ملف إبستين فجر خلافها مع ترامب.. فيديو لنائبة جمهورية تستقيل
أعلنت النائبة الأميركية، مارجوري تايلور غرين، إحدى أبرز الوجوه المؤثرة في جناح اليمين المتطرف داخل الحزب الجمهوري، استقالتها من الكونغرس، في خطوة مفاجئة جاءت بعد أيام من سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لها على خلفية خلافات حادة تتعلق بملفات مرتبطة بقضية جيفري إبستين.
وفي مقطع فيديو نشرته عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت غرين البالغة 51 عاماً – والتي انتُخِبت لأول مرة عام 2020 عن الدائرة الرابعة عشرة في ولاية جورجيا – إنها "لم تتأقلم يوماً مع أجواء واشنطن"، مؤكدة أنها تعرضت للإهانة المستمرة في العاصمة الأميركية، على حد وصفها.
كما أضافت أنها لا ترغب في أن يواجه أنصارها وعائلتها "انتخابات تمهيدية مؤذية ومشحونة بالكراهية يقودها الرئيس الذي ناضلنا جميعاً من أجله". وأعلنت أن 5 يناير المقبل سيكون آخر يوم لها في منصبها، مخاطبة ناخبيها: "رسالتي إلى الدائرة 14 من جورجيا وإلى أميركا: شكراً لكم".
وقالت غرين في رسالتها المصوّرة: "الدفاع عن نساء أميركيات تعرّضن للاغتصاب في سن الرابعة عشرة، وتم الاتجار بهن من قِبل رجال أثرياء ونفوذ، يجب ألا يؤدي إلى وصفي بالخائنة أو أن أُهدَّد من قبل رئيس الولايات المتحدة الذي وقفت إلى جانبه".
شرخ داخل حركة "ماغا"
وكانت غرين تُعد من الأصوات الأكثر ولاءً لترامب داخل الكونغرس، وبرزت كأحد وجوه حركة "لنجعل أميركا عظيمة من جديد" (ماغا)، إلا أن العلاقة بين الطرفين تدهورت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة.
ففي 7 نوفمبر، أعلن ترامب بشكل مفاجئ سحب دعمه لها، قبل أن يشن عليها هجوماً لاذعاً عبر منصته "تروث سوشيال"، واصفاً إياها بـ"الخفيفة" و"الخائنة" للحزب الجمهوري. وردّت غرين لاحقاً بأنها تعرضت لسيل من التهديدات عقب تصريحات ترامب.
فيما اعتبر مراقبون أن استقالتها تمثل أوضح مؤشر حتى الآن على الانقسامات العميقة داخل الجناح اليميني المتشدد للحزب الجمهوري، لا سيما في ظل نجاحات انتخابية حققها الديمقراطيون هذا الشهر.
ملف إبستين يفاقم الانقسام
وتعمّق الخلاف بين غرين وترامب إثر تراجع الرئيس عن موقفه السابق المتشدد تجاه ملف الملياردير الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم إتجار جنسي، والذي ارتبط اسمه بشبكة علاقات واسعة تشمل شخصيات نافذة في الولايات المتحدة.
تداعيات سياسية
في حين رأت أوساط سياسية أن خروج غرين – رغم الإشكاليات العديدة التي أثارتها خلال وجودها في الكونغرس – يشكّل صفعة داخل صفوف الجمهوريين، خصوصاً أن الحركة التي لطالما كانت الأكثر تجانساً خلف ترامب باتت اليوم تشهد انقسامات غير مسبوقة.
كما يسلّط رحيلها الضوء على هشاشة التحالفات داخل الحزب، وعلى الصراع المتواصل حول مستقبل الحركة القومية الشعبوية التي قادت صعود ترامب إلى السلطة.