مقربٌ من خامنئي يترشح للرئاسة الإيرانية... من هو وحيد حقانيان؟

مقربٌ من خامنئي يترشح للرئاسة الإيرانية... من هو وحيد حقانيان؟

قدم اليوم السبت القائد العسكري السابق وحيد حقانيان الذي كان ناشطاً في الشؤون الخاصة بمكتب المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في السنوات الأخيرة، أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع عقدها في 28 يونيو/ حزيران المقبل بعدما أصبح المنصب الرئاسي شاغراً بعد حادث تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ووفاته في الـ19 من مايو/ أيار الماضي.
هل سيكون وحيد حقانيان المرشح المرغوب من قبل المرشد علي خامنئي؟ وهل سيحل محل قاسم سليماني وإبراهيم رئيسي، اللذين كان يرغب خامنئي في توحيد أسس نظامه من خلالهما؟
مقرب من خامئني
يعتبر حقانيان من أقرب الدوائر الأمنية الاستشارية لخامنئي، ولد عام 1962 في محافظة أصفهان وسط إيران، وكان مسؤولاً عن توصيل قرارات خامنئي ووجهات نظره إلى مختلف المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية حين اشتغاله في مكتب المرشد، وكان قائد دوريات "ثار الله" الأمنية للحرس الثوري الإيراني عام 1985 في طهران.
ولا توجد معلومات وافية عن حقانيان في وسائل إعلام إيرانية، ما دفع على ما يبدو صحافيين إلى مطالبته فور دخوله مقر وزارة الداخلية الإيرانية لتقديم أوراق ترشحه بإظهار هويته أمام كاميرات التصوير.
من هو وحيد حقانيان؟
يعرف حقانيان باسم "الحاج وحيد" أو "سردار وحيد" وكان من أقدم قادة قوات الأمنیة وقوات الحرس للنظام بعد الثورة.
وعمل لبعض الوقت كقائد لوحدة الاستخبارات في البحرية التابعة لقوات الحرس للنظام. تم نقله إلى فيلق القدس في أواخر الثمانينيات.
وكان أحد قادة فيلق القدس لمدة أربع سنوات. ثم عمل كمساعد لنائب مکتب بيت خامنئي لشؤون الأمنية والسياسية.
وله تاريخ في المشاركة في حرب إيرانية- العراقية، وفي عام 1987 أصيب بجروح بالغة في البطن والساق خلال عملية «بیت المقدس3» ، ولا تزال آثارها واضحة عليه عندما يمشي.
ويقال إنه يعيش جارا لبیت محمد محمدي کلبایکاني، رئيس مكتب خامنئي.
إنه أحد رجال الحرس القلائل الذين سرعان ما أصبحوا قادة بعد التحاقهم بحرس الملالي دون أن يكون لديهم خلفية عسكرية.
وفي مراسم الولاية الثانية لرئاسة محمود أحمدي نجاد، وسط دهشة الجميع، قام بتسليم حكم تنفيذ مرسوم الرئاسة إلى خامنئي ليقوم بتسليم المرسوم إلى أحمدي نجاد. وكان هذا العمل يقوم به عادة الرئيس السابق أو رئيس مجلس الخبراء أو من في وزنهم ومستواهم.
وكان له حضور بارز جداً في حفل تنصيب أحمدي نجاد في برلمان الملالي وكان في الصف الأول من البرلمان، بالضبط في وسط الصف الأول من القادة العسكريين، فبدا أن مقامه أعلى من جميع العسكريين الحاضرين، مثل فيروزآبادي وجعفري.
ويرافق خامنئي في جميع رحلاته وكان حاضراً في العديد من صور خامنئي المنشورة.
ويقول الناشط الدیني رضا عليجاني: إن معرفة وحيد حقاني بخامنئي تعود إلى عامي 1980 و1981. خلال هذه الفترة، كان وحيد حقانيان سائق عبد الله جاسبي، عضو المجلس المركزي لحزب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد فترة أصبح سائق علي خامنئي.
هناك صور متفرقة لوحيد حقانيان في عامي 1989 و1991، لكن الصورة الرئيسية له رسمها أبو الفضل فاتح، مستشار مير حسين موسوي، في 2009، الذي قال إنه عندما أخذت "الرسالة السرية" من موسوي إلى خامنئي، سلمت الرسالة إلى وحيد حقانيان. وقال: "لقد حذر وزارة الداخلية من كيفية إعلان فرز الأصوات"، لكن أحمدي نجاد هو الفائز.
وكان آخر منصب شغله هو النائب التنفيذي لبيت خامنئي. وفي 4 نوفمبر 2019، تم إدراجه على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
المناصب التي شغلها هي كما يلي:

