من "ذكي جداً إلى جن جنونه".. هكذا تغيرت علاقة ترامب وبوتين

من "ذكي جداً إلى جن جنونه".. هكذا تغيرت علاقة ترامب وبوتين

لطالما اتسمت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بالتذبذب. فقد وصف ترامب الزعيم الروسي أكثر من مرة بالرجل الذكي جداً الذي تربطه به علاقة جيدة.

كما وصفه أكثر من مرة بالقوي والصلب، على عكس وصف الرئيس السابق جو بايدن له بالديكتاتور والمجرم.

حتى إن ترامب أشاد مرة ببوتين ووصفه بأنه "ذكيٌّ للغاية" لغزوه أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

رغم ذلك، أعرب الرئيس الأميركي خلال الأشهر الأخيرة، عن إحباطه من بوتين وهدد بفرض المزيد من العقوبات على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا.

لحظة حاسمة
إلا أن قمة ألاسكا المرتقبة عند الساعة 19 بتوقيت غرينيتش بين الرجلين قد تشكل لحظةً حاسمةً في كلٍّ من الحرب في أوكرانيا وعلاقة الزعيم الأميركي بنظيره الروسي.

علماً أن ترامب وجه أمس رسائل متضاربة حول توقعاته من القمة. فقد وصفها بأنها "اجتماعٌ تجريبيٌّ" لقياس مدى انفتاح بوتين على وقف إطلاق النار، لكنه حذّر أيضًا من "عواقب وخيمة للغاية" إذا لم يوافق على إنهاء الحرب.

أما بالنسبة لبوتين، فيُعدّ اجتماع اليوم فرصةً لإصلاح علاقته بترامب وفكّ عزلة الغرب عن بلاده بعد غزوه أوكرانيا قبل ثلاث سنوات ونصف. وقد أعرب عن رغبته في إعادة بناء العلاقات الأميركية الروسية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وبالعودة إلى العلاقة بين الرجلين، فقد مرت بالعديد من المطبات.

بريد كلينتون
قبل أشهر من انتخابه رئيسًا لأول مرة عام 2016، شكك ترامب في نتائج وكالات الاستخبارات الأميركية التي تفيد بأن قراصنة الحكومة الروسية سرقوا رسائل بريد إلكتروني من الديمقراطيين، بمن فيهم منافسته هيلاري كلينتون، ونشروها في محاولة للإضرار بحملتها وتعزيز حملته والتأثير على نتائج الانتخابات الأميركية.

كما دعا في إحدى تصريحاته عام 2016، بشكل صادم، القراصنة الروس للعثور على رسائل البريد الإلكتروني التي ورد أن كلينتون حذفتها. وقال ترامب حينها: "روسيا، إن كنتم تستمعون، آمل أن تتمكنوا من العثور على 30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة".

"تمخض الجبل فأنجب فأرًا"
إلى ذلك، طالت التساؤلات حول صلاته بروسيا معظم فترة ولايته الأولى، ما أثار تحقيقات من قبل وزارة العدل والكونغرس، وأدى إلى تعيين المحقق الخاص روبرت مولر، الذي فحص إدانات متعددة ضد مساعدي ترامب وحلفائه، لكنه لم يثبت وجود مؤامرة إجرامية بين موسكو وحملة ترامب.

ومؤخرا استذكر ترامب تلك التحقيقات قائلا: "لقد عانى بوتين كثيرًا معي. لقد خضع لحملة شعواء كاذبة استغلوا فيها روسيا متحدثين عن صفقة معها!"

علما أن بوتين كان سخر عام 2019، من التحقيق الأميركي ونتائجه النهائية، قائلاً: "تمخض الجبل فأنجب فأرًا".

التقاه 6 مرات
إلى ذلك، التقى ترامب بوتين ست مرات خلال ولايته الأولى، بما في ذلك قمة هلسنكي عام ٢٠١٨، عندما فاجأ الرئيس الأميركي العالم بظهوره مدافعاً عن مسألة تدخل روسيا في انتخابات ٢٠١٦.

وقال ترامب حينها: "لديّ ثقة كبيرة في أجهزة استخباراتي، لكنني سأخبركم أن بوتين كان قويًا للغاية في نفيه التدخل بالانتخابات.." وتابع قائلاُ إنه لا يجد أي سبب يدعوه لعدم تصديق النفي الروسي.

لكن بعد أن واجه ترامب ردود فعل غاضبة، حاول التراجع عن تعليقه بعد ٢٤ ساعة. لكنه أثار شكوكًا حول هذا التراجع بقوله إن دولًا أخرى كان من الممكن أن تتدخل أيضًا.

في حين رأى بوتين حينها بقمة هلسنكي "بداية الطريق" للتراجع عن الجهود الغربية في عزل بلاده.

كما كشف أنه كان يتمنى فوز ترامب عام ٢٠١٦. وقال: "لا أستطيع أن أختلف معه في أنه لو كان رئيسًا، ولو لم يُسلب منه النصر في الانتخابات|، لكان من الممكن تجنب الأزمة التي نشبت في أوكرانيا عام ٢٠٢٢".

