السترة الخضراء تتحوّل رمزاً لأحدث نجمة في سماء السياسة الفرنسيّة
بعد سنوات قليلة فحسب من ظهور حركة "السترات الصفراء" في فرنسا، أصبحت السترة الخضراء رمزا لأحدث نجم سياسي في البلاد، زعيمة حزب الخضر مارين تونديلييه.
وتمتعت تونديلييه بحضور طاغ في التغطية الإعلامية وأقر كثيرون على نطاق واسع بأنها أدارت حملة قوية. وحزب الخضر مكون رئيسي في التحالف اليساري الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي.
وتصدر عنوان رئيسي صحيفة لوموند هذا الأسبوع يقول "سترة مارين تونديلييه الخضراء، موضوع سياسي".
وقالت الصحيفة "مثل المرأة التي ترتديها، أصبحت السترة الخضراء لزعيمة حزب الخضر الفرنسي نجمة (موضوعا بارزا في التغطية) الإعلامية منذ الانتخابات البرلمانية".
لم تكن تونديلييه معروفة على نطاق واسع قبل دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، وخلبت لب كثيرين من الناخبين بدعواتها الحماسية التي اختلطت بالدموع أحيانا لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن من الوصول إلى سد الحكم.
وبرزت تونديلييه كمرشحة محتملة لرئاسة الوزراء، بعد الهزيمة غير المتوقعة لحزب التجمع الوطني واحتلاله المركز الثالث وفي ظل الصعوبة التي تواجهها أحزاب اليسار والوسط في تشكيل حكومة.
ونشأت تونديلييه (37 عاما) في بلدة هينان بومونت الواقعة في شمال فرنسا وهي ضمن دائرة انتخابية تسيطر عليها لوبن. وكانت تونديلييه مستشارة بلدية هناك مما منحها موقعا مميزا تراقب منه اليمين المتطرف في السلطة.
وقالت تونديلييه للوموند إن السترة التي قالت الصحيفة إن سعرها 395 يورو (430 دولارا) وهي من العلامة التجارية الفرنسية ذي كوبليس، هي "أغلى قطعة ملابس في خزانة ملابسي".
الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي
وفي إشارة تدل على قيمة السترة بالنسبة لروح العصر، حصد حساب رمزي على منصة التواصل الاجتماعي إكس بعنوان "سترات مارين تونديلييه الخضراء" نحو 16000 متابع بسرعة، مع حصول بعض منشوراتها القوية والمفعمة بالمشاعر على مئات الآلاف من المشاهدات.
وقال مارك بوج، الصحافي الفرنسي الذي يكتب في السياسة والأزياء، إن السترة نجحت لأسباب كثيرة. وأول هذه الأسباب هو الوضوح الذي تجسده فكرة امرأة ذات توجهات سياسية خضراء ترتدي سترة خضراء. وقال إن تونديلييه التزمت بارتدائها في كل مناسبة عامة تحضرها.
وأضاف بوج أن السترة تتناقض أيضا مع البزات وأربطة العنق التي طلبت لوبن من مشرعي التجمع الوطني ارتداءها كجزء من جهودها لإضفاء الاحترافية على حزب يعتبره كثيرون عنصريا ومعاديا للسامية.
ومضى يقول إن سترة تونديلييه المصممة لها توفر الاحترام وتتناقض مع الصورة التقليدية للزعماء اليساريين كأشخاص لا يهتمون بقص لحاهم وغير مهندمين.
وأضاف "الفرنسيون يريدون أشخاصا يبدون كسياسيين... فهمت مارين تونديلييه أنه: يتعين علي أن أبدو أنيقة. ويتعين علي أن أبدو جديرة بالاحترام".