  • عضو في الحرس الثوري وعضو في فريق عمل لجان الثورة الإسلامية (1979-1984)
  • قائد دورية ثار الله في الحرس الثوري (من 19۸۵ إلى 19۸۷)
  • رئيس وحدة الاستخبارات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني (غير معروف)
  • عضو فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني (1988 إلى 1992)
  • مساعد النائب السياسي والأمني لبيت خامنئي (1992 إلى 2000)
  • نائب الرئيس التنفيذي لبيت المرشد (2001-حتى الآن)
    سجل حقاني في قمع الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009
    كان وحيد حقانيان، بصفته نائبًا خاصًا للقيادة والمرشد، أحد مرتكبي قمع الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009.

دور وحيد حقانيان في السنوات الأخيرة
جاء في مقال عن حقانيان: "على الرغم من كثرة هذه الشائعات والآراء، منذ عام 2009، عندما أصبح دور وحيد حقانيان السياسي والتنفيذي علنيا، تمكن من الحفاظ على منصبه في مكتب خامنئي".
وفي السنوات الأخيرة، أصبح دور وحيد حقانيان في الشؤون التنفيذية أكثر بروزا.
منذ عام 2016 عندما زار مبنى بلاسكو المنهار وبعد فترة وجيزة ذهب إلى موقع حادث منجم آزادشهر في مقاطعة جلستان، وحتى في حفل الافتتاح لتكريم قاليباف، وقف إلى جانب حسن الخميني، أو في مراسم تشييع محسن حاجي، حيث جلس في الصف الأمامي، وبرز حضوره كممثل خاص لخامنئي بشكل غير مباشر.
وبالطبع، كان هذا التمثيل يأخذ شكلاً رسمياً في بعض الأحيان، مثل لقائه بوزراء الصناعة وتوجيه حكومة روحاني لإبلاغ رسالة خامنئي حول أزمة الورق، أو ذهابه إلى كرمانشاه لتحدي ضحايا الزلزال والعبارة الشهيرة "لعنك الله" التي قالها للنائب الأول للرئيس إسحاق جهانغيري بسبب کشفه عن ضعف أساسي في شركة مهر للأبنیة السکنیة التابعة للحرس الثوري الإيراني حیث انهارت اغلبها غضون الزلزال أو في حالة عقار «كلاك لواسان» الذي تبلغ قيمته 6 آلاف مليار تومان، والذي أمر صادق لاريجاني بمواصلة البناء فيه من خلال أكبر طبري، لكن أمر وقف البناء صدر عن وحيد حقانيان، واعتبر البعض تلك القضية بمثابة حرب بالوكالة بين حقانيان ولاريجاني.
إلا أن دوره الجديد لم يتسبب في تهميش المهام السياسية لوحيد حقاني. وفي منتصف مايو/أيار 2017، وردت أنباء عن توجهه إلى وزارة الداخلية، وعقد اجتماعا انتخابيا مع جهانغيري ورحماني فضلي. وبعد ثلاثة أشهر، وقف بين روحاني وخامنئي وسلم حكم التنفيذ الرئاسي.
وحيد حقانيان المثير للجدل
منذ قرابة أربع سنوات تقريباً، أي بعد الانتخابات الرئاسية السابقة، بدأ يتراجع دور حقانيان في مؤسسة القيادة وأصبح يغيب بالتدرج عن الأضواء حيث لم يعد يرافق المرشد خلال السنوات الأخيرة كما في السابق. حينها، كتب حقانيان مقالاً حول الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، نشرته وسائل إعلام إيرانية، ما أثار غضب وانتقادات أوساط محافظة ووسائلها الإعلامية. قال حقانيان في مقاله إن وجود المرشحين الآخرين إلى جانب رئيسي كان "مدداً ربانياً"، مضيفاً أن هؤلاء المرشحين ضحوا بأنفسهم لأجل الثورة الإسلامية، حيث قال إنه "في ظل الظروف الناتجة من رفض الترشيحات (من قبل مجلس صيانة الدستور)، ومقاطعة الانتخابات عن طريق الأجانب وحتى أحمدي نجاد، لو كان هؤلاء المرشحون الثلاث قد انسحبوا من السباق بعد انسحاب مرشحين آخرين لكان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى لو كانت الداخلية ترفض ذلك"، أي طلبات انسحابهم.
"ترشح بقرار شخصي"
وأكد وحيد حقانيان في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أنه ترشح بقرار شخصي، قائلاً إن تجاوز هذه المرحلة "التاريخية" والأزمات الناتجة من النظام العالمي الجديد في حاجة إلى استغلال "العقل الجماعي والمشاركة الواسعة للشعب واستخدام القدرات المادية والمعنوية للبلاد". وانقطع التيار الكهربائي لدقائق أثناء كلمة حقانيان في مقر وزارة الداخلية الإيرانية، ما دفعه إلى القول "آمل ألا يكون ذلك متعمداً"، مضيفاً أنه على معرفة كاملة بقضايا البلاد، وداعياً إلى ضرورة أن يكون لعقلاء إيران مكانتهم.

