إسرائيل تؤكد رسمياً مقتل "أبو عبيدة" الناطق باسم "القسام"

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، مقتل «أبو عبيدة» المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، عقب تضاربٍ حول مصيره، بعد استهدافه بغارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، أمس.
وقال كاتس، عبر حسابه على منصة «إكس»: «جرت تصفية المتحدث باسم إرهاب (حماس) في غزة، أبو عبيدة».
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، في وقت سابق اليوم، أن قواته استهدفت «أبو عبيدة»، وقال بيان صادر عن مكتبه، بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة، إن جهاز الشاباك (الأمن الداخلي) والجيش شنّا «هجوماً على المتحدث باسم (حماس) أبو عبيدة. نحن لا نعلم النتيجة النهائية حتى الآن، وآملُ ألا يكون بيننا بعد الآن».
وتابع: «أرى أنه لا يوجد من يتحدث باسم (حماس) حول هذا الأمر، لذلك فإن الساعات والأيام المقبلة ستكشف ما ستكشف».
كان أبو عبيدة هو مَن أعلن، في خطاب مصوّر، هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وهو الناطق باسم «كتائب عز الدين القسام» منذ عام 2002. وقد ألقى، منذ اندلاع الحرب، عشرات الخطابات المُتَلفزة والرسائل الصوتية، إضافة إلى إصدار بيانات صحافية وتغريدات عبر قنوات تابعة لـ«القسام» على مواقع التواصل الاجتماعي.
يظهر دائماً بالبزة العسكرية وملثّماً بالكوفية. ومعروف بصوته الأجش وعباراته النارية ضد إسرائيل.
ووفق مصادر في «حماس»، يُعد أبو عبيدة من القادة البارزين حالياً، وهو قريب من دائرة صُنع القرار في المجلس العسكري لـ«القسام».
ووفقاً لمصادر في «حماس»، أبو عبيدة حاصل على ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة. وُلد وترعرع في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، وعمره الآن 40 عاماً.
واستهدفت إسرائيل، منذ 23 شهراً على بدء الحرب المدمرة في غزة، قادة الصف الأول في حركة «حماس»، إذ قتلت رئيسيْ «حماس» السابقين إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، وغيرهم.
وقبل ذلك، أكدت حركة «حماس» مقتل قائدها العسكري محمد السنوار بعد أشهر عدة على إعلان إسرائيل قتله في ضربة جوية بجنوب قطاع غزة. وأدت هذه العمليات إلى إضعاف حركة «حماس» بشكل كبير.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، إن الحكومة ستعقد اجتماعها الأسبوعي في موقع آمن بديل، بعد أن اغتالت إسرائيل قيادات في جماعة «الحوثي» اليمنية، واستهدفت المتحدث العسكري باسم حركة «حماس» في قطاع غزة.
رعب ودمار
وتواصلت الضربات الإسرائيلية على القطاع، اليوم، وتسبّبت، منذ الفجر، بمقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً، وفق الدفاع المدني في القطاع، معظمهم سقطوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات.
وفي معرض ردّه على استفسارات «وكالة الصحافة الفرنسية» حول القصف، اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن «التحقيق جارٍ»، مشيراً إلى أن الحصول على معلومات دقيقة صعب للغاية، في ظل غياب التوقيت والإحداثيات الدقيقة للوقائع المذكورة.
وقالت إيمان رجب، النازحة في غرب مدينة غزة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بعد أن استهدفت ضربة إسرائيلية خياماً في منطقة المقوسي غرب المدينة: «أصبحنا نخاف من حلول الليل والنوم في خيامنا». وأضافت: «نأمل من الله أن تتوقف الحرب، تعبنا كثيراً من النزوح والخوف والجوع».
وتصاعدت سُحب الدخان الكثيفة فوق شمال القطاع، وفق لقطات للوكالة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل يومين مدينة غزة «منطقة قتال خطرة».
وقال أشرف أبو عمشة في منطقة غرب غزة أيضاً: «استيقظنا على سقوط الصواريخ. الخيام المجاورة لنا كانت تحترق، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى».
وأضاف: «رعب وخوف ودمار، اندلعت النيران في الخيام. الله وحده هو الذي حمانا ولم تصل إلينا النيران».
وتُقدّر الأمم المتحدة أن الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، الذين يزيد تعدادهم على مليونيْ نسمة، اضطروا للنزوح، مرة واحدة على الأقل، خلال نحو عامين من الحرب؛ هرباً من القصف والموت.
وأعلنت «الأمم المتحدة»، الأسبوع الماضي، المجاعة في غزة، حيث يعاني 500 ألف شخص من جوع بلغ مستوى «كارثياً».
واندلعت الحرب في قطاع غزة على أثر هجومٍ شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 شخصاً احتُجزوا رهائن ونُقلوا إلى غزة في الهجوم، ما زال 47 محتجَزين في القطاع، نحو عشرين منهم لا يزالون أحياء، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 63459 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخِر أرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس»، وتَعدّ الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.