اليمن.. غارات أميركية تستهدف مخازن ومعسكرات القاعدة في شبوة
شنت طائرات مسيّرة أميركية غارات مكثفة على مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي في بلدة خورة بمديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة جنوبي شرق اليمن.
وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن الغارات التي وقعت في وقت متأخر من ليلة الأحد، استهدفت مخزن أسلحة كبيراً وورشة لتصنيع المتفجرات ومعسكراً تدريبياً للتنظيم، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر القاعدة، بينما لم يتضح مصير قيادي بارز كان موجوداً في الموقع.
وأقرت حسابات إعلامية مرتبطة بالقاعدة بأن الغارات كانت "مكثفة" واستهدفت مواقعهم الأساسية في المنطقة.
"مثلث التخادم"
ويشكل موقع خورة، الذي يقع على بعد أكثر من 120 كيلومتراً من مركز شبوة ويجاور حدود محافظة البيضاء، جزءاً مما وصفه مراقبون بـ"مثلث التخادم"، حيث تشترك مناطق وعرة بين شبوة وأبين والبيضاء في تقديم ملاذ آمن لعناصر القاعدة، بمساندة لوجستية وتقنية من الميليشيا الحوثية، وفق موقع "نيوز يمن" الإخباري المحلي.
وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يسخرون إمكانياتهم وخبراتهم لدعم التنظيم، وتسهيل تنقل مقاتليه بين المحافظات الجنوبية والمحررة، في ظل عدم قدرة أي قوة محلية أو أجنبية على الوصول إلى هذه المناطق الوعرة.
وتعكس الغارات الأميركية الأخيرة استمرار استراتيجية الضربات المركزة على البنية التحتية للقاعدة، بعدما أسفرت عمليات الطائرات المسيّرة خلال الأشهر الماضية عن مقتل 19 عنصراً إرهابياً بينهم 9 قيادات، ضمن سلسلة عمليات نفذتها الولايات المتحدة في شبوة وأبين منذ مطلع 2025.
وتشير إحصائيات سابقة إلى فقدان التنظيم نحو 14 قيادياً و10 عناصر آخرين خلال عمليات جوية وأخرى برية منذ يناير وحتى سبتمبر 2025.
ويؤكد مراقبون أن التعاون غير المعلن بين الحوثيين والقاعدة في "مثلث التخادم" يشكل تهديداً مستمراً للأمن الإقليمي، إذ يوفر للتنظيم الإرهابي ملاذات آمنة وسط كهوف وجبال وعرة، ويجعل أي محاولة لدخول القوات المسلحة إلى هذه المواقع محفوفة بالمخاطر، ويعادل حسب وصف المصادر إعلاناً انتحارياً.