مريم رجوي في البرلمان الأوروبي: الحرب الحقيقية في إيران بين شعب يطالب بالحرية ونظام يترنح

على وقع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، وتحديدًا التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل منذ فجر يوم الجمعة 13 يونيو، ألقت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كلمة مؤثرة في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ، أكدت فيها أن الحرب الحقيقية في إيران ليست تلك الجارية في سماء الإقليم، بل هي حرب الشعب الإيراني ضد نظام الفاشية الدينية المستمر منذ 44 عامًا.
“الحرب الحقيقية بدأت في 1981...”
رجوي ربطت بين الأحداث الجارية والتاريخ الطويل من القمع والاستبداد، مؤكدة أن التصعيد العسكري الحالي هو نتيجة مباشرة لسياسات المساومة والاسترضاء الغربية تجاه النظام الإيراني. وقالت:
"السلام والأمن الدائم في هذه المنطقة لن يتحققا إلا بتغيير النظام الإيراني على يد الشعب والمقاومة."
الملف النووي: جوهر النزاع
وأكدت أن القضية الرئيسية في إيران اليوم لا تقتصر على البرنامج النووي، بل على طبيعة النظام نفسه. وقالت إن نظام الملالي "غير قابل للإصلاح"، ويستخدم الإرهاب والتطرف والإعدامات كسلاح لإبقاء قبضته على الحكم.
رجوي ذكّرت بأن مجاهدي خلق هم من كشفوا لأول مرة في 2002 عن منشآت إيران النووية السرية، ما دفع الغرب إلى إدراك خطورة المشروع النووي الإيراني. وأضافت:
"قلنا منذ البداية: لا للمساومة، لا للحرب، بل التغيير على يد الشعب والمقاومة المنظمة."
الإعدامات والتجاهل الدولي
وأشارت رجوي إلى أن أكثر من 1350 إعدامًا نُفذوا منذ تولي بزشكيان الرئاسة في أغسطس 2024، في ظل صمت دولي وغربي مخزٍ. كما لفتت إلى أن إيران اليوم تشهد احتجاجات شعبية يومية من مختلف شرائح المجتمع، رغم حملة القمع الشرسة.
الخيار الثالث... لا للشاه ولا للملالي
رجوي رفضت العودة لأي شكل من أشكال الحكم الديكتاتوري، سواء كان دينيًا أو ملكيًا، مؤكدة أن الشعب الإيراني يريد الحرية وجمهورية ديمقراطية تعددية.
"لا لنظام الشاه، ولا لنظام الملالي. الشعب الإيراني لا يقبل الاستبداد."
كما أكدت أن لدى المقاومة الإيرانية بديلاً واضحًا، هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي قدم برنامجًا شاملاً لإيران المستقبل، يتضمن فصل الدين عن الدولة، إلغاء الإعدام، والمساواة بين المرأة والرجل.
دعوة للاعتراف الأوروبي
في ختام كلمتها، دعت رجوي البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء إلى:
الاعتراف الرسمي بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام.
دعم حق شباب الانتفاضة والمقاومة في مواجهة قوات القمع، وعلى رأسها الحرس الثوري.
في ظل صمت غربي وتواطؤ دولي على مدى عقود، وجّهت رجوي نداءً صارخًا من قلب أوروبا:
"آن الأوان للاعتراف بشرعية معركة الشعب الإيراني من أجل الحرية. لن يتحقق السلام في الشرق الأوسط ما دام هذا النظام قائمًا في طهران."
كلمتها جاءت تذكيرًا للعالم أن ما يحدث في الإقليم ليس سوى نتيجة لتجاهل جذور الأزمة في طهران، وأن الحل لا يكمن في الحروب ولا التفاوض، بل في التغيير الجذري من الداخل.