وشدد حقانيان على أنه طيلة مسيرة عمله خلال 45 عاماً في المواقع العليا للمنظومة الإدارية والتنفيذية وصناعة القرار في البلاد لم ولن يكون عضواً في الأحزاب ولا منتمياً إلى التيارات السياسية في البلاد، قائلاً إنه تمكن من خلال مشاركته المباشرة في الحرب الإيرانية العراقية وعمليات الاستجابة لأزمات بيئية مثل السيول والزلازل من نسج "علاقات كافية مع جميع أطياف المجتمع" ومعرفة مواطن القوة والضعف والنواقص. وأكد أن ما دفعه إلى الترشح هو "المرحلة التاريخية المهمة" التي تمر بها إيران والعالم، مضيفاً أن بلاده اليوم في حاجة إلى "فن الإدارة" لتوظيف قدرات جميع المواطنين والمسؤولين وأصحاب الفكر والرأي فيها.

وحيد حقانيان (يمين) بجانب خامنئي فوق جثمان هاشمي رفسنجاني
حقانيان يزور المناطق المتضررة من الزلزال في غرب إيران خريف 2017
وحيد حقانيان بجانب علي خامنئي

قراءة المزيد

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

مقتل وزير اللاجئين الأفغاني بتفجير انتحاري استهدف وزارته

قُتل وزير اللاجئين الأفغاني في حكومة «طالبان» خليل الرحمن حقاني، اليوم (الأربعاء)، جراء انفجار وقع في مقر وزارته، بحسب ما أبلغ مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح المصدر: «وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد توفي». وأكد أنس حقاني ابن شقيق القائم

ثغرة في هواتف آيفون تسرق البيانات.. إليكم طريقة حمايتها

ثغرة في هواتف آيفون تسرق البيانات.. إليكم طريقة حمايتها

بشكل عاجل، طالب خبراء الأمن السيبراني، من مستخدمي هواتف الآيفون، تحديث أجهزتهم إلى نظام iOS 18 في أقرب وقت ممكن لإصلاح ثغرة تسمح للمتسللين بسرقة بياناتهم الشخصية. إذ حذروا من أن "قراصنة الإنترنت" قد يستغلون ثغرة أمنية في آيفون تؤثر على نظام الشفافية والموافقة والتحكم في نظام iOS،

رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في سوريا:  اللاجئين إلى البلاد

رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في سوريا: اللاجئين إلى البلاد

قال رئيس الوزراء الانتقالي الجديد في سوريا، محمد البشير، إنه يسعى لإعادة ملايين اللاجئين السوريين وحماية جميع المواطنين وتقديم الخدمات الأساسية لكنه أقر بصعوبة تحقيق ذلك مع افتقار البلاد للعملة الأجنبية. وأضاف لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أن خزائن الدولة لا تحوي إلا نقودا بالعملة السورية "لا

ترامب: على السوريين حل أزمتهم بأنفسهم

ترامب: على السوريين حل أزمتهم بأنفسهم

بعدما كرر مراراً في السابق خلال حملاته الانتخابية، أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال أيام، أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عقب زيارته لفرنسا أن حل الصراع في أوكرانيا يشكل أولوية. كما أضاف في مقابلة مع مجلة "باري ماتش" أن هناك الكثير من الأزمات في العالم،