ذكي جدا
وبعد مغادرة ترامب البيت الأيض في 2021، حافظ الزعيمان على علاقتهما الودية. فبعد غزو بوتين لأوكرانيا عام ٢٠٢٢، وصف ترامب الزعيم الروسي بعبارات إيجابية.

وقال ترامب من منتجعه مار-إيه-لاغو حينها: " أعتقد أن بوتين ذكي جدًا". كما ألمح إلى أن الرئيس الروسي دخل أوكرانيا "ليكون حارس سلام".

كذلك كرر ترامب مرارًا وتكرارًا أن غزو أوكرانيا ما كان ليحدث لو كان في البيت الأبيض - وهو ادعاء أيده بوتين أيضاً

إعادة النظر في العلاقة
لكن بعد توليه الرئاسة للمرة الثانية، توقف ترامب عن الادعاء بأنه سيحل الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة.

وفي مارس/آذار الماضي، أوضح أنه كان يمزح حين قال ذلك.

لكنه منذ الأيام الأولى لولايته الثانية، سعى بوتين إلى عقد قمة، محاولاً الابتعاد عن الصراع الأوكراني من خلال التأكيد على إمكانية إطلاق مشاريع اقتصادية أميركية روسية مشتركة، من بين قضايا أخرى.

فيما انتقد ترامب أكثر من مرة الدعم الأميركي لكييف، وسخر حتى من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ"البائع" الذي يدور العالم ويتجول لإقناع واشنطن بتزويد بلاده بالأسلحة والتمويل العسكري.

وفي فبراير، بدت الأمور مواتية لبوتين عندما اشتعل الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، فوصف تصرف الرئيس الأوكراني بـ" غير المهذب وقليل الاحترام".

"جن جنونه"
في حين بقيت العلاقة بين الرجلين هادئة، إذ تحدث ترامب في أواخر مارس، عن ثقته ببوتين فيما يتعلق بآمال وقف إطلاق النار، قائلاً: "لا أعتقد أنه سيتراجع عن وعده".

لكن بعد شهر، ومع تصاعد الضربات الروسية، نشر ترامب منشورا مقتضبا على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "فلاديمير، توقف!".

ثم بدأ يُعرب عن المزيد من إحباطه من الزعيم الروسي. حتى انه اعتبر في مايو أن بوتين "جن جنونه!".

كما أمر ترامب قبل أسابيع قليلة بإعادة تمركز غواصتين نوويتين أميركيتين "بناءً على تصريحات استفزازية للغاية" للرئيس السابق للبلاد، ديمتري ميدفيديف.

إلا أن التوتر عاد وخفت إلى حد ما منذ الإعلان عن اجتماع الرئيسين المرتقب في ألاسكا. رغم أن توقعات ترامب بشأن ما قد يُنجزه هذا اللقاء خفتت أيضًا.

قراءة المزيد

حماس: سنؤجل تسليم جثة الرهينة بسبب خروقات إسرائيل

حماس: سنؤجل تسليم جثة الرهينة بسبب خروقات إسرائيل

قالت حركة حماس إنها عثرت اليوم الثلاثاء، على جثة أحد الرهائن الإسرائيليين خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة. وأوضحت الحركة في بيان أنها ستؤجل تسليم الجثة الذي كان مقرراً اليوم، مرجعةً ذلك إلى الخروقات الإسرائيلية المتكررة في مناطق القطاع. كما أكدت حماس أن أي تصعيد إسرائيلي جديد

الخرطوم تطرد مسؤولين اثنين في برنامج الغذاء العالمي

الخرطوم تطرد مسؤولين اثنين في برنامج الغذاء العالمي

استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في السودان اليوم لوران بوكيرا، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في البلاد، وأبلغته قرار الحكومة باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه هو وسمانثا كاتراج، مديرة قسم العمليات في البرنامج، وطالبتهما بمغادرة السودان خلال 72 ساعة. وأكدت الوزارة في بيانها حرص حكومة السودان على التعاون الكامل مع

مجلس السيادة السوداني: خسارة الفاشر ليست نهاية المعركة

مجلس السيادة السوداني: خسارة الفاشر ليست نهاية المعركة

بعدما أقر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالانسحاب من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، أكد نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار أن "ما حدث للجيش في الفاشر يتطلب تماسك السودانيين". وقال عقار في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء بمناسبة انعقاد ورشة إصلاح قانون الأحزاب السياسية،

كيف حاولت رئيسة وزراء اليابان كسب ود ترامب؟"

كيف حاولت رئيسة وزراء اليابان كسب ود ترامب؟"

تعول رئيسة وزراء اليابان الجديدة ساناي تاكايتشي، التي التقت اليوم الثلاثاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، على بناء علاقة شخصية ودية مع الضيف الأميركي من أجل تخفيف التوترات التجارية. وقد تكون إحدى مفاتيح هذه الاستراتيجية فكرة طرحتها الحكومة اليابانية لشراء شاحنات Ford F-150، وهي خطوة رمزية ذات دلالة، رغم أنها قد