"انتفاضة ٢٠ يونيو: شرارة الثورة تتصاعد في وجه القمع"

في استمرار لحملة ٢٠ يونيو التي شملت عشرات العمليات لكسر جدار القمع، وفي عشية الذكرى الرابعة والأربعين لانطلاقة المقاومة الثورية الشاملة، أشعل “شباب الانتفاضة” نيران الغضب في وجه نظام الملالي، محولين ليل المدن الإيرانية إلى نهار من خلال لهيب الثورة. هذه الحملة، التي بدأت في ٨ يونيو بعمليات جريئة في مدن كرمانشاه، وأرومية، وشيراز، وطهران، وزاهدان، وصلت إلى ذروتها في الأيام التي سبقت ٢٠ يونيو، حيث تصاعدت الأنشطة لتشمل إحراق صور ولافتات خامنئي، ورفع لافتات المقاومة على الجسور، وعرض الصور الضوئية، وممارسات ثورية أخرى. وفي يوم الجمعة، ٢٠ يونيو، وجه الثوار البواسل تحية نارية للشهداء وصانعي الانتفاضات، عبر استهداف رموز الطغيان وأدوات القمع بقنابل المولوتوف في أنحاء البلاد.
لقد استهدفت نيران الغضب بشكل مباشر الرموز الأكثر بشاعة للديكتاتورية الدينية. ففي طهران، تم إحراق لوحة إعلانية ضخمة تحمل صورة خامنئي. وفي مشهد، طالت النيران لافتة تجمع بين صورتي خميني وخامنئي. كما تم إحراق النصب التذكاري للجلاد قاسم سليماني في كل من مشهد وكرمان، في رسالة واضحة بأن الشعب الإيراني يرفض قتلة أبنائه ورموز الإرهاب والتطرف. إن إحراق هذه الرموز تحت أعين الكاميرات الأمنية لقوات الحرس، هو إعلان صريح عن قدرة وكفاءة صانعي الانتفاضة، وعجز “الخليفة” المتعطش للدماء عن فرض سيطرته.
ولم تقتصر العمليات على حرق الرموز، بل امتدت لتشكل ضربات موجعة للبنية التحتية للقمع والفساد. فقد نفذ شباب الانتفاضة سلسلة من عمليات إضرام النار الجريئة التي هزت أركان النظام. شملت هذه العمليات إحراق مقرين للباسيج في طهران، وأربعة مقار أخرى في نظر آباد بالبرز. كما طالت النيران جهاز “قضاء الجلادين” المسؤول عن إصدار أحكام الإعدام، بأربع عمليات في رودبنه بمحافظة جيلان، وعمليتين في فولاد شهر، وثلاث عمليات استهدفت القضاء العسكري في الأهواز، بالإضافة إلى عمليتين في بهبهان وعملية في كرمانشاه. وفي استهداف مباشر لمراكز النهب، تم إحراق مقر “لجنة إمداد خميني الملعون” في أصفهان و”مؤسسات النهب والفساد” في سلماس، بالإضافة إلى “حوزات الجهل والجريمة” التي تنتج التطرف في علي آباد كتول.
إن هذه الشبكة الواسعة من العمليات، التي شملت أيضاً إضرام النار في قواعد الباسيج في مشهد وخرم آباد وسردشت وكياشهر، ومهاجمة مبنى المحافظة في سبزوار، ومراكز التجسس التابعة للحرس ووزارة المخابرات في طهران وسرباز، والبلديات الناهبة في شيراز، ترسم صورة واضحة لنضال لا هوادة فيه.
لقد أضاء الثوار الأبطال، بإحراقهم لرموز خامنئي الضحاك وتوجيه ضربات نارية لمؤسساته، مصباح “النار” الهادي للشعب المقهور في قلب ظلمات الديكتاتورية الدينية. وفي مواجهة نظام الإعدام والمجازر، فإن الرسالة الواضحة لذكرى ٢٠ يونيو هي: الانتفاضة والنار والصمود حتى النصر.
الطريق إلى المستقبل: التغيير الحقيقي بيد الشعب والمقاومة
وفي ظل هذه المعركة المتواصلة، تتجلى الحقيقة بأن الحل الجذري لمشاكل الشعب الإيراني لن يأتي من الخارج ولا من المفاوضات مع النظام القمعي، بل من إرادة الشعب نفسه ومن مقاومته المنظمة. إن استمرار هذه الانتفاضات والعمليات البطولية يؤكد أن التغيير الحقيقي لا بد أن يكون عبر إسقاط النظام الديني الاستبدادي، وبناء نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على فصل الدين عن الدولة، واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
هذا هو الخيار الذي يعبر عن تطلعات ملايين الإيرانيين الذين يرفضون الاستسلام للظلم، ويؤمنون بأن مستقبل إيران الحرّة والمزدهرة سيكون من صنع أيديهم، عبر مقاومة منظمة وشجاعة، تضمن انتقال السلطة إلى الشعب وتحقق الحرية والكرامة لكل أبناء الوطن.