اشتباكات دامية في الساحل السوري... وحظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية

اشتباكات دامية في الساحل السوري... وحظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح اليوم (الجمعة)، مقتل 70 شخصاً على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفاد المرصد عبر منصة «إكس» بسقوط «أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد».
وفي حصيلة سابقة، كان المرصد قد أحصى مقتل 48 شخصاً على الأقل خلال الاشتباكات العنيفة في مدينة جبلة ومحيطها في ريف اللاذقية، هم 28 مقاتلاً موالياً للأسد وأربعة مدنيين قتلوا بنيران قوات الأمن السوري، إضافة الى 16 عنصراً من قوات الأمن قتلوا برصاص مسلحين موالين للأسد.
ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تُواجه إدارة الرئيس أحمد الشرع، منذ وصوله إلى دمشق، بعد نزاع مدمّر بدأ قبل 13 عاماً.
وأرسلت وزارة الدفاع السورية، وفق وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، «تعزيزات عسكرية ضخمة» إلى منطقة جبلة وريفها «لمؤازرة قوات الأمن العام وإعادة الاستقرار للمنطقة».
وفي وقت لاحق، نقلت «سانا» عن مصدر من إدارة الأمن العام «اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا» بين 1987 و2002، في مدينة جبلة. وحويجة متهم وفق المصدر «بمئات الاغتيالات» في عهد عائلة الأسد، بينها «الإشراف على اغتيال» الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1977.
وحويجة نادر الظهور في العلن ولا تتوفر عنه معلومات كثيرة.
وعلى منصة «إكس»، أعاد النائب السابق وليد جنبلاط الذي ورث الزعامة عن والده بعد اغتياله، نشر الخبر مرفقاً بتعليق «الله أكبر».
ولطالما اتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال والده الذي قُتل بإطلاق رصاص من مجهولين اعترضوا سيارته في خضمّ التدخّل السوري في الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990). وكان كمال جنبلاط آنذاك حليفاً لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ضدّ دمشق.

حظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية
وأفادت «وكالة الأنباء السورية» بأن طرطوس أعلنت فرض حظر للتجوال في المدينة لمدة 12 ساعة تبدأ من الساعة العاشرة مساء اليوم، فيما أفاد «تلفزيون سوريا» المُوالي للحكومة بأن إدارة الأمن العام في حمص أعلنت فرض حظر للتجوال اعتباراً من العاشرة مساء اليوم حتى الثامنة من صباح الغد، وأضاف التلفزيون أن محافظة اللاذقية أعلنت حظر التجوال حتى العاشرة من صباح الغد.

وقُتل 28 مسلحاً موالياً للأسد، الخميس، خلال اشتباكات مع قوات الأمن في اللاذقية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما أعلنت قوات الأمن السورية أنها تخوض اشتباكات في ريف اللاذقية؛ مَعقل الطائفة العلوية، مع مجموعات مسلَّحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان من أبرز قادة الجيش، خلال حُكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتخلَّل الاشتباكات شنُّ الطيران المروحي السوري ضربات على المنطقة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في خطوة دفعت ممثلين للطائفة العلوية إلى دعوة السكان للاعتصام، الجمعة، سلمياً في الساحات؛ احتجاجاً على التصعيد.

ونقلت «وكالة الأنباء السورية» عن مدير أمن محافظة اللاذقية أن «المجموعات المسلَّحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية تتبع مجرم الحرب سهيل الحسن»، العقيد السابق في الجيش السوري، خلال حقبة الأسد، الذي كان يلقى تأييداً كبيراً في أوساط المُوالين للأسد ويُعدّ من أبرز قادته العسكريين.

مقتل عنصر بوزارة الدفاع
وذكرت الوكالة، في وقت سابق، أن أحد عناصر وزارة الدفاع قُتِل، وأُصيب آخرون، في هجوم نفّذه مسلّحون من «فلول» نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بريف اللاذقية.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في اللاذقية قوله إن «مجموعات من فلول ميليشيات الأسد تقوم باستهداف عناصر وآليات لوزارة الدفاع، قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ما أدى لاستشهاد عنصر، وإصابة آخرين».

وأضافت الوكالة عن المصدر قوله: «سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المجرمين، والضرب بيدٍ من حديد على من يستهدف أمن سوريا».

