انتخابات رئاسيّة في ليتوانيا: الدورة الثانية تحسم الاختيار بين نوسيدا وسيمونيت

انتخابات رئاسيّة في ليتوانيا: الدورة الثانية تحسم الاختيار بين نوسيدا وسيمونيت

يدلي الليتوانيون، الأحد، بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية للاختيار بين الرئيس المنتهية ولايته غيتاناس نوسيدا ورئيسة وزرائه إينغريد سيمونيت، بعد حملة انتخابية ركّزت على قضايا الدفاع والأمن في مواجهة روسيا المجاورة.

ويتفق المرشحان على ضرورة أن ترفع الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والتي يبلغ عدد سكانها 2,8 مليوني نسمة، إنفاقها العسكري لمواجهة "تهديد" موسكو.

ويبدو نوسيدا، وهو مصرفي سابق في الستين، الأوفر حظاً للفوز بولاية رئاسية جديدة من خمسة أعوام. وتوقّع الحصول على 75 بالمئة من الأصوات في الدورة الثانية.

وفي الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 38,97 بالمئة، وفقا للجنة الانتخابية.

ونال الرئيس المنتهية ولايته 44 بالمئة من أصوات المقترعين في الدورة الأولى، متقدماً على سيمونيت التي نالت 20%.

ولم تجرَ استطلاعات للرأي منذ الدورة الأولى التي أقيمت في 12 أيار.

وتخوض سيمونيت (49 عاماً)، وهي مرشحة الحزب المحافظ، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية بعدما خسرت أمام نوسيدا في الدورة الثانية عام 2019.

ويتشارك الرئيس مع الحكومة وضع السياسة الخارجية للبلاد ويمثّلها في قمم حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. لكن يتوجّب عليه أن يتشاور مع الحكومة والبرلمان في تعيين الموظفين الكبار في الدولة.

وفي حين تتشابه مواقف المرشحَين بشأن قضايا الدفاع، تختلف وجهات نظرهما بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية مثل العلاقة مع الصين، والتي تشهد توترا منذ أعوام بسبب تايوان.

ودعا نوسيدا، في رسالة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، الناس إلى انتظار نتائج الانتخابات في حديقة القصر الرئاسي، ما دفع مفوضية الانتخابات إلى تحذيره من انتهاك الصمت الانتخابي.

لكن المتحدث باسم الرئيس، ريداس جاسيوليونيس، قال لوسائل إعلام محلية إن الرئيس لن يحذف منشوره من فيسبوك.

ومن جانبها، لم تتحدث سيمونيت الأحد.

  • بين الذكاء والحقوق -
    وحضر بعض الليتوانيين باكراً الى مراكز الاقتراع في فيلنيوس. وقال أرتوراس سامويلينكو إنه يؤيد سيمونيت لأنها "الأفضل بين الاثنين".

وتابع الرجل البالغ 34 عاماً وهو متخصص في قطاع الإعلان ان رئيسة الوزراء الحالية "ستدعم بشكل أكبر حقوق الإنسان".

من جهتها، اختارت المتقاعدة أوسرا فيسنييوسكيني التصويت لصالح نوسيدا "فهو رجل ذكي، يتحدث لغات عدة، متعلّم، مصرفي". وتابعت السيدة البالغة 67 عاماً "أريد رجلاً يتولى القيادة، خصوصاً متى كان التهديد بالحرب كبيراً الى هذا الحد".

كذلك أعلنت أولغا سوكولوفسكا (34 عامًا) العاملة في روضة أطفال، أنها صوتت لصالح نوسيدا. وقالت "أحب أفكاره، ورؤيته بشأن الأسرة، وطريقة تعامله مع الناس".

أما سايدا (37 عاما) فاختارت سيمونيت "لأنها حاسمة". وقالت "قد تكون أكثر تصادمية، لكنها تدافع عن نفسها بشكل أفضل من نوسيدا".

وتخشى الجمهورية السوفياتية السابقة في البلطيق - البالغ عدد سكانها 2,8 مليون نسمة وتُحيط بجيب كالينينغراد الروسي حيث الوجود العسكري الكبير - من أن تكون الهدف المقبل لموسكو في حال خرجت منتصرة من حربها في أوكرانيا.

وليتوانيا هي من الداعمين الأساسيين لأوكرانيا في مواجهة الغزو. ويشكّل الانفاق الدفاعي 2,75 بالمئة من إجمالي الناتح المحلي لفيلنيوس. وهذا الأسبوع، تقدمت حكومة سيمونيت باقتراحات لرفعه الى ثلاثة بالمئة.

وتعتزم الحكومة استخدام هذه الزيادة لشراء دبابات وأنظمة دفاع جوي إضافية، واستضافة كتيبة ألمانية في ظل عزم برلين على نشر نحو خمسة آلاف من جنودها بحلول العام 2027.

  • خلافات بشأن تايوان -
    وأدت العلاقات المتوترة بين نوسيدا وحزب سيمونيت المحافظ الحاكم، الى نقاشات في بعض الأحيان بشأن السياسة الخارجية لليتوانيا، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقة مع الصين.

وتوترت العلاقات الديبلوماسية في 2021 عندما أجازت فيلنيوس لتايوان فتح ممثلية دبلوماسية تحمل اسم الجزيرة عوضاً عن الإجراء المعتمد تقليديا باستخدام اسم العاصمة تايبيه لتجنّب إثارة غضب بكين.

وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها الى كنفها بالقوة إن لزم الأمر. وردّاً على إجراء فيلنيوس، خفّضت الصين مستوى العلاقة مع ليتوانيا وأوقفت استيراد منتجاتها.

وأثارت الخطوة جدلاً بين السياسيين الليتوانيين، وطالب بعضهم بتصحيح العلاقة مع الصين لصالح الاقتصاد المحلي. وفي حين يؤيد نوسيدا تغيير اسم الممثلية التايوانية، ترفض سيمونيت هذا الأمر.

الا أن الناخبين يبدون اهتماماً أكبر بمواقف المرشحين في مجال السياسة الاقتصادية وحقوق الانسان.

ويعرف عن سيمونيت حسّها الفكاهي وأنها تكتب بنفسها منشوراتها على منصات التواصل الاجتماعي. وهي تحظى بدعم أكبر لدى الناخبين الليبراليين في المدن الكبرى، إضافة للمحافظين.

وتدعم خصوصا الارتباط بين أشخاص من الجنس نفسه، وهي مسألة لا تزال تثير حساسية في البلاد حيث غالبية السكان من المسيحيين الكاثوليك.

وقالت سيمونيت لدى إدلائها بصوتها الأحد "أرغب في رؤية تقدّم أسرع، انفتاح أكبر... تسامح أكبر حيال الأشخاص المختلفين عنا".

أما نوسيدا، فيبدي موقفاً معتدلاً بشأن كل القضايا تقريباً، لكنه ما زال محافظاً في ما يتعلق بحقوق المثليين.

وقال أثناء الإدلاء بصوته إن "الأعوام الخمسة الماضية أظهرت أنني حاولت تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي".

وتغلق مراكز الاقتراع عند الساعة 17,00 ت غ.

قراءة المزيد

العليمي يحذّر: تصعيد المجلس الانتقالي يهدد وحدة اليمن

العليمي يحذّر: تصعيد المجلس الانتقالي يهدد وحدة اليمن

حذّر رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي بلغت "مرحلة بالغة الخطورة" خلال الأسبوع الجاري، متهماً إياه بدفع مؤسسات وأجهزة الدولة إلى إصدار بيانات تؤيد تقسيم البلاد وخلق سلطة موازية بالقوة. العليمي يدعو "المجلس الانتقالي" إلى تغليب

الإدارة الذاتية:استمرار الاحتكاكات يضع اتفاق الشرع وعبدي على المحك

الإدارة الذاتية:استمرار الاحتكاكات يضع اتفاق الشرع وعبدي على المحك

قال سيهانوك ديبو، المسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن الأوضاع في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب تسير باتجاه التهدئة، في ظل الجهود المبذولة لاحتواء التوتر. وأوضح ديبو، في تصريحات لـ"العربية/الحدث"، أن استمرار حالة التوتر من شأنه أن يشكل تهديداً لاتفاق 10 مارس الموقع بين

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

أعلن الجيش الأوكراني، مساء اليوم الثلاثاء، انسحابه من بلدة سيفرسك، شرق البلاد، بعدما كانت القوات الروسية أعلنت في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي السيطرة عليها. وجاء في منشور لهيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني عبر تطبيق «تلغرام»: «حفاظاً على أرواح جنودنا والقدرات القتالية لوحداتنا، انسحب المدافعون الأوكرانيون من البلدة». وجاء في

اختراق طبي: علاج جديد يستهدف بدايات مرض الزهايمر

اختراق طبي: علاج جديد يستهدف بدايات مرض الزهايمر

أعلن باحثون في جامعة نورث ويسترن (شمال شيكاغو) أن مركّبا تجريبيا صغير الجزيء (دواء) يُدعى NU-9 — ويُطوَّر تجاريا باسم AKV9 عبر شركة "Akava Therapeutics"، نجح في تقليل تغيرات دماغية مبكرة مرتبطة ببدايات الزهايمر، عندما أُعطي قبل ظهور الأعراض في نموذج حيواني. المهم هنا