة، وليس مقصودًا بوسائل الإعلام هُنا موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فـهذا أثر يهم كل مصري، ووسائل الإعلام مفتوحة له وجميع القنوات متاحة، وبالتالي كان لابد من الإعلان عن المشروع من خلال القنوات المصرية، لنفهم ما قيمة هذا المشروع وما العائد منه، ويقوم بعض خبراء الآثار بشرح شكل الهرم سابقًا ومستقبلًا كيف سيبدو؟ لنكون على دراية شاملة وواضحة بما يحدث وسيحدث.
وقالت النائبة ميرفت ألكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الموضوع علمي بحت ويجب أن يتم بناءً على دراسات علمية سليمة وصحيحة، والقرار الذي أصدره الوزير هو الأصح والمناسب في هذا الوقت، وهو تشكيل لجنة علمية عليا برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وعضوية عدد من كبار العلماء المتخصصين في الآثار، لاسيما الأهرامات، والهندسة من المصريين والأجانب من أمريكا والتشيك ودولة ألمانيا، لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لـ هرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم.
وتابعت ألكسان: وفق القرار، من المقرر أن تقوم اللجنة، بعد الانتهاء من مراجعة المشروع، بإعداد تقرير علمي مفصل عن نتائج أعمالها، وما انتهت إليه المراجعة، واتخاذ قرار بشأن المضي قدمًا في المشروع من عدمه، على أن يتضمن التقرير أيضا كافة الإجـراءات والخطوات الواجب اتبـاعها للتنسيق المطلوب مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو».