نيويورك بوست: "بايدن يجازف بإشعال حرب عالمية ثالثة"
علّقت صحف عالمية على تحركات مكثفة للإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، ونشرت صحيفة نيويورك بوست مقالا للكاتب مايكل غودوين، تحت عنوان "بايدن يلعب بالنار ويجازف بإشعال حرب عالمية ثالثة".
واستهل غودوين بالقول إن الرؤساء الأمريكيين منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948 يحاولون الابتعاد عن السياسات التي قد تعرّض وجود الدولة العبرية الصغيرة للخطر.
ورأى الكاتب أن هؤلاء الرؤساء اتبعوا في نهجهم هذا قاعدة غير مدوّنة، لأنهم جميعا وقفوا على حقيقة راسخة هي أنه "إذا باعدتْ أمريكا بينها وبين إسرائيل، فإن دول الجوار المحيطة بالدولة العبرية ستقوم بمحوها من الوجود".
ولفت غودوين إلى اتفاقيات سلام أبرمتها إسرائيل مع كل من مصر والأردن، وإلى اتفاقات أبراهام التي اعترفت عبرها أربع دول في المنطقة بإسرائيل وأقامت معها علاقات اقتصادية ودبلوماسية وأمنية.
لكنه استدرك قائلا إن هذه الانفراجات لا تعني زوال التهديد الوجودي عن إسرائيل؛ لأن هذا الهدف باتت تتبناه جماعات مثل حماس وحزب الله وأنصار الله الحوثيين وغيرها من الحركات "الإرهابية"، بحسب وصف الكاتب.
وأكد غودوين أن الراعي الرسمي لتلك الجماعات هي إيران، التي تتولى مهام تمويل تلك الجماعات وتوجيه عملياتها العدوانية التي لا تنتهي ضد ما تسميه طهران الشيطان الأصغر [إسرائيل].
هذه المقدمة كانت ضرورية من وجهة نظر صاحب المقال للوقوف على ماهية وشدة المخاطر التي تكتنف خطوات الرئيس بايدن الأخيرة.
وقال غودوين إن بايدن شرع في اتخاذ خطوات من شأنها أن تترك إسرائيل تحت تهديد غير مسبوق في تاريخها، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي ينفّذ ذلك بخطى سريعة قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة لكي يؤمّن لنفسه فترة رئاسية ثانية.
ومن هذه الخطوات، بحسب الكاتب: دفْع إسرائيل إلى قبول هدنة في غزة؛ وإلى قبول قيام دولة فلسطينية، وذلك استرضاءً للناخبين المسلمين في أمريكا وكذلك للشباب الراديكاليين في قواعد الحزب الديمقراطي.
ولكي يُقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالخطوتين [اللتين يرفضهما بشدة]، يُغري بايدن نتنياهو بصفقة تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وستستفيد السعودية من هذه الصفقة بالحصول على تكنولوجيا نووية مدنية أمريكية، فضلا عن الحصول على وعد بحماية عسكرية للمملكة.
ويريد بايدن، بحسب الكاتب، إنجاز كل تلك الأهداف قبل حلول الصيف المقبل بحيث يمكنه في سباق الانتخابات الرئاسية أن يستند على عدد من الإنجازات منها: وقف الحرب في غزة، والتطبيع بين السعوديين والإسرائيليين، وإعلان قيام دولة فلسطينية.
ورأى صاحب المقال غودوين أن بايدن في سبيل أهدافه تلك لا يبالي بموقف إسرائيل الرافض، ولا بالعديد من العقبات الحقيقية والتي يتمثل أكبرها في إيران – التي لم تُظهر لبايدن مبررا واحدا للاعتقاد بأنها تخلّت عن طموحاتها النووية وعن هدفها الخاص بمحو إسرائيل من الوجود.
ورأى الكاتب أن إيران لا تجد مبررا لوقف عدوانها بالوكالة على إسرائيل ومن ثم زعزعة استقرار المنطقة؛ فهي لا تدفع ثمنا مباشرا، كما أن معظم القتلى من العرب وليسوا من إيران، بما يشجع الأخيرة على "مواصلة قتال إسرائيل حتى آخر مرتزِق عربي"، على حد تعبير صاحب المقال.
وخلص الكاتب إلى القول إن أيا من إيران أو وكلائها لا يهتمون بمعاهدات لترسيم حدود أو بتدشين علاقات تجارية مع إسرائيل، وإنما ينصبّ اهتمامهم بمسألة الوجود الإسرائيلي من أساسه في المنطقة، وفي سبيل ذلك تعهدت حماس بتكرار هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
واختتم غودوين قائلا: "في ظل هذه الظروف، يأتي بايدن ويلعب بالنار التي قد تلتهم الشرق الأوسط وتؤسس لبداية حرب عالمية ثالثة".