السودان.. اشتباكات عنيفة بالفاشر بين الدعم السريع والجيش

السودان.. اشتباكات عنيفة بالفاشر بين الدعم السريع والجيش

يتصاعد القلق الدولي على مصير الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مع ازدياد وتيرة العنف عشية دخول الحرب في السودان عامها الثاني، وخشية من اندلاع معارك عنيفة فيها بعد أن كانت مركزاً رئيسياً لتوزيع الإغاثة والمساعدات.
وبعد اندلاع النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل 2023، امتدت أعمال العنف مجدداً إلى إقليم دارفور الواسع في غرب البلاد، لتُدوّن فصلاً جديداً من أهوال الحرب مثل النزوح الجماعي والعنف الجنسي وعمليات القتل على خلفية عرقية.
وتسيطر قوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ"حميدتي" حالياً على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكِّلة للإقليم، ما عدا الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة، لكنها تعهدت بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، مما جنبها حتى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال.
اشتباك مع الجيش والحركات المسلحة بالفاشر
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت قوات الدعم السريع في بيان اليوم الأحد إنها اشتبكت مع الجيش السوداني والحركات المسلحة في محلية مليط بشمال دارفور.
وأضافت، في البيان الذي نشرته على منصة إكس، أنها تمكنت من "بسط السيطرة الكاملة" على محلية مليط والاستيلاء على 46 مركبة عسكرية بكامل عتادها وأسر 70 فردا "وما زالت قواتنا تلاحق الفارين من المعارك تاركين أسراهم وقتلاهم بيد قواتنا".
وحذرت قوات الدعم السريع من وصفتها "بالحركات المنشقة عن الحق، من الاستمرار في تنفيذ أجندة النظام البائد والتي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في دارفور".
وقالت في البيان "إننا في إطار الدفاع عن النفس وحماية المدنيين وبعد إعلان تلك الحركات الخروج عن الحياد؛ سنتصدى لأي مناوشات عسكرية ضد قواتنا بحسم وقوة".
وشهدت الأجزاء الغربية من مدينة الفاشر يوم السبت اشتباكات عنيفة بين الدعم السريع والقوة المشتركة للحركات المسلحة، أسفرت عن مقتل 11 وإصابة 28 بعضهم في حالة خطيرة، بحسب لجان مقاومة الفاشر.

إحراق قرى
والسبت، "اندلعت اشتباكات في غرب مدينة الفاشر" بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة، بحسب ما أفاد أحد الحقوقيين السودانيين وكالة "فرانس برس".
وفي هذا السياق اتهمت لجان المقاومة بالفاشر، وهي مجموعات تطوعية غير رسمية، قوات الدعم السريع بـ"إحراق ست قرى في غرب المدينة".
من جانبها، أعلنت منسقية النازحين بدارفور أن الاشتباكات أسفرت عن "مقتل عشرة مدنيين وجرح 28".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان السبت عن "قلقه العميق" إزاء تقارير تشير إلى "احتمال وقوع هجوم وشيك على الفاشر".
ونقل البيان عن غوتيريش قوله إن "مثل هذا الهجوم سيكون مدمراً للمدنيين في المدينة" التي تعتبر "مركزاً إنسانياً أممياً يضمن تقديم المساعدات الإغاثية" في جميع أنحاء دارفور.
ومع دخول الحرب عامها الثاني، نددت الولايات المتحدة الخميس بـ"صمت" المجتمع الدولي عن الوضع المأسوي في السودان، مبديةً أملها في سرعة تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بين طرفي القتال.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين "بينما تتجه المجموعات السكانية نحو المجاعة، ومع انتشار الكوليرا والحصبة، وبينما يواصل العنف حصد أرواح عدد لا يحصى من الضحايا، ظل العالم صامتاً إلى حد كبير، وهذا يجب أن يتغير".
ويعيش في إقليم دارفور، هذه المنطقة الغربية التي تعادل مساحتها مساحة فرنسا، ربع سكان السودان الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 48 مليون نسمة.
وأسفرت المعارك في السودان منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة الجنينة في غرب دارفور وحدها، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة.
كما أسفرت الحرب عن تشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

"لا حياد بعد الآن"
تتمركز في الفاشر الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام التاريخي الذي أبرم عام 2020 في جوبا مع الحكومة المدنية الانتقالية التي تولت السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وأبرز المجموعات تلك التابعة لكل من حاكم إقليم دارفور مني مناوي ووزير المالية جبريل إبراهيم. وقد منع وجودها قوات الدعم السريع من شن هجومها على المدينة، خصوصاً بعد "مفاوضات غير رسمية" بين قوات دقلو وهذه الحركات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وقال خبراء لوكالة "فرانس برس" إن هذه المجموعات المسلحة اضطلعت بدور في جلب المساعدات الإنسانية التي كانت تصل من شرق السودان وكان إقليم دارفور في أمسّ الحاجة إليها.
ونتيجة تدهور الأوضاع في عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا في بيان الخميس أن "لا حياد بعد الآن"، مؤكدةً أنها "ستقاتل مع حلفائها والوطنيين وقواتها المسلحة" ضد قوات الدعم السريع "وأعوانها".
وعزت تبدل موقفها إلى "استفزازات وانتهاكات" لقوات الدعم السريع "وتهديد الحركات المسلحة ومنع (عناصرها) من التحرك وقطع الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية".

قراءة المزيد

ولي العهد السعودي يبدأ زيارة رسمية إلى أميركا

ولي العهد السعودي يبدأ زيارة رسمية إلى أميركا

يبدأ ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى أميركا استجابةً لدعوةٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن المقرر أن يلتقي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس ترمب اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض، وتتضمن الزيارة مراسم استقبال صباحية، واجتماعات في المكتب البيضاوي، يعقبها حفل

واشنطن: سيتم الإعلان عن اتفاق مع السعودية في الطاقة النووية المدنية

واشنطن: سيتم الإعلان عن اتفاق مع السعودية في الطاقة النووية المدنية

قال مسؤول أميركي إنه من المقرر الإعلان عن اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مجال الطاقة النووية المدنية بالتزامن مع زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن حالياً. أفاد المسؤول أنه سيتم الإعلان عن صفقة مبيعات دفاعية بين أميركا

بكين تهاجم طوكيو: رئيسة الوزراء تعيد خطاب العسكرة

بكين تهاجم طوكيو: رئيسة الوزراء تعيد خطاب العسكرة

قالت وسائل إعلام صينية في تعليق إن التصريحات الأخيرة لرئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايشي بشأن احتمالية القيام بعمل عسكري حول تايوان تظهر أن اليابان تعود إلى مسار النزعة العسكرية، مضيفة أن أي " خيالات عسكرية " سوف تنفجر في وجه طوكيو. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن التعليق جاء فيه أن

اليابان تحذر مواطنيها في الصين.. وسط توترات بشأن تايوان

اليابان تحذر مواطنيها في الصين.. وسط توترات بشأن تايوان

دعت اليابان مواطنيها الموجودين في الصين إلى توخي الحذر بشأن محيطهم وتجنب الحشود الكبيرة وسط خلاف نشب بين بكين وطوكيو بسبب تعليقات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بشأن تايوان. وقالت السفارة اليابانية في بكين في بيان على موقعها الإلكتروني مؤرخ أمس الاثنين: "انتبهوا لمحيطكم وتجنبوا قدر الإمكان الساحات التي تتجمع