على وقع تصاعد التوتر بشكل متزايد مؤخرا بين روسيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إثر اختراق عشرات المسيرات الروسية الأجواء البولندية، اتهم الكرملين اليوم الجمعة أوروبا بعرقلة "جهود السلام في أوكرانيا".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن "الأوروبيين يعرقلون جهود التهدئة وهذا ليس خفيا على أحد". وأضاف أن "أوروبا الغربية تتخذ موقفا عدائيا تجاه بلادنا وهذا يؤدي إلى "انفعالات زائدة".
كما أشار إلى أن "أوروبا كجزء من حلف شمال الأطلسي هي التي تقدمت نحو حدود روسيا"، حسب قوله.
"أداة للمواجهة"
إلى ذلك، أعلن توقف المفاوضات بين موسكو وكييف حالياً، رغم وجود قنوات اتصال بين مجموعات التفاوض، حسب ما نقلت وكالة تاس.
وشدد على أن حلف "الناتو يشكل أداة للمواجهة وليس للسلام والاستقرار" وفق تعبيره.
أتت تلك التصريحات فيما استدعى الاتحاد الأوروبي القائمَين بالأعمال في سفارتي روسيا وبيلاروس لدى الاتحاد، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس". وقال ممثل رسمي للاتحاد الأوروبي، إن هذا الاستدعاء مرتبط بحادثة الطائرات المسيرة في بولندا.
كما جاءت بعدما أثار اقتحام أكثر من 20 مسيرة روسية الأجواء البولندية قبل يومين، غضباً أوروبيا واسعا، واستنفاراً أيضاً من قبل حلف الناتو الذي تعتبر بولندا عضوا فيه.
فيما أكدت روسيا أنها لم تكن تنوي أو تخطط لقصف أي أهداف بولندية، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، دعم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الناتو على رأسهم أميركا كييف بقوة، وفرضت الدول الغربية عدة حزم من العقوبات على موسكو.
إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعى بعيد توليه الرئاسة في ولايته الثانية إلى جمع الطرفين الروسي والأوكراني من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ 2022. والتقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لهذا الغرض في ألاسكا منتصف أغسطس الماضي.
إلا أن هذا الاجتماع الثنائي الذي وصف من قبل الطرفين بالإيجابي جداً، لم يفلح حتى الآن في جمع بوتين والرئيس الأوكراني فولدومير زيلينكسي من أجل التفاوض حول السلام.