ما وراء القصف.. أهمية منشأة آراك في برنامج إيران النووي

طالت غارات إسرائيلية صباح اليوم الخميس منشأة خنداب النووية في المحافظة المركزية الإيرانية.
فيما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الهدف الرئيسي كان "مفاعل آراك"، مجمع الماء الثقيل الواقع قرب مدينة خَنداب.
وتقع منشأة الماء الثقيل هذه المعروفة دولياً باسم "مفاعل الماء الثقيل في آرا (IR-40)، على بُعد حوالي 75 كيلومتراً جنوب غرب مدينة آراك، بالقرب من مدينة خنداب.
فما أهمية مفاعل آراك؟
تتضمن هذه المنشأة مفاعلًا يعمل بالماء الثقيل من طراز IR-40، والذي، في حال تشغيله الكامل، يمكنه إنتاج البلوتونيوم من اليورانيوم الطبيعي.
فيما يُعد البلوتونيوم، إلى جانب اليورانيوم المخصب، من المسارات المعروفة لإنتاج المواد الانشطارية القابلة للاستخدام في الأسلحة النووية.
وبعد تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (أو ما يعرف بالاتفاق النووي) عام 2015، أُعيد تصميم المفاعل IR-40 وفق تفاهمات فنية مع مجموعة 5+1، بهدف تقليص قدرته على إنتاج المواد الانشطارية.
لكن رغم استمرار التعاون المُعلن بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشارت بعض تقارير الوكالة في السنوات الأخيرة إلى تفاصيل فنية تتعلق بعملية إعادة التصميم ومستوى الشفافية في التقارير الدورية. وقد طُرحت هذه المسائل في إطار النقاشات الفنية والرقابية وكانت موضع تحليل في الأوساط المتخصصة الدولية.
دورة الوقود النووي
إلى ذلك، تعد منشأة خنداب جزءاً من حلقة البحث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني، وتحديداً في ما يخص الوقود النووي، وإعادة المعالجة، والدراسات الفنية المرتبطة بمسار البلوتونيوم.
فوفق بعض التحليلات الدولية، يشكل هذا المجمع، إلى جانب منشآت التخصيب في نطنز وفوردو ركيزة تقنية مكملة تعزز من القدرات الفنية المتقدمة في المجال النووي الإيراني.
وبالنظر إلى التصميم الأساسي لمفاعل IR-40، فإن تشغيله الصناعي الكامل كان من الممكن أن يوفّر القدرة على إنتاج عدة كيلوغرامات من البلوتونيوم سنوياً.
ورغم أنّ هذه القدرة خضعت لإعادة تصميم عقب الاتفاق النووي، إلا أنّ تقييمات استخباراتية غربية لا تزال تثير الشكوك حول منشأة خنداب ضمن المنشآت التي تمتلك إمكانيات فنية كامنة على المدى البعيد.
محدودية الدفاعات الجوية
إلا أن منشأة خنداب، وبسبب موقعها الجغرافي في منطقة قليلة الكثافة السكانية وبعيدة نسبيًا عن المراكز الدفاعية الكبرى، لا تتمتع بشبكة دفاع جوي واسعة وكثيفة، كما هو الحال في مواقع مثل نطنز وفوردو.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن بوقت سابق اليوم أنه استهدف خلال الليل "مفاعلا نوويا" غير موضوع في الخدمة في أراك، مضيفاً أنه ضرب مجددا منشأة نطنز أيضا. وأضاف في بيان أن الضربة طالت "هيكل ختم قلب المفاعل وهو عنصر أساسي في إنتاج البلوتونيوم" يحيط بقلب مفاعل آراك ويعمل على إغلاقه بشكل محكم ويحافظ على سلامته.
كما أوضح أن سلاح الجو استهدف موقعا لتطوير الأسلحة النووية في منطقة نطنز وأن حوالي 40 طائرة حربية شاركت في الغارات الليلية التي استهدفت "عشرات المواقع".
ويوم الأحد الماضي، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن قوات بلاده دمرت المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز.
من جهتها، أوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن هناك "آثارا مباشرة" على جزء من منشأة نطنز، يقع تحت الأرض.
يذكر أن العمل في مفاعل أراك البحثي للمياه الثقيلة على أطراف قرية خونداب كان بدأ في عام 2000 قبل أن يتم توقيفه بموجب بنود الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
فيما أبلغت طهران الوكالة الذرية عن خططها لتشغيل المفاعل بحلول عام 2026.
وكان من المقرر أن يُستخدم المفاعل البحثي لإنتاج البلوتونيوم لأغراض البحث الطبي، ويشمل الموقع أيضًا مصنعًا لإنتاج المياه الثقيلة.