مناظرة تلفزيونيّة متوتّرة في فرنسا... مرشّحو الكتل الرئيسيّة يناقشون إمكانية التصدي لليمين في الانتخابات
قبل أربعة أيام من الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا، وبعناوين "خيار تاريخي" و"خوف" و"قيم"، يضخم مرشحو الكتل السياسية الثلاث الرئيسية مخاطر الاقتراع ويبحثون في إمكانية التصدي لاقصى ليمين الأوفر حظا بالفوز من أي وقت مضى.
يتقدّم حزب التجمع الوطني وحلفاؤه من اقصى اليمين بفارق مريح في استطلاعات الرأي (36%)أمام الجبهة الشعبية الجديدة وهي ائتلاف غير متجانس من القوى اليسارية (28,5%) وفي المرتبة الثالثة تحالف الوسط حول الأغلبية المنتهية ولايتها (21%) للرئيس إيمانويل ماكرون.
لا تزال نتيجة الانتخابات غير محسومة من حيث عدد المقاعد في الجمعية الوطنية وخصوصا أن الناخبين سيتوجهون بكثافة إلى مراكز الاقتراع في 30 حزيران و7 تموز (نسبة مشاركة متوقعة تراوح بين 60 و64%) مقارنة بعام 2022 (47,8%) أو بالانتخابات الأوروبية الأخيرة.
مساء الثلثاء جرت مناظرة تلفزيونية بين زعيم اقصى اليمين جوردان بارديلا ورئيس الوزراء غابرييل أتال وممثل تحالف اليسار مانويل بومبار سادها التوتر وأظهرت خصوصا ثقة بارديلا في فوز حزبه.
بدا بارديلا هادئا أكثر ثقة مما كان عليه خلال مناظرة سابقة مع غابرييل أتال قبل شهر خلال حملة الانتخابات الأوروبية، متوقعا توليه منصب رئيس الوزراء في حال فاز حزبه بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
- "خيار تاريخي" -
ارتفع مستوى الرهانات بعد أن قال زعيم التجمع الوطني وهو حزب لم يحكم من قبل "خلال أيام ستتوجهون إلى صناديق الاقتراع لخيار تاريخي".
والأربعاء اعتبرت رئيسة المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني في الجمعية الوطنية والزعيمة التاريخية للحزب مارين لوبن، أنه "يرجح أن تنزل تظاهرات الى الشارع" إذا فاز حزبها. وأضافت أن "اليسار المتطرف يتصرف دائما بعنف".
وتابعت "يهاجمون التجمعات ويخربون التظاهرات الاجتماعية وها هم يتظاهرون ضد نتائج الانتخابات. ماذا سيفعلون غدا؟ سيحتلون مبنى الكابيتول؟" في اشارة الى هجوم أنصار دونالد ترامب من اليمين على الكابيتول في كانون الثاني 2021.
ودعا ممثل اليسار مانويل بومبار الفرنسيين إلى "الا يتحول الخوف الى حقيقة وضمان عدم انزلاق فرنسا إلى العنصرية والكراهية والأنانية".
من جهته، واصل غابرييل أتال الاستراتيجية الرئاسية منذ إعلان حل الجمعية الوطنية في 9 حزيران، قائلا "فرنسا على موعد مع قيمها ومصيرها. أثق بكم وبنا".
- حملة محمومة -
من المقرر أن يواصل رئيس الوزراء الأربعاء حملته على الأرض لمحاولة تقليص الهوة داخل حزبه بقيامه بزيارتين إلى وسط غرب البلاد.
في المقابل، يواصل جوردان بارديلا حملته الإعلامية بمداخلة مزدوجة على إذاعة أوروبا 1 وقناة سي نيوز واللتين يملكهما الملياردير فنسان بولوريه المتهم بانتظام بالتحيز لليمين المتطرف.
لمواجهة التجمع الوطني والزلزال السياسي الذي سيحدثه في حال وصوله إلى السلطة، دعا نحو 200 شخصية اشتراكية ومن انصار البيئة و"مناصري ماكرون" في صحيفة لوموند، اليمين والوسط واليسار إلى "الاظهار بوضوح من الآن" اتفاقا للانسحاب في الدورة الثانية.
وهيمن الموضوع على النقاشات إذ رفض زعماء المعسكر الرئاسي اتخاذ موقف قبل الدورة الأولى ويبدو أنهم سيتجهون نحو "رفض التجمع الوطني وفرنسا الابية" حتى لو لم يحسم إيمانويل ماكرون قراره بعد.
وطلبت زعيمة الخضر مارين تونديلييه العضو في الجبهة الشعبية الجديدة لقاء قادتها لإقناعهم بقبول "التنازل الجمهوري" مطالبة بتفسيرات عن سبب "عدم التفريق بين اليمين المتطرف واليسار".
وظهرا أعلن مجلس الوزراء حل مجموعة الدفاع عن الاتحاد (GUD)، النقابة الطلابية من اليمين المتطرف التي تأسست في السبعينات وأعيد تنشيطها أخيرا، وثلاث هيئات أخرى من اليمين المتطرف. ولقيت جمعية إسلامية المصير نفسه.