الطريق إلى إيران حرة يمر عبر شعبها: رؤية بوب بلاكمان حول مستقبل إيران
في مقال رأي مهم، أكد بوب بلاكمان، عضو البرلمان البريطاني، أن الطريق الحقيقي نحو إيران حرة ومستقرة لا يمكن أن يُمهّد بالتدخل الأجنبي، بل فقط بأيدي الشعب الإيراني نفسه ومقاومته المنظمة. وبيّن بلاكمان أن الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل تكشف هشاشة النظام الثيوقراطي الحاكم، لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على ثورة أكثر هدوءاً تجري داخل المدن وزنازين السجون الإيرانية.
يشير بلاكمان إلى أن النظام الإيراني يترنح على حافة الهاوية ليس فقط بسبب العقوبات الدولية، بل بسبب تعفنه الداخلي الذي يتمثل في الفساد المستشري، وسوء الإدارة الاقتصادية، والقمع العنيف للمعارضة. وقد شهدت إيران منذ عام 2017 ثلاث انتفاضات كبرى، كل واحدة منها كانت أكبر وأكثر تحدياً من سابقتها. واحتجاجات عام 2022، التي اندلعت عقب وفاة مهسا أميني، لم تكن مجرد احتجاج على الحجاب القسري، بل كانت رفضاً لنظام سياسي يحكم بالخوف وليس بالموافقة الشعبية.
ويؤكد بلاكمان أن هذه المقاومة ليست حالة فوضى أو احتجاجات عشوائية، بل هي حركة منظمة تقودها قوى سياسية واضحة. ويشير إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو تحالف سياسي يعمل منذ فترة طويلة على بناء جمهورية علمانية وديمقراطية، يقف على رأس هذه المقاومة. ويبرز بلاكمان دور مريم رجوي في قيادة هذا المجلس، حيث تقدم خارطة طريق واضحة لما بعد النظام الحالي، تشمل تنظيم انتخابات حرة خلال ستة أشهر، وصياغة دستور ديمقراطي جديد، مع التزام راسخ بالمساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات.
ويشيد الكاتب بالدور المحوري لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تُعتبر القوة الرئيسية في المجلس الوطني للمقاومة، في تعبئة واستدامة الاحتجاجات داخل إيران من خلال وحدات الانتفاضة التي تنشط على امتداد البلاد. ويشير إلى شعار هذه الحركة «الموت للديكتاتور، سواء كان الشاه أو خامنئي»، الذي يعكس رفضاً واضحاً لكل من النظام الديني الحالي والعودة إلى النظام الملكي السابق، وهو ما يطمئن المراقبين الغربيين الذين يخشون فراغ السلطة.
وفيما يتعلق بدور الغرب، يحذر بلاكمان من إغراء التدخل المباشر أو فرض حلول من الخارج، مشيراً إلى أن التاريخ مليء بالأمثلة التي أظهرت أن مثل هذه التدخلات غالباً ما تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار بدلاً من الحرية. ويؤكد أن الإيرانيين هم أكثر من قادرين على الإطاحة بظالميهم، وقد قاموا بالفعل بالكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه، وما يحتاجونه الآن هو الاعتراف الدولي بحقهم في المقاومة وبالمجلس الوطني للمقاومة كبديل شرعي للنظام الحالي.
ويختم بلاكمان مقاله بالتأكيد على أن أيام النظام الحالي معدودة، وأن الطريقة التي سيُسقط بها وما سيحل محله أمر بالغ الأهمية. ويقول إن الغرب أمام خيار واضح: إما دعم الشعب الإيراني في نضاله الشعبي من أجل الديمقراطية، أو المخاطرة بتكرار أخطاء الماضي بفرض حلول من الخارج قد تزيد من تعقيد الأزمة. ويختتم بأن إيران الحرة لن تولد في المنافي أو غرف المفاوضات البعيدة، بل ستُصاغ في شوارع طهران وشيراز وأصفهان، داعياً إلى السماح لتلك الأصوات الحرة بأن تقود الطريق نحو مستقبل ديمقراطي وسلمي.