وشنّت مروحيات عسكرية، الخميس، ضربات على مسلَّحين في ريف اللاذقية، وفق ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بُعَيد إعلان قوات الأمن مقتل أحد عناصرها بالمنطقة.

وأفاد «المرصد» بـ«ضربات شنّتها مروحيات سورية على مسلّحين في قرية بيت عانا وأحراج في محيطها، تزامناً مع قصف مدفعي على قرية مجاورة».

بدأ التوتر في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق «المرصد السوري».

من جانبها، أعلنت قوى الأمن الداخلي انتهاء عملياتها العسكرية، بعد سيطرتها على آخِر مواقع مجموعة مسلَّحة في مدينة الصنمين، شمال محافظة درعا.

وذكر «تلفزيون سوريا»، على موقعه الإلكتروني، اليوم، أن ذلك حدث عقب اشتباكات استمرت 24 ساعة، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر المجموعة، والقبض على العشرات منهم، وذلك في إطار سلسلة حملات تُنفذها الحكومة السورية ضد فلول النظام المخلوع.

استنفار في إدلب
ومع شيوع مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن، يتحدر غالبيتهم من محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل «هيئة تحرير الشام»؛ الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد قبل ثلاثة أشهر، تجمَّع حشد من الشبان وسط مدينة إدلب، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية؛ دعماً للقيادة العسكرية. ودعت مساجد، عبر مُكبرات الصوت، إلى «الجهاد» ضد المسلّحين في الساحل السوري.

وجاء التوتر في ريف اللاذقية، الخميس، بعدما كانت قوات الأمن قد شنّت حملة أمنية في مدينة اللاذقية الساحلية، منذ الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل، وفق «المرصد».
وأطلقت قوات الأمن، الثلاثاء، حملة في حي الدعتور، بعد تعرض عناصرها لـ«كمين مسلَّح» نصبته «مجموعات من فلول ميليشيات الأسد»، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصادر أمنية.
وشهدت مدينة اللاذقية، التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حِدتها في الآونة الأخيرة.
لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحياناً مسلّحون مُوالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق «المرصد».
ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، تُسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين مُوالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتُنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف «فلول النظام» السابق، تتخللها اعتقالات.
ويفيد سكان ومنظمات، بين الحين والآخر، بحصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار «حوادث فردية»، وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.

قراءة المزيد

مقتل شخص وإصابة 7 في هجوم روسي على زابوريجيا الأوكرانية

مقتل شخص وإصابة 7 في هجوم روسي على زابوريجيا الأوكرانية

قال إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية إن القوات الروسية شنت هجوماً واسع النطاق، اليوم الثلاثاء، على المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة سبعة آخرين واندلاع عدد كبير من الحرائق. وأضاف فيدوروف أن طفلاً كان من بين المصابين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز»

محمد بن سلمان يلتقي زعماء الأردن وإيران وتركيا وسوريا والعراق وباكستان

محمد بن سلمان يلتقي زعماء الأردن وإيران وتركيا وسوريا والعراق وباكستان

رأس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الاثنين، وفد بلاده في القمتين «الخليجية» و«العربية - الإسلامية» الطارئة في الدوحة. وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل الأمير محمد بن سلمان، إلى الدوحة، في وقت سابق، الاثنين؛ لترؤس وفد

مشروع قانون يمنح روبيو صلاحية سحب الجوازات

مشروع قانون يمنح روبيو صلاحية سحب الجوازات

مع بدء العد العكسي للانتخابات التشريعية النصفية في أميركا، يسابق الجمهوريون الزمن جاهدين لإعطاء الإدارة الأميركية صلاحيات واسعة النطاق، تعزِّز أجندتهم، وتمكِّن وجوهاً بارزة في البيت الأبيض من تنفيذ وعود، غالباً ما تصطدم بجدار المحاكم. مشروع مثير للجدل لعلَّ أبرز تحرك مثير للجدل حتى الساعة، هو طرح للجمهوري

تركيا: تأجيل دعوى عزل زعيم المعارضة إلى 24 أكتوبر

تركيا: تأجيل دعوى عزل زعيم المعارضة إلى 24 أكتوبر

قررت محكمة تركية تأجيل دعوى بطلان المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري الـ38 الذي عُقد في 4 و5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بدعوى مخالفات شابت أعماله؛ إلى جلسة تُعقد في 24 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما رفضت المحكمة طلب محامي المدعين في القضية فرض إجراءات احترازية (وقف رئيس الحزب