قطر تكشف عن وساطة اللحظات الأخيرة لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن قطر بذلت جهوداً مضنية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بالرغم من الضربات الصاروخية التي وجهها الحرس الثوري الإيراني إلى قاعدة «العديد» الجوية في قطر.
وقال آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الذي يزور الدوحة، «فيما يتعلق بموضوع وقف إطلاق النار، بذلت دولة قطر جهوداً كبيرة من خلال الاتصالات التي أجراها سمو الأمير مع كل من الجانب الأميركي والرئيس الإيراني، في سبيل التوصل إلى اتفاق يضمن استقرار وقف إطلاق النار».
وأضاف: «نجاح هذا المسار يبقى في نهاية المطاف مرهوناً بإرادة والتزام الأطراف المعنية».
وكشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن اتصال أجراه أمير قطر بالرئيس الإيراني، وقال: «جرى اتصال من سمو الأمير مع الرئيس الإيراني، أكد خلاله أن دولة قطر، باعتبارها دولة جارة، لطالما سعت للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».
وأضاف: «رغم كل المحاولات التي تسعى لتأجيج الوضع، فإن قطر ستواصل التعامل مع الأحداث بعقلانية وحكمة».
لكنه أكد أن القصف الصاروخي الإيراني على قطر انتهاك لسيادة الدولة، وقال: «إن ما حدث يُعد مساساً بسيادة دولة قطر، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة لحماية أمن البلاد وحقوقها السيادية، وفقاً للقانون الدولي والمواثيق المعتمدة».
وشدد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري على أهمية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كما دعا الولايات المتحدة وإيران للعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات، وقال: «نتمنى أن يستمر وقف إطلاق النار وفقاً لما تم الاتفاق عليه، ونحث الجانبين الأميركي والإيراني على العودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي شامل، وهو ما سعت إليه دولة قطر باستمرار».
وأضاف: «نحن نؤمن بأهمية العمل من أجل منطقة آمنة ومستقرة، خالية من الأسلحة النووية، في ظل اتفاق عادل يضمن مصالح جميع الأطراف. كما نؤكد أن إيران، باعتبارها دولة جارة، نرغب لها الأمن والاستقرار والنمو، في إطار من التفاهم والتعاون الإقليمي البناء».
وقال آل ثاني إنه «يجب أن نتعامل مع الأحداث في المنطقة دائماً بروح المسؤولية وبعين الحكمة. فما نشهده من اعتداءات إسرائيلية متكررة على المنطقة وإيران يُنذر بمزيد من التصعيد ويفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة. إن استمرار هذا النهج العدائي يجرّ المنطقة إلى مسارات أكثر تعقيداً وخطورة، ويهدد الأمن والسلم الإقليميين بشكل كبير».
وحول نجاح الدفاعات الجوية القطرية في التصدي للصواريخ الإيرانية، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «الرسالة التي تؤكدها قطر اليوم بوضوح هي أن لديها القدرات الكاملة لحماية أمنها والدفاع عن أرضها وشعبها».
وأضاف: «أثبتت القوات المسلحة القطرية كفاءتها وجاهزيتها العالية، وأرسلت رسالة قوية للجميع بأن دولة قطر قادرة على الدفاع عن نفسها، وعن مواطنيها والمقيمين على أرضها بكل قوة واقتدار».
وقال إن القوات المسلحة القطرية قامت «بعمل بطولي في التصدي لهذا الهجوم»، حيث تمكنت من اعتراض وإسقاط جميع الصواريخ المعادية باستثناء صاروخ واحد فقط. هذا الأداء يعكس مستوى الجاهزية والاحترافية العالية التي تتمتع بها قواتنا المسلحة، ويؤكد قدرتها على حماية أمن الوطن وسيادته بكل كفاءة واقتدار.
كما أدان رئيس الوزراء القطري الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وقال: «ندين بوضوح وصراحة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، والاعتداءات على السيادة اللبنانية».
وأضاف: «نؤكد أن هذه الأفعال مرفوضة ومدانة، وندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته ووقف هذه التحركات الإسرائيلية غير المسؤولة التي تهدد استقرار المنطقة».