روسيا: حظر برنامج دردشة يثير الجدل بين العسكريين

روسيا: حظر برنامج دردشة يثير الجدل بين العسكريين

بعد أكثر من عامين ونصف على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تشير التقارير إلى فشل الجيش الروسي في خلق نظام اتصالات محلي الصنع آمن وموثوق، بل اعتمد بدلاً من ذلك على منصات مملوكة للقطاع الخاص مثل ديسكورد وتليغرام.

إلا أن الأمور لم تثبت على ذلك، إذ تحركت روسيا لحظر تطبيق Discord، وهو منصة شعبية للتواصل مقربة من العسكريين، مما أثار غضب الجيش الروسي الذي استخدم البرنامج على نطاق واسع خصوصاً لتنسيق الوحدات في ساحة المعركة في أوكرانيا.

"فكّر أبعد من أنفك"

وأدى الحظر إلى تجدد نقاش أوسع نطاقا حول كيفية استمرار الآلة البيروقراطية الروسية في إحباط الجهود العسكرية.

كما سخر المدونون العسكريون المؤيدون للعملية في أوكرانيا، والذين لدى العديد منهم خط مباشر مع الوحدات التي تقاتل هناك من هذه الخطوة، قائلين إن القرار البيروقراطي بحظر ديسكورد فاجأ القوات الروسية وتركها دون اتصالات مناسبة.

وقال أحدهم: "كان من الواجب إنشاء بديل، وإخطار القادة بالخطط حتى لا يتعطل العمل في الجبهة في لحظة.. هذا ما يسمى بالرؤية أبعد قليلاً من أنفك".

وفي مقاطع الفيديو التي سجلها الجنود الروس في ساحة المعركة وقاموا بمشاركتها مع مدونين مؤيدين للغزو لنشرها على Telegram، يمكن في كثير من الأحيان رصد واجهة Discord على الشاشات في مراكز قيادة الوحدة.

بدوره، رأى المدون العسكري ميخائيل زفينتشوك في منشور على قناته الشهيرة على تليغرام والتي تسمى ريبار: "من وجهة نظر عسكرية، فإن المشكلة الرئيسية في حظر ديسكورد لا تتمثل حتى في أن بعض مراكز القيادة قد تُترك دون بث من طائرات بدون طيار، ولكن في أن الإدارة المعنية بوزارة الدفاع لا تسعى إلى توفير أي بديل للقوات>

وبحسب زفينتشوك، فإن "أنظمة مماثلة يمكن للجيش استخدامها كانت قيد التطوير في روسيا، لكن وزارة الدفاع فشلت في دمجها في العمليات اليومية".

وأضاف أنه "في غياب توفير مركزي للبرمجيات المتخصصة، ستستخدم القيادة الخدمات التجارية الغربية المتاحة لتنظيم السيطرة القتالية حيث يتعين عليها القتال بطريقة أو بأخرى".

يأتي هذا بينما قالت هيئة الرقابة على الاتصالات الروسية، التي تشن حملة منذ سنوات لحظر المنصات الغربية عبر الإنترنت وإنشاء "إنترنت سيادي، في بيان إن الوصول إلى ديسكورد مقيد "لمنع استخدامه لأغراض إرهابية ومتطرفة، وتجنيد المواطنين لارتكابها، وبيع المخدرات، وفيما يتصل بنشر معلومات غير قانونية".

تليغرام أيضاً؟

يشار إلى أن قرار حظر تطبيق ديسكورد جاء بعد أسابيع قليلة من مناقشة مدونين عسكريين روس ما إذا كانت الحكومة ستتحرك أيضًا لإغلاق تطبيق تليغرام للمراسلة بعد اعتقال مؤسسه، بافيل دوروف، من قبل فرنسا.

وقد استخدم الجنود الروس تليغرام على نطاق واسع لتنسيق العمليات في أوكرانيا وجمع المعدات المفقودة.

أما Discord فتم إنشاؤه لتزويد اللاعبين وعشاق الرياضة الإلكترونية بمنصة موثوقة للتواصل الصوتي والنصي لجلسات الألعاب.

 

قراءة المزيد

مؤتمر باريس: دعم دوليّ واسع لتغيير النظام الإيراني... ونداء لإنهاء نفوذ طهران في سوريا ولبنان

مؤتمر باريس: دعم دوليّ واسع لتغيير النظام الإيراني... ونداء لإنهاء نفوذ طهران في سوريا ولبنان

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت 17 أيار/مايو 2025، انعقاد مؤتمر "إيران الحرة 2025"، بحضور حاشد من البرلمانيين والسياسيين من المملكة المتحدة وكندا وأيرلندا ومالطا وسويسرا ورومانيا والبرتغال وهولندا، وذلك لدعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. وقد عبّر المؤتمر عن دعم واسع النطاق للمجلس

الحوثيون وإيران: وهم القوة الوكيلة وجمود الصراع الإقليمي

الحوثيون وإيران: وهم القوة الوكيلة وجمود الصراع الإقليمي

يعيش اليمن، بفضل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، حالة من الفوضى المستمرة، حيث تُفاقم هجماتهم على الشحن البحري والمدنيين اليمنيين الأزمة الإنسانية. النظام الإيراني، الذي يُروج لسياسة إشعال الحروب عبر وكلائه، يجد نفسه في مأزق استراتيجي، حيث باتت قواه الوكيلة، بما في ذلك الحوثيون، عاجزة عن تحقيق أهدافه

إيران: ضغوط دولية تُفضح النظام وتُلهم ثورة الشعب

إيران: ضغوط دولية تُفضح النظام وتُلهم ثورة الشعب

في ظل تهديدات بتفعيل “الآلية الزناد” الأوروبية، يعيش النظام الإيراني حالة من الذعر، كما عبر عنها سعيد بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في 19 مايو 2025. هذه المخاوف تكشف نظامًا متهاويًا يواجه في الداخل غضبًا شعبيًا متصاعدًا يطالب بإسقاطه. الاحتجاجات العارمة، التي تجتاح مدن إيران،

إيران وحزب الله: شبكات المخدرات تُدمر المنطقة وتُشعل غضب الشعب

إيران وحزب الله: شبكات المخدرات تُدمر المنطقة وتُشعل غضب الشعب

تحت ظل نظام خامنئي، تحولت إيران وحليفها حزب الله إلى مركز رئيسي لتجارة المخدرات، مُغرقين سوريا والمنطقة بحبوب الكبتاغون ومواد مخدرة أخرى. هذه التجارة، التي كشفت تقارير دولية عن دورها في تمويل أنشطة تخريبية، تُفاقم عدم الاستقرار الإقليمي، بينما يُؤجج فساد النظام غضب الشعب الإيراني الذي يطالب