من طهران إلى أوروبا... صدى مقاومة الشعب الإيراني يتردّد في كلّ مكان

آن الأوان لوضع حدّ للمماشاة والاعتراف بحقّ الشعب الإيراني في التغيير
في قلب طهران، خرج صوتٌ لا يشبه سائر الأصوات... داور ساحة كرة الصالات، حميد حاج جعفر كاشاني، تحوّل إلى بطلٍ في ساحة المقاومة، بعدما اختار أن يصرخ لا للظلم، لا للوليّ الفقيه، لا للاستبداد.
لم يعترف بشرعية المحاكمات الصورية، فرفض الذهاب إلى المحكمة، وهتف بشجاعة: "حتى يُكفَن [آخوند] الملالی، لن تصبح هذه الأرض وطناً"، واختار السجن على أن يساوم على صوته، لأنّ شعار "الموت لولاية الفقيه" لم يكن يوماً مجرّد هتاف، بل إيمانٌ راسخ.
اليوم، يقبع حميد في عنبر 4 بسجن إيفين، لكن صوته لم يُسجن. لا تزال صرخاته تتردّد في الشوارع والساحات، وتلهم الأحرار داخل إيران وخارجها.
إنّه رمزٌ لجيلٍ جديد من الشباب الذين قرّروا كسر جدار الخوف، والوقوف بوجه أعتى الديكتاتوريات في العالم.
في موازاة هذا، يتّسع نطاق الدعم الدولي لانتفاضة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
الكونغرس الأمريكي أقرّ القرار رقم 166، الذي يؤكّد دعمه العلني لتطلّعات الشعب الإيراني، مشيراً إلى خطة السيدة مريم رجوي ذات البنود العشر التي تطرح بديلاً ديمقراطياً وغير نووي، قائماً على فصل الدين عن الدولة.
وفي أوروبا، أعلن مجلس الشيوخ في مالطا ومجلس العموم البريطاني تأييدهم لهذه المقاومة، حيث وقّع أكثر من 560 نائباً من مجلسَي البرلمان البريطاني على بيانات دعمٍ صريحٍ لحقّ الإيرانيين في الحرية والتغيير.
هذه المواقف لا تُمثّل مجرّد تضامنٍ رمزي، بل تشكّل مؤشّرات واضحة على أن النظام الحاكم في إيران يعيش نهاياته.
الاحتجاجات في الداخل، والانشقاقات داخل النظام، والهزائم في الخارج، والدعم المتزايد للمقاومة، كلها تؤكّد أن العالم يشهد مرحلة ما بعد نظام ولاية الفقيه.
لذا، فإنّ الرسالة واضحة:
كفى مماشاة مع نظامٍ يقتل شعبه، وينهب خيراته، ويصدّر الإرهاب.
الوقت قد حان للاعتراف بحقّ الشعب الإيراني المشروع في التغيير الديمقراطي وبناء دولةٍ حرةٍ وعادلة.