شعار "ما بدنا حرب" يمثّل الشعب اللبناني.. والأسمر: لا يجب أن نكون أداة بيد الخارج
لم تكد لوحات إعلانية تحمل شعارات ترفض الحرب التي يقوم بها حزب الله، تنتشر في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض المناطق البعيدة عن نفوذ الحزب حتّى اختفت سريعاً. فهذه اللوحات، التي كتب على بعضها عبارة ""كي لا يتكرر الماضي #لبنان_لا_يريد_الحرب"، أو عبارة "كل الخيارات مطروحة، ولكننا لا نريد خيار تكرار الماضي" أو غيرها من العبارات، لم يتبناها أي حزب سياسي أو جهة أو مجموعة مدنية، بل تفاجأ بها اللبنانيين في مختلف المناطق منذ نحو شهر، وسرعان ما جرى تبديلها واحلال لوحات إعلانية أخرى مكانها.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه اللوحات تعكس المزاج العام اللبناني الرافض لدخول حزب الله في حرب مع إسرائيل قد تؤدي إلى حرب واسعة، خصوصاً أن لبنان يعيش في أزمة اقتصادية طاحنة منذ عام 2019 وأزمة سياسية في ظل غياب رئيس للجمهورية وعدم القدرة على انتخاب رئيس جديد.
ولا شك أن هذا المزاج العام في البلاد، تنادي به الكثير من القوى السياسية الوازنة وجمعيات المجتمع المدني الرافضة لإدخال لبنان في حروب المنطقة أو جعله ساحة للنفوذ الإيراني. غير أن أياً من هذه القوى أو المجموعات لم تتبنّى هذه الحملة التي ترفع شعارات تمثّل بمضمونها الرأي العام اللبناني. فلم تظهر الجهة التي كانت تقف وراء هذه الحملة. ويبدو واضحاً أنه ثمة تكتم حول الموضوع، حيث يبدو الطرف أو الأطراف المعنية حريصة على الابتعاد عن الأضواء وعدم الإفصاح عن هوية المعنيين بتنظيم الحملة وتمويلها.
ويبدو أن اللبنانيين وجدوا من خلال هذه الحملة وسيلة يعبرون من خلالها بطريقة علنية وواضحة عن موقفهم المتمثل برفض الانخراط في حرب تعيدهم إلى تجربة "حرب تموز" عام 2006 التي استمرت لأكثر من 30 يوماً، وكانت لها تداعيات من مختلف النواحي ولا سيما الاقتصادية والمالية على البلاد.
ويعلم الجميع أن لبنان، بوضعه الاقتصادي الحالي، لا يملك الحد الأدنى من مقومات الصمود أمام حرب جديدة. لذا، فمن الطبيعي أن يتخوف المواطنون اللبنانيون من أن تشهد البلاد حرباً جديدة، على غرار حرب تموز 2006، في مثل هذه الظروف.
ولم تقتصر الحملة على اللوحات الاعلانية بل انتشرت كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد، كانت هناك مشاركة واسعة شارك فيها عدد كبير من المؤثرين والفنانين للمطالبة بإبعاد شبح الحرب عن لبنان، ومنهم الفنانة إليسا التي نشرت على حسابها عبر منصة "إكس" صورة تظهر جمال بيروت قبل الحرب وأخرى تظهر الدمار خلالها.
وهذا الرفض للحرب يؤكد عليه النائب في البرلمان اللبناني، سعيد الأسمر، الذي أشار في حديث لموقع "أم سي اس" أن "لبنان لا قدرة لديه أن يدخل بحرب خصوصاً أننا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة"، مضيفاً "نحن نريد أن نطلق صوتنا لمساندة الشعب اللبناني والوقوف إلى جانبه وليس أي شيء آخر".
كما لفت الأسمر إلى أننا "لسنا بوارد الدخول في حرب مساندة لدعم أي طرف. وللأسف، الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية مغلوب على أمرها". وأوضح أن "الحكومة والبرلمان لم تتخذا أي قرار بإعلان حالة الحرب، ولا يجب أن نكون أداة بيد الخارج لنساند في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل".
وأشار الأسمر إلى أنه "بدل أن نجد الحلول لأزمات الشعب اللبناني نقوم بالدخول بحرب تأثر على السياحة والاقتصاد ويزداد وضعنا سوءاً". كما أكد أن "هدفنا أولاً وأخيراً مصلحة لبنان ومن هذا المنطلق نحن ضد أي حرب إسناد، خاصةً أن هذه حرب الإسناد أثبتت عدم جدواها".
وختم الأسمر مؤكداً أن "كلنا أمل أن نصل إلى تسوية ونبتعد عن شبح الحرب، فلبنان لا يحتمل توسع الحرب لأن القرار ليس بيد لبنان في كافة الأحوال".