انتخابات تركيا.. عين المعارضة على أم المعارك في إسطنبول
مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا بعد 3 أيام، تبدو المنافسة شرسة بين التحالف الحاكم في البلاد والذي يضمّ حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" اليميني، وحزب "الشعب الجمهوري" الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي، في إسطنبول والعاصمة أنقرة.
ورغم أن بلدية العاصمة تحظى بأهمية كبيرة، فإن إسطنبول تتفوق عليها لاسيما أن مسيرة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان بدأت من رئاسة بلديتها قبل أن يصعد نجمه.
استعادة إسطنبول
علماً أن الحزب الحاكم الذي يتزعّمه أردوغان يسعى بكل قوته ونفوذه السياسي والاجتماعي إلى استعادة بلدية إسطنبول من الرئيس الحالي أكرم إمام أوغلو، حيث بدأ بالضغط على الأخير مباشرة بعد فوزه بجولة رئاسية ثالثة في انتخابات مايو/أيار الماضي.
وفي هذا السياق، أوضح مدير مركز تركي للأبحاث واستطلاعات الرأي، أن لدى حزب المعارضة الرئيسي الذي يقوده أوزغور أوزال، فرصة للحفاظ على رئاسة بلديتي العاصمة أنقرة وإسطنبول.
وأضاف كمال أوزكيراز، مدير مركز "أوراسيا" الذي يُجري بشكلٍ دوري استطلاعات للرأي لـ"العربية.نت" أن "تركيا تعيش في أجواء انتخابية منذ مدة، لكن المنافسة الشرسة بين التحالف الحاكم وحزب الشعب الجمهوري تظهر على وسائل الإعلام فقط".
كما رأى أن "حزب المعارضة الرئيسي في وضع يسمح له بالفوز برئاسة بلديتي هاتين المدينتين الكبيرتين إسطنبول وأنقرة رغم حل التحالف الذي تم تشكيله خلال فترة الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري، إلا أن تحالف الناخبين المعارضين مستمر. وهناك انتقادات جديّة لأردوغان وتحالفه من قاعدته الانتخابية". وتابع قائلا "هناك شريحة من أنصار التحالف الحاكم سيصوتون على الأرجح للمعارضة، وهي تضمّ المتقاعدين والتجار، وهم الشريحة التي يحصل منها أردوغان على أكبر عدد من الأصوات في العادة ولكنهم الآن ضده، بسبب انخفاض الرواتب بشكلٍ كبير، والتضخم المرتفع للغاية، والفائدة، وتباطؤ التجارة".
المعركة في إسطنبول
من جهته، اعتبر مدير مركز آخر لاستطلاعات الرأي أن "المعركة الانتخابية" هي في إسطنبول فقط نظراً لعدد المتنافسين على رئاسة بلديتها وهو 46 مرشحاً.
وقال أوزار سانجر، الأكاديمي التركي ومدير مركز "ميتروبول" الشهير للأبحاث واستطلاعات الرأي لـ"العربية.نت" إن "نتيجة انتخابات بلدية إسطنبول تقف على أصوات ناخبي الحزب المؤيد للأكراد"، لافتاً إلى أن "موقعهم يحدّد الفائز برئاسة البلدية".
يذكر أن الحزب الحاكم يسعى منذ سنوات لاستعادة بلدية إسطنبول، التي خسرها في انتخابات عام 2019، حيث اختار مراد قوروم مرشحاً له لمواجهة رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو.
وستقام هذه الانتخابات يوم الأحد المقبل في 31 مارس/آذار الجاري، وحتى الآن ترجح أحدث استطلاعات الرأي إمكانية فوز مرشحي المعارضة في إسطنبول وأنقرة برئاسة كلتا البلديتين مجدداً.
ويشارك في هذه الانتخابات عشرات المرشّحين المستقلين إلى جانب آخرين ينتمون إلى 36 حزباً سياسياً في عموم البلاد، أبرزها "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري" و"المساواة: و"ديمقراطية الشعوب" المؤيد للأكراد و"الرفاه الجديد" و"الجيد" الذي يُعرف أيضاً بحزب "